تقرير يكشف كيف تتمسك حماس بالسلطة وسط الضغوط المتزايدة على المدنيين
غزة – المواطن
أفادت تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، بأنه يُعتقد أن هناك حوالي 4000 فلسطيني معروفين كعناصر لحركة حماس في شمال قطاع غزة، مع توقعات بأن العدد أكبر في الجنوب. على الرغم من الضغوط العسكرية القاسية التي تعرض لها لواء رفح، فقد غادر العديد من المقاتلين مناطق القتال قبل دخول قوات الجيش الإسرائيلي.
تشير التقارير إلى أن هناك عناصر إضافية من حماس تعمل في معسكرات وسط القطاع، حيث لم تُنفذ أي عمليات برية من قبل إسرائيل حتى الآن.
ويدعو كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى وجود جهة دولية تتولى مسؤولية الجوانب المدنية في قطاع غزة، الذي يعتقدون أن حركة حماس “تسيطر عليه بإحكام”، لكن القيادة السياسية رفضت جميع المقترحات المتعلقة بهذا الشأن حتى الآن.
وزعمت مصادر أن حماس أنشأت وحدة شرطية تُدعى “قوة السهم”، تضم مئات العناصر وتعمل على مواجهة أي محاولات لزعزعة سيطرة الحركة في القطاع.
ويعتقد العديد من الفلسطينيين في غزة أن حماس ستستمر في السيطرة حتى بعد انتهاء الحرب، مما يجعلهم يخشون من التعبير عن آرائهم ضد الحركة علنًا.
ويؤكد المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن حماس لا تزال السلطة الوحيدة في المجال المدني، حيث ازداد اعتماد السكان عليها بسبب دورها في توزيع المساعدات الإنسانية، مما دفع الكثير من الغزيين للعمل مع الحركة لتأمين لقمة عيشهم، حتى لو لم يؤيدوا أيديولوجيتها.
يقدر مسؤولون كبار في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن الحكومة لا تسعى حاليًا للترويج لصفقة تبادل أسرى، وبدلاً من ذلك، تعمل على تنفيذ ضم زاحف لقطاعات كبيرة من غزة، دون التفكير في إنهاء الحرب أو إعادة المختطفين.
في محادثات مغلقة، يشير هؤلاء المسؤولون إلى أن الفرص للتوصل إلى اتفاق تبدو ضئيلة، خاصةً منذ توقف المفاوضات حول الصفقة، حيث لم تُجرَ أي محادثات حول هذا الموضوع مع الأطراف الدولية.
علاوة على ذلك، لم يتم إجراء أي مناقشات بين المستوى السياسي وكبار المسؤولين الأمنيين حول وضع المختطفين منذ ذلك الحين.
وأوضح القادة العسكريون الذين يعملون في قطاع غزة أن قرار التحرك في شمال القطاع اتُخذ دون مناقشة متعمقة، ويبدو أن الهدف منه هو الضغط على المدنيين في المنطقة للنزوح. وقد أعرب بعض المسؤولين في المؤسسة الأمنية عن مخاوفهم من أن مثل هذه الخطوة قد تعرض حياة الرهائن للخطر.
ولا يستبعد هؤلاء الضباط أن تكون هذه الإجراءات تمهيدًا لتنفيذ “خطة الحصار والتجويع” التي اقترحها الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، والتي تقضي بإخلاء جميع سكان شمال القطاع إلى مناطق إنسانية في الجنوب، مع اعتبار من يختار البقاء في الشمال عنصرًا من عناصر حماس، مما يتيح استهدافه.