تقرير: طلاب غزة في امتحانات الثانوية العامة 2024: أمل يتحدى الحصار وظلام الحرب
نور الحلو – المواطن
في خضم الظلام الذي خيم على قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، برزت قصص طلاب الثانوية العامة (التوجيهي) كرموز للأمل والتحدي في عام 2024. وبينما تقدم نحو 87,826 طالبًا وطالبة لامتحان الثانوية العامة على مستوى فلسطين، وجد حوالي 39,000 طالبًا من غزة أنفسهم في قلب هذا الصراع، محاصرين بالحرب والدمار.
ورغم كل الظروف القاسية، كان لبعض هؤلاء الطلاب نصيب في الخروج من القطاع، حيث تمكن حوالي 1,100 طالبًا من حمل آمالهم وأحلامهم والانتقال إلى مصر لاستكمال رحلتهم التعليمية. وفي مشهد مليء بالتوتر والقلق، توجه هؤلاء الطلاب إلى مدرسة “تحيا مصر 2″، التي تم التعاقد معها لاستقبالهم وتقديم امتحانات الثانوية العامة. ورغم التحديات التي واجهها الطلاب وأولياء أمورهم، بدأت الأصوات تعلو معبرة عن استيائهم من عدم مراعاة الظروف التي مر بها هؤلاء الطلاب القادمون من جحيم الحرب.
صرخة أم غاضبة: أين الرحمة في التصليح؟
من أمام بوابة المدرسة، التقينا بولية أمر طالبة، وقد كانت غاضبة ومتوترة وهي تنتظر خروج ابنتها من الامتحان. تحدثت قائلة: “أطالب الوزارة أن تنظر بعين الرحمة والتخفيف عن الطلبة أثناء التصليح. تقول بنتي إنها تعاني من اضطراب نفسي بسبب ويلات الحرب التي عاشتها، والآن تواجه ضغطاً شديداً بسبب الامتحان وقلقها من المعدل المتدني.” وتساءلت بغضب: “لماذا يعاملون أبناءنا كأنهم أقدموا على سنة دراسية طبيعية؟ لم يتم حذف أي شيء، وكان الامتحان من أصعب السنوات. أين تلك المراعاة التي حدثونا عنها؟”
وجهة نظر أكاديمية: لم يُراعَ أن طلاب غزة كانوا في حرب
وفي حديث آخر مع ولي أمر وطبيب يعمل بلجان الامتحانات في وزارة التربية والتعليم، أكد أن الوزارة اجتهدت وحاولت إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ومع ذلك، أشار إلى وجود ملاحظات بشأن عدم التعامل مع طلاب غزة على أنهم كانوا في حرب. وأوضح قائلاً: “الامتحانات كانت غاية في الصعوبة، ولجنة المراقبة سببت بعض المضايقات الشديدة على الطلاب.”
شهادات الطلاب: رعشة الخروج من الامتحان
أما الطلاب، فقد عبروا عن شعورهم بالخوف والقلق أثناء خروجهم من الامتحان، مما أثر بشكل سلبي على أدائهم في باقي الامتحانات التالية. ووجهوا رسالة موحدة للوزارة: “نرجو أن تنظروا إلينا بعين الرحمة، نحن كنا داخل حرب ودرسنا بمفردنا.”
دعوة للتفهم والمساندة: لماذا التعامل مع الطلبة بهذه الأنانية؟
وفي حديث آخر مع ولي أمر، بدأت بترحمها على شهداء حرب غزة والطلاب الذين فقدوا أرواحهم في هذه الحرب. ودعت لأهاليهم بالصبر والإيمان بقضاء الله، قائلة: “أبناؤكم نالوا أعلى وأشرف الدرجات، لا تحزنوا.” وأكملت حديثها بسؤال مؤلم: “لماذا تم التعامل مع الطلبة بهذه الأنانية؟ كيف لطالب قضى شهرين بدون مدرسة ودوام واستقرار أن يلم بالمنهج بمفرده؟ لا أحد قدم المساعدة لهم. لماذا لم يذهب أي معلم أثناء تقديم الامتحان على الأقل لتوضيح بعض الاستفسارات التي واجهها الطلاب؟ انظروا للطلاب، فهم خارجون من ويلات حرب ودرسوا بمفردهم في مدة قصيرة جداً.”
وفي ختام التقرير مع استمرار هذه القصص المؤثرة بالظهور، يبقى السؤال الأهم: هل ستستجيب الجهات المعنية لمناشدات الطلاب وأولياء أمورهم، وتقدم لهم الدعم اللازم لتجاوز هذه الفترة الصعبة؟ ورغم الصعوبات، يظل هؤلاء الطلاب مثالاً حيًا على قدرة الإنسان على التحدي والصمود، ويبقى الأمل بأن تكون تجربة هؤلاء الطلاب دافعًا للتغيير والتحسين في السنوات المقبلة، لضمان حصول كل طالب على حقه في التعليم، مهما كانت الظروف.
–