تفاصيل حهود أمريكية إسرائيلية للتوصل إلى “إتفاق جزئي” في غزة
غزة – المواطن
تبذل الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية جهودًا مكثفة للوصول إلى اتفاق جزئي بشأن تبادل الأسرى في غزة، لكن حركة “حماس” تصر على ربط أي اتفاق بتفاهم أوسع يشمل وقف الحرب، وانسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من القطاع، وعودة النازحين.
وتختلف دوافع واشنطن وتل أبيب في هذه الجهود؛ حيث يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن لتحقيق إنجاز يدعم فرص المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات المقبلة، بينما يهدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تحقيق آخر أهدافه من الحرب، وهو استعادة المحتجزين الإسرائيليين، بعد أن اعتبر الأهداف الأخرى محققة بنظر الشارع الإسرائيلي.
وكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات لـ”الشرق” أن الولايات المتحدة، عبر الوسيط القطري، تحاول إقناع “حماس” بقبول اتفاق جزئي يشمل تبادل أسرى ووقف الحرب لمدة شهر، بحيث يتم إطلاق سراح النساء وكبار السن من المحتجزين الإسرائيليين وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين. وتدفع الولايات المتحدة بأن هذا الاتفاق قد يمهد الطريق نحو هدنة طويلة وتبادل أوسع للأسرى.
من جانبها، قدمت مصر اقتراحًا مماثلًا لوقف القتال لمدة 10 أيام مقابل تبادل جزئي يشمل 4 رهائن إسرائيليين وعدد من الأسرى الفلسطينيين، مع تمديد الهدنة عبر اتفاقات لاحقة تقود لوقف غير معلن للحرب.
وبالتزامن مع الجهود الأمريكية، كثفت إسرائيل من اتصالاتها، حيث قام رئيسا جهاز الشاباك والموساد بزيارات إلى القاهرة والدوحة لبحث صفقة التبادل.
قراءة “حماس” للوضع
ترى “حماس” أن الجانب الأمريكي بحاجة لإنجاز قبل الانتخابات، فيما تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، خاصة بعد اغتيال يحيى السنوار. وتعتقد “حماس” أن الظروف تتيح لها تحقيق أهدافها في هذه المرحلة، وهي وقف الحرب، والانسحاب الإسرائيلي، وعودة النازحين.
ورقة “حماس” الوحيدة
تعتبر “حماس” أن ورقتها الأقوى هي المحتجزون الإسرائيليون، وترى أن تصاعد المطالب في إسرائيل بوقف الحرب بعد تدمير القدرات العسكرية للحركة قد يتيح لها فرصة لاستثمار هذه الورقة لتحقيق مطالبها.
وأكد مسؤولون من “حماس” للوسيطين المصري والقطري أن الحركة لا ترفض المقترحات، لكنها تطالب بربطها بتفاهم نهائي يشمل إنهاء الحرب، والانسحاب، ورفع الحصار، وعودة النازحين تمهيدًا لإعادة الإعمار.
من المقرر أن يصل وفد من “حماس” إلى القاهرة يوم الجمعة لبحث ملف الحرب وتبادل الأسرى، والالتقاء بوفد من “فتح” لبحث إدارة قطاع غزة. ويرى المسؤولون أن وقف الحرب ضروري للوصول إلى توافق حول إدارة القطاع، وإغاثة السكان، وإعادة الإعمار.
موقف نتنياهو
ترى “حماس” أن نتنياهو يسعى لاستمرار الحرب لتحقيق أهداف سياسية وشخصية، وأنه يحاول إتمام صفقة تبادل دون التزام بوقف الحرب أو الانسحاب وعودة النازحين. وقال مسؤول في الحركة: “نتنياهو لا يخفي رغبته في مواصلة الحرب لتجنب مواجهة تداعيات هجوم السابع من أكتوبر، لذا فهو يريد استعادة المحتجزين دون إنهاء القتال”.
وأضاف: “نحن متمسكون أكثر بضرورة إنهاء الحرب والانسحاب وعودة النازحين قبل أي شيء آخر”.