تقرير: ماذا قال فلسطينيون من غزة عن مرور عام على حرب الإبادة في قطاع غزة
غزة- المواطن
مع مرور عام على حرب الإبادة في قطاع غزة، تعالت أصوات الفلسطينيين للتعبير عن مشاعرهم وتجاربهم التي تواصلت منذ بداية الحرب. الحرب التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى، ودمرت البنية التحتية، ما زالت تؤثر في كل جانب من جوانب الحياة في القطاع، وعبّر الفلسطينيين في غزة عن إحساسهم بالغضب، الحزن، والأمل، مستخدمين مختلف الوسائل والفعاليات لإيصال رسائلهم للعالم.
أصوات الحزن والصمود
معظم أهالي غزة أعربوا عن مشاعر مختلطة بين الألم والصمود. في مقابلات مع بعض الأهالي، تم تسليط الضوء على فقدان الأحباء وتدمير المنازل، حيث قالت سيدة فقدت ابنها: “مرت سنة ولا زال الألم حياً في قلبي، لكن لن أتنازل عن حقه وحقنا في العيش بكرامة”. الحزن على من فقدوا أرواحهم لم ينفصل عن الروح الثابتة للصمود والإصرار على الحياة.
رسائل الأطفال والأمهات:
الأطفال الذين نجوا من الحرب شاركوا في فعاليات مختلفة، حيث كتبوا رسائل تعبر عن أحلامهم المستقبلية بالعيش في أمان وسلام. “أريد أن أعيش بدون خوف من الطائرات والقنابل”، كتبت طفلة في رسالة تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معبرة عن أبسط حقوق الأطفال في العيش بسلام.
أما الأمهات، فكان لهن دور كبير في إحياء ذكرى الحرب عبر تنظيم وقفات تضامنية ومشاركة قصص عن معاناتهن خلال الحرب، ومواصلة النضال من أجل مستقبل أفضل لأبنائهن.
الرسائل عبر الفن والكلمة:
الفنانون والشعراء الفلسطينيين في غزة استخدموا أدواتهم للتعبير عن مأساة الحرب. في معرض فني أقيم في مدينة غزة، عرضت لوحات فنية وشعر تعبيري يعكس وجوه المعاناة والحزن على الشهداء والدمار. قال فنان شاب: “الفن هو صوتنا للعالم، نريد أن يروا ما مررنا به، وأن يسمعوا صراخنا من خلال كل لوحة ورسم”.
وسائل التواصل الاجتماعي:
مواقع التواصل الاجتماعي كانت منصة فعّالة لإيصال صوت الشعب الغزي إلى العالم. شارك النشطاء فيديوهات توثّق الدمار الذي خلفته الحرب، ورسائل تعبر عن استمرار الحصار والعزلة. “عام كامل وما زالت غزة تحت الحصار”، كتب أحد النشطاء على تويتر، مشيرًا إلى الصعوبات الاقتصادية والإنسانية التي تفاقمت بعد الحرب.
الجانب الإنساني والسياسي:
على الصعيد الإنساني، عبر كثيرون عن أملهم في أن تتحسن الأوضاع رغم الظروف القاسية. قال أحد المواطنين: “نأمل في أن يكون المستقبل أفضل، ولكننا نحتاج إلى دعم دولي حقيقي لإنهاء الحصار وتحقيق العدالة”.
أما من الجانب السياسي، فقد أُطلقت عدة نداءات من القوى الوطنية والفصائل الفلسطينية، تدعو فيها المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب.
ختامًا:
عام بعد حرب الإبادة، ما زال الفلسطينيين في غزة يواصل الحياة رغم الجراح. من خلال الرسائل الفنية، والمظاهرات، ووسائل التواصل الاجتماعي، يعبر الغزيون عن مزيج من الحزن والأمل، مؤكدين أن معاناتهم لم تنتهِ بعد، ولكن إصرارهم على البقاء والصمود لم يتزعزع.