أخــبـــــار

تفاصيل جديدة.. هكذا تم اقتحام قاعدة ناحال عوز في السابع من أكتوبر

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، مساء اليوم الإثنين، تفاصيل جديدة حول نجاح عناصر كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس في اختراق قاعدة ناحال عوز التي تبعد نحو 850 مترًا من الحدود مع قطاع غزة.

وبينت الصحيفة في تقريرها، أن القاعدة العسكرية الكبيرة، لم تكن مستعدة للهجوم، وطلب من الجنود في المدرعات بعدم البقاء في حالة تأهب، كما كانت المواقع الدفاعية المقابلة لحي الشجاعية فارغة، ولم يكن هناك سوى جندي واحد يحرس القاعدة بأكملها، إلى جانب ظروف كثيرة ساهمت في انهيار القاعد سريعًا.

وكما تقول الصحيفة، كشف التحقيق في المعركة، عن سلسلة من المعايير العسكرية الفاسدة التي ترسخت في الجيش الإسرائيلي على مدى العقد الماضي، والتي تبين أن حماس كانت تعرف كيف تستغلها على أكمل وجه.

وفي إطار المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها من قطاع غزة خلال الحرب، تم الكشف عن كتيب أوامر هجومية لحماس يتعلق بقاعدة ناحال عوز.

وبحسب مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الملف لا يقل عن ملف عملياتي لوحدة النخبة، وهو يفصل كل نقاط الضعف وخصائص القاعدة، مثل الثغرات في السياج، التي اخترقها 60 مسلحًا من النخبة في الموجة الأولى، واجتاحوا المكان فعليًا في غضون نصف ساعة، إلى جانب الثقوب في الجدار الغربي، التي كانت بمثابة فجوات لإطلاق النار سمحت للمسلحين بإطلاق النار المتبادل على الجنود في الداخل، وكذلك الإجراء المتهور داخل الجيش بالموافقة على تقليص حوالي نصف القوة المقاتلة في عطلات نهاية الأسبوع حتى يتمكن الجنود من الاستمتاع بالإجازة في منازلهم.

ويكشف التحقيق أن عناصر حماس كانت لديهم معلومات دقيقة عن كل غرفة ومركز القيادة والمكاتب والمبانى داخل أسوار القاعدة، والحياة اليومية داخلها، وعدد الأسلحة، والموقع الدقيق للدفاعات، وأكثر من ذلك بكثير.

وكانت حماس تعلم أن التسلل إلى القاعدة سيكون سهلاً نسبيًا. كما يكشف التحقيق.

ويشير إلى أن نقاط الحراسة المحيطة بالقاعدة كانت فارغة وخالية من المدافع الرشاشة (التي كانت مخزمة في المستودعات)، كما تفتقر القاعدة إلى أي خنادق أو عوائق كبيرة تمنع عمليات التسلل.

ويكشف التحقيق أنه لم يتم إجراء أي حدث غير عسكري في القاعدة، مثل العرض والاحتفالات، وبحسب شهادات مختلفة، قامت حماس ببناء نموذج لناحال عوز في غزة للتدرب على احتلالها، مع إدراكها أنه إذا هدمت هذا النموذج وقواعد الكتائب والألوية الأربعة الأخرى في المنطقة، فإن الطريق إلى حملات القتل والخطف في البلدات الجنوبية سيكون سهلاً وسريعًا، كما حدث بالفعل. كما تقول الصحيفة نقلاً عن تحقيق الجيش الإسرائيلي المفصل. كما ترجمت صدى نيوز.

وكانت نتيجة الهجوم، مقتل 53 جنديًا في قاعدة ناحال عوز، منهم 22 من أفراد الدعم القتالي، بما في ذلك 16 مراقبة، و31 جنديًا مقاتلاً، فيما تم أسر عشرة جنود ومجندات.

وحصل الجيش الإسرائيلي على تسجيلات لهجوم ناحال عوز وثقتها كاميرات “جو برو” الخاصة بعناصر نخبة حماس، ومن ومن طائرات بدون طيار تابعة لها، ومن كاميرات المركبات المدرعة، ومن كاميرات المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي، ويوثق أحد المقاطع والذي تصل مدته لساعة وخمسين دقيقة، منذ لحظة تفعيل الكاميرا على رأس مسلح من حماس في تمام الساعة السادسة صباحًا عند حمله لسلاحه في منطقة التجمع شرقي حي الشجاعية، حتى أنهى المعركة وعاد إلى غزة، الكثير من تفاصيل الهجوم التي ساعدت في التحقيق.

ويوصي التحقيق بفصل ضباط كبار من المسؤولين عن القاعدة، فيما لم يتم بعد اتخاذ أي من هذه الخطوات بسبب نقلها من رئيس الأركان الحالي المنتهية ولايته هيرتسي هاليفي، إلى إيال زامير رئيس الأركان المرتقب أن يتولى منصبه قريبًا.

ويكشف التحقيق من وثائق عثر عليها في جباليا، أنه لم تكن حماس تعتمد في جمع المعلومات فقط على الطائرات بدون طيار التي كانت تسيرها بشكل دوري، بل أيضًا امتد إلى مئات الصور ومقاطع الفيديو التي قام الجنود بتحميلها على الانترنت من القاعدة نفسها، والمنشورات التي بادر الجيش بنشرها في وسائل الإعلام حول التغييرات المتكررة بشأن مفاهيم الدفاع في القطاع.

وجاء في التحقيق أن “حماس كانت تعرف أين ينام كل قائد، وأين تقع غرفة الطعام، وأي جزء من الطرق الزراعية المؤدية من السياج إلى القاعدة يمكن أن يؤخرها، واشترطت في الخطة أن تقوم سرايا النخبة التي اقتحمت القاعدة بذلك خلال 15 دقيقة كشرط لضمان السيطرة عليها .. لقد توصلت حماس إلى نتيجة مفادها أن وصول دبابة مجاورة إلى ناحال عوز سيستغرق 15 دقيقة في حال وقوع حادث، وقد راقبت التدريبات لمعرفة المدة التي قد تستغرقها القوات المجاورة لتعزيز صفوفها، كما أدركت أنها لابد وأن تعمل على تحييد الموقع العسكري القريب، لأنه كان يضم موقعًا لقذائف الهاون ونجحت فعليًا في تحييده”.

وتم تقسيم الخطة مسبقًا إلى أقسام، وكان كل قسم من سرية النخبة يعرف أي مجمع هو مسؤول عن احتلاله. 65 من أفضل المسلحين في المنظمة كانوا ضمن الموجة الأولى بين الساعة 6:30 و 7:00 صباحًا، وانضم إليهم حوالي 50 آخرين في الموجة الثانية بحلول الساعة التاسعة صباحًا، وبحلول الساعة العاشرة صباحًا انضم إليهم مائة آخرون لاستكمال عملية الاحتلال والقتل والخطف، وفي ذروة الهجوم، كان هناك نحو 250 مسلحًا داخل معسكر ناحال عوز، الذي يبلغ محيطه 1200 متر مربع.

ويشير التحقيق إلى أنه في بداية المعارك قتل قائد سرية النخبة في حماس، لكن قواته واصلت العمل حسب الخطة، وتم القضاء على حوالي نصف المشاركين في العملية، وتمكن الباقون من العودة إلى غزة.

ويؤكد التحقيق أن عناصر حماس وصلوا مجهزين بشكل جيد، وبالإضافة إلى الميزة البشرية والعددية، فقد تمتعت أيضًا بقدرة أكثر فتكاً: ففي حين لم يجد الجيش الإسرائيلي ضرورة لتوزيع القنابل اليدوية بشكل روتيني على جنوده، وكانت المدافع الرشاشة مقفل عليها في المستودعات، وصلت حماس ومعها عدد كبير من صواريخ آر بي جي، وأنواع مختلفة من الأجهزة المتفجرة، وغيرها.

وكشف التحقيق عن فشل استخباراتي كبير بعدم رصد تحركات عناصر النخبة في حي الشجاعية وهو مكان قريب جدًا من الحدود ويقع تحت سيطرة كتيبة قتالية تابعة لفرقة غزة، لكن أحدًا لم يلاحظ ما كان يحدث على بعد كيلو متر أو اثنين من الحدود.

ويقول التحقيق: كان هناك انعدام للسيطرة على ما كان يحدث في القاعدة في ناحال عوز حتى قبل السابع من أكتوبر، على الرغم من عمليات التفتيش التي أجريت هناك، والتي ربما لم تساعد في شيء.

زر الذهاب إلى الأعلى