عواصم- المواطن
تتواصل ردود الأفعال العربية والدولية والإسلامية المنددة بحرق نسخة من القرآن، في ستوكهولم، لليوم الثاني على التوالي، وسط تعالي المطالب في بعض الدول بطرد سفير السويد ومقاطعة منتجاتها ردا على سماحها بهذه “الجريمة”.
تابعوا تطبيق “عرب ٤٨”… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
والأربعاء، مزق سويدي من أصول عراقية يُدعى سلوان موميكا (37 عاما)، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحت الشرطة تصريحا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.
ووسط حراسة مشددة من الشرطة، داس موميكا وهو عراقي فر من بلاده إلى السويد قبل سنوات، على نسخة من المصحف مرات عدة وأحرق صفحات منه أمام المسجد الكبير في ستوكهولم، الأمر الذي أثار مشاعر المسلمين خلال احتفالهم بعيد الأضحى.
لجنة المتابعة
وأدانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية “جريمة حرق المصحف الشريف في ستوكهولم خلال تظاهرة لنفر من العنصريين المتطرفين، بعد مصادقة المحاكم في السويد على قيام مظاهرة ضد الإسلام والمسلمين، بزعم حرية التعبير”.
وأكدت المتابعة أن “لا علاقة لهذا بحرية التعبير، بل اعتداء حقير خطير على حرية المعتقد وحقوق الانسان، ووصفتها بـ”الاستفزاز الحقير والخطير لمشاعر المسلمين، لأن المصحف الشريف أكبر من أن يمس به عنصريون تتملكهم الأحقاد والكراهية ضد الإسلام والمسلمين”.
وقالت المتابعة إن “تنامي قوى التطرف في أوروبا هو ظاهرة تبعث على القلق، وتدعو الدول الأوروبية الى تعريف حقيقي لحقوق الإنسان، التي تنتهي عند الاعتداء على الحقوق الإنسانية للفرد والمجموعة، بما فيها الحق في المعتقد، ومنع المس بالمشاعر”.
مصر
وأدانت الخارجية المصرية، في بيان، “قيام متطرف بهذا الأمر”، واصفة ما تم بأنه “فعل مخز يستفز مشاعر المسلمين حول العالم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، ويتنافى مع قيم احترام الآخر ومقدساته، ويؤجج من مشاعر الكراهية”.
وأعربت مصر عن “بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخرًا في بعض الدول الأوروبية”، مؤكدة على “مسؤولية الدول في منع دعوات التحريض وجرائم الكراهية”.
لبنان
من جهتها أدانت الخارجية اللبنانية، اليوم، الحادث، واعتبرته “اعتداء على مقدسات المسلمين واستفزازا لهم، ويزيد من حدة الإسلاموفوبيا والكراهية”، ودعت إلى “وضع حد نهائي لهذه الاستفزازات واعتبارها جرائم يعاقب عليها القانون”.
ودان حزب الله اللبناني حرق نسخة من المصحف، معتبرا أن “السلطات الرسمية السويدية شريكة ومتواطئة في الجريمة”. ودعا حزب الله السويد إلى وضع حد لتلك الأفعال “بدل التلطي خلف مقولة حرية التعبير”.
كما دعا “المرجعيات والمؤسسات الإسلامية العليا والحكومات العربية والإسلامية إلى القيام بكل الخطوات المناسبة التي تدفع هذه الدول لمنع تكرار هذه الحماقات على أرضها ووقف نشر ثقافة الكراهية والبغضاء”.
إيران
من جانبها اعتبرت إيران إحراق المصحف “إجراء استفزازيا وغير مدروس ومرفوضا”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني إن “حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها كما سائر المسلمين وأحرار العالم، لا يتحملون هكذا إساءة ويستنكرونها بشدة”.
وأضاف “المتوقع من حكومة السويد ضمان منع تكرار الإساءة للمقدسات، أن تولي اهتماما جادا بهذا الخصوص وفق مبدأ تحمل المسؤولية”.
قطر
ودانت وزارة الخارجية القطرية “سماح السلطات السويدية بحرق نسخ من المصحف”، وشدد على أن “هذه الواقعة الشنيعة تعد عملا تحريضيا واستفزازيا خطيرا لمشاعر أكثر من مليار مسلم، لاسيما في عيد الأضحى”.
البحرين
كما استنكرت الخارجية البحرينية، في بيان، الحادث، وعدته “عملا بغيضا يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم، وإساءة مرفوضة وتحريضًا على الكراهية والعنف”، داعية إلى “ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تكراره”.
المغرب
فيما استدعى المغرب سفيره بالسويد، كريم مدرك، إلى المملكة “لأجل غير مسمى” للتشاور، كما تم إبلاغ القائم بأعمال السفارة السويدية “رفض” ما تم، وفق بيان لوزارة الخارجية المغربية.
الجامعة العربية
في سياق متصل، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات سماح السلطات السويدية بهذا الأمر، منددا بـ”تساهل السلطات مع هذا الفعل الشنيع”، و”محملا حكومة السويد المسؤولية عن نتائج وتبعات هذه الواقعة النكراء”.
الأزهر
بدوره دعا الأزهر، في بيان، “دور الفتوى وهيئات الإفتاء في العالم بإصدار فتوى بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع استخدامها نصرةً للمصحف الشريف”، مطالبا “الحكومات الإسلامية باتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه انتهاكات حرق المصحف”.
العراق
وندد العراق بقرار السلطات السويدية منح “متطرف” إذنا لإحراق نسخة من المصحف.
وقالت وزارة الخارجية في بغداد إن “هذا العمل الشنيع جرح مشاعر ملايين المسلمين بل أساء للشعوب الغربية نفسها، التي طالما تباهت باحتضان التنوع واحترام معتقدات الآخرين وحماية الأديان وحقوق معتنقيها”.
وتابع البيان أن “هذه الأعمال تنمّ عن روح عدوانية كريهة لا تمت إلى حرية التعبير بصلة، بل هو عمل من أعمال العنصرية والتحريض على العنف والكراهية”.
كما دعا زعيم التيار الصدري بالعراق، مقتدى الصدر، في بيان، إلى الخروج بتظاهرة “غاضبة” ضد السفارة السويدية بالعاصمة بغداد، مطالبا الحكومة بطرد سفيرها، ورفع الجنسية العراقية عن الشخص الذي قام بحرق المصف.
والأربعاء، لاقي الحادث إدانات عربية واسعة من السعودية والكويت والأردن وفلسطين واليمن، بجانب هيئات عربية مثل مجلس التعاون الخليجي والبرلمان العربي وحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بفلسطين، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان.
وطالبت بيانات منفصلة من تلك الدول والهيئات بوقف العنصرية والمساس بالمقدسات.
وهذه ليست الواقعة الأولى في السويد، حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، أحرق زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف، راسموس بالودان، نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة.