تعرف على طائر المينا المهاجر من دول آسيا و لماذا قرر مركز الحياة الفطرية في السعودية مكافحته
شهدت أسواق بيع الطيور فى محافظة الإسكندرية، انتشار لبيع طائر المينا، أحد الطيور المهاجرة من دول مختلفة منها باكستان والهند وشرق آسيا، حيث يمتلك العديد من الصفات منها قدرته على تقليد الكلام، وألوانه المختلفة على حسب البيئة التى يعيش فيها، وطائر يفضل الأماكن المرتفعة.
وقال محمد هاشم بائع طيور بمحافظة الإسكندرية، أن طائر المينا من الطيور المهاجرة من دول بكستان والهند وعدد من دول آسيا، وبعد اصطياده يتم وضعه فى غرفة كبيرة لترويضه والتعود على الطبيعة الجديدة التى يعيش فيها، وبعد تهدئه واستقراره يتم وضعه فى قفص الطيور.
وأضاف محمد هاشم أن طائر المينا يتغذى على العلف والفاكهة وبواقى الخضروات، وله تربيه خاصة منذ الصغر، وغير ذلك يفزع ويقوم بمحاولة الخروج من القفص فى حالة عدم تعوده على الطبيعة التى يعيش فيها لعدم الهروب، لأنه طائر يحب الانطلاق، ويعيش فى المناطق المرتفعة وفى بيئات مختلفة.
وأوضح بائع الطيور أن أسعار طائر المينا تبدأ من 500 جنيه ومنذ أول ظهور له كان سعره يسجل مبلغ 10 آلاف جنيه ويختلف سعر طائر المينا على حسب لونه ومواصفاته المختلفة، وهناك أشخاص غاوية تربية طائر المينا وهو طائر منذ الصغر يستجيب ويستطيع تقليد الكلام ويأكل من يده صاحبه، وله زبائنه التى تبحث عن تلك الأنواع، فهو طائر ذكى له من صفات المقدرة العالية على التكيف فى مختلف البيئات.
لماذا قرّر مركزُ الحياة الفطرية في السعودية مكافحةَ طائر المينا؟..
قال أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، ومؤسّس ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية، الدكتور عبد الله المسند: “لماذا قرر مركز الحياة الفطرية في السعودية، وكذلك في عمان، مكافحة طائر المينا؟ الإجابة هنا تقودنا إلى فهم الأسباب”.
أوضح “المسند” أن طائر المينا غازٍ ومؤْذٍ وشرس، وكذلك مزعج، ومفسد، مضيفًا أنه يساهم في زيادة الضوضاء الصوتية؛ لما له من صوت مزعج وعالٍ طوال العام؛ وذلك لأعدادها الكبيرة، وتعدّ من الطيور الناقلة للأمراض؛ فهي قد تتجرّأ وتهاجم أطباق الطعام على طاولات الطعام المكشوفة؛ مما قد يسهم في نقل الأمراض والإزعاج في الوقت ذاته.
وقال المسند: “يعتبر طائر المينا من أفضل الطيور في تقليد الكلام البشري، وهو يصنّف في المرتبة الثانية في القدرة على تقليد كلام البشر بعد الببغاء الرمادي الأفريقي، ويعدّ أيضًا من الطيور الذكية للغاية التي يمكن تدريبها وتعليمها الحيل المختلفة”.
وأشار إلى أنه كمتوسط يتراوح عمر طائر المينا ما بين 12 وحتى 25 سنة.
وذكر أن المَيْنة الشائعة “الاسم العلمي: Acridotheres tristis” “بالإنجليزية: Common Myna”؛ هو طائر صغير من الفصيلة الزرزورية، يوجد في قارة آسيا عمومًا من أفغانستان شمالًا وحتى جنوبها، وخصوصًا الهند وسريلانكا، ويوجد أيضًا في سلطنة عمان بأعداد كبيرة.
وأكد أن لهذه الطيور أضرارًا بيئية نظرًا إلى زيادة أعدادها؛ حيث إن إطلاقها من الأقفاص أدى إلى تكاثرها وتمركزها في المدن والمتنزهات، ونظرًا لصعوبة صيدها في هذه الأماكن لازدحامها بالمباني والحركة البشرية المستمرة؛ أدى ذلك إلى حدوث خلل في التوازن البيئي في إعداد هذا النوع من الطيور؛ حيث يصنف من الطيور العدوانية نحو الأنواع الأخرى للطيور والثدييات والإنسان.
وأشار إلى أنه يقوم بتنافس على أعشاش الطيور، وخاصة الهدهد والبوم ونقار الخشب، إلى جانب ذلك يعتمد طائر المينا في غذائه على تناول فروخ الطيور الأخرى، ويقوم أيضًا على الْتهام الكثير من الممتلكات العامة والمحاصيل الزراعية لينال مرتبة كأحد 100 أشرس كائن حي، وهو يعتبر أيضًا من أكثر الطيور الدخيلة العدائية الغازية التي تؤثّر سلبًا على البنية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
وأبان أن تأثير هذا الطائر اقتصاديًّا ينعكس على انخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية للفواكه؛ فقد سجلت الكثير من الدراسات التي تبحث تأثير هذه الطيور على هذه المحاصيل مثل التفاح والكمثرى والفراولة والعنب والمشمش والتين؛ حيث سجلت هذه الدراسات إتلاف هذه المحاصيل نتيجة التهام طيور المينا لها.
وأضاف أن هذه الطيور تساهم في زيادة الضوضاء الصوتية؛ لما لها من صوت مزعج وعالٍ طوال العام؛ وذلك لأعدادها الكبيرة، وليس ذلك فقط؛ فطيور المينا تعتبر من الطيور الناقلة للأمراض فهي قد تتجرّأ على مهاجمة أطباق الطعام في الطاولات المكشوفة في المطاعم، وذلك يساهم في نقل الأمراض والإزعاج في الوقت ذاته.
ولفت إلى أن طائر المينا يهدّد التنوع الحيوي، وذلك يعود إلى تكاثره الكبير؛ حيث قد تصل أعداده إلى 160 ألف طائر؛ ليقوم بعد ذلك بالمنافسة الشديدة مع الطيور المستوطنة على الموائل والغذاء، فقد اقتحم هذا الطائر الأنظمة البيئية بقيامه بمهاجمة الأعشاش والقضاء على الطيور الصغيرة، وإزاحة الطيور المنافسة له من موطنها وأعشاشها وأماكن سكنها، ليؤدي إلى اختفائها تدريجيًّا ليصل إلى انقراضها.
وأردف: كما تقوم أيضًا هذه الطيور بمهاجمة الثدييات كالماعز والحملان والعجول لينقل أمراضًا تصنّف بالمعدية للإنسان؛ فإن طائر المينا يسافر يوميًّا مسافة تتراوح 20 كم من مكان تعشيشه إلى مكان تواجد وتوافر الغذاء، وفي بعض الأحيان يقوم بمهاجمة حمام المنزل والإنسان في بعض الدول.
وذكر أن بعض الكائنات الحية قد لا تكون ذات أهمية في حال انقراضها أولًا؛ فهي قد لا تكون من الأنواع الرئيسية التي يشكل غيابها تأثيرًا على النظام البيئي، ولكن توجد أنواع أخرى قد تكون أساسية ورئيسية في المحيط الحيوي وغيابها يؤدي إلى انهيار النظام البيئي، وهذا ما يقلقنا باتجاه قضية تكاثر أعداد طيور المينا في عدة أماكن من العالم؛ لذلك من واجب البيئة علينا أن نحميها باتخاذنا الإجراءات المناسبة للحدّ من انتشار هذه الطيور؛ لإعادة التوازن البيئي والحيوي وإعادة ضبطها إلى ما هو صحيح.