أخــبـــــار

تقرير: آراء متباينة في الشارع الفلسطيني والعربي حول سقوط نظام الأسد وردود أفعال دولية

دمشق – المواطن

أثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا ردود فعل متباينة في الشارع الفلسطيني والعربي، حيث تراوحت الآراء بين الترحيب بما يراه البعض إنهاءً لعقود من القمع والاستبداد، وبين القلق من تداعيات المرحلة الانتقالية وغياب البديل الواضح.

الآراء المؤيدة: التحرر من الطغيان

في فلسطين:
يرى عدد من الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، أن سقوط نظام الأسد خطوة إيجابية نحو إنهاء معاناة الشعب السوري التي استمرت لأكثر من عقد. قال خالد أبو عيسى، طالب جامعي من غزة: “الشعوب العربية تحتاج إلى التحرر من الأنظمة الاستبدادية. سقوط الأسد يمنح السوريين فرصة لبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الجميع”.

في الأردن ومصر:
عبّر آخرون عن أملهم في أن يمثل سقوط النظام بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار. يقول أحمد نصار، موظف في عمّان: “الأسد كان حجر عثرة أمام مستقبل سوريا. رغم المخاوف من الفوضى، أعتقد أن الشعب السوري يستحق فرصة لإعادة بناء بلاده بعيدًا عن الديكتاتورية”.

الآراء المعارضة: القلق من الفوضى والتدخلات الخارجية

في لبنان:
شهدت بيروت انقسامًا واضحًا في الآراء. بينما أعربت بعض الأطراف عن ارتياحها لسقوط الأسد، عبر آخرون عن خشيتهم من تداعيات انهيار النظام السوري على لبنان، لا سيما مع وجود اللاجئين السوريين والتدخلات الإقليمية. يقول سامر شهاب، ناشط سياسي لبناني: “أنا لا أؤيد الأسد، لكن سقوطه بهذه الطريقة قد يغرق المنطقة في فوضى أكبر، خاصة مع تعدد الفصائل المتناحرة”.

في غزة والضفة الغربية:
يرى مؤيدو محور المقاومة أن رحيل الأسد يضعف هذا المحور الذي كان يعتبر داعمًا أساسيًا للقضية الفلسطينية. قالت أم أحمد، ناشطة اجتماعية من غزة: “رغم تحفظاتنا على سياسات النظام السوري، إلا أنه كان داعمًا لفلسطين. سقوطه يعني خسارة كبيرة لنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.

آراء محايدة: انتظار لما بعد السقوط

بين هذه المواقف المتباينة، يفضل البعض الانتظار لمعرفة نتائج المرحلة الانتقالية. يقول عبد الرحمن السيد، صحفي مصري: “ليس المهم الآن سقوط الأسد، بل ما سيحدث بعده. هل سيتمكن السوريون من تحقيق وحدة وطنية؟ أم سنشهد صراعًا على السلطة كما حدث في دول أخرى؟”.

ردود الأفعال العربية والدولية

الولايات المتحدة:
أكد البيت الأبيض في بيان أن الرئيس جو بايدن وفريقه يتابعون التطورات في سوريا عن كثب، وهم على اتصال مستمر مع الشركاء الإقليميين. وفي المقابل، كتب الرئيس السابق دونالد ترامب على منصة “إكس”: “رحل الأسد. روسيا وإيران في حالة ضعف الآن، الأولى بسبب أوكرانيا والثانية بسبب إسرائيل”.

روسيا:
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن بشار الأسد قرر تسليم السلطة سلمياً ومغادرة البلاد بعد مفاوضات مع أطراف النزاع. وأكدت أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا في حالة تأهب قصوى، داعية الأطراف كافة إلى ضبط النفس.

مصر:
أكدت القاهرة متابعتها للتطورات في سوريا، داعية إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، مع بدء عملية سياسية شاملة تُفضي إلى استقرار البلاد.

الأمم المتحدة:
حثت المنظمة الدولية السوريين على إعطاء الأولوية للحوار واحترام القانون الإنساني، معربة عن استعدادها لدعم مرحلة انتقالية شاملة ومستقرة.

تركيا:
أعرب وزير الخارجية التركي عن أمله في أن “يعيد الشعب السوري تشكيل مستقبل بلاده”، مشيراً إلى التعاون مع الإدارة السورية الجديدة لحل القضايا العالقة.

فرنسا وألمانيا:
رحبت باريس بسقوط النظام السوري، داعية إلى الوحدة ونبذ التطرف، فيما عبّرت برلين عن ارتياحها مشددة على ضرورة تفادي الفوضى وتحمل المسؤولية تجاه الشعب السوري.

الصين:
أعربت بكين عن أملها في استعادة الاستقرار سريعاً، مؤكدة متابعتها لتطورات الوضع عن كثب.

الإمارات:
حذر المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش من استغلال الفراغ السياسي في سوريا من قبل الأطراف غير الحكومية، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي سوريا.

الفلبين:
دعت الفلبين الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب سقوط مزيد من الضحايا، ونصحت مواطنيها في سوريا باتخاذ الاحتياطات اللازمة.

الأردن

أكد الديوان الملكي الأردني، اليوم الأحد، أن الملك عبد الله الثاني شدد على دعم الأردن للشعب السوري واحترام إرادته وخياراته الوطنية، مشيراً إلى أهمية الوقوف إلى جانب الأشقاء السوريين في هذه المرحلة الحساسة.

وأوضح الملك، خلال بيان صادر عن الديوان، ضرورة حماية أمن سوريا ومواطنيها، مع الحفاظ على منجزات الشعب السوري ومقدراته الوطنية، مؤكداً أن استقرار سوريا يعد أولوية إقليمية تصب في مصلحة الجميع.

ختام: انقسام يعكس الواقع العربي

قالوا المشكلة بصدام والقذافي والصالح، وبن علي، والبشير.
اسقطوهم جميعا، وانظر حال #العراق و #اليمن و #ليبيا، و #السودان و #تونس.

و #سوريا اليوم، لن يسمحوا لك ان تعيد بناء نفسك او ان تحكم من قيادة واحدة.
الجميع ينتظر سقوط الدولة التالية، اكلت يوم اكل الثور الابيض، حان الوقت لاعادة جامعة الدول العربية، حان لاعادة الوحدة العربية.

يبدو أن الشارع الفلسطيني والعربي يعكس في آرائه الانقسام السياسي والاقتصادي الذي تعيشه المنطقة. وبينما يرى البعض في سقوط الأسد فرصة لتغيير إيجابي، يخشى آخرون أن يؤدي ذلك إلى تعقيد الأوضاع الإقليمية أكثر. ومع استمرار الغموض حول مستقبل سوريا، تبقى الشعوب العربية تترقب بحذر ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى