تطورات وقف إطلاق النار في غزة وموقف حركة حماس
غزة – المواطن
أشارت تقارير إلى أن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في لبنان فتح نافذة أمل لإبرام صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، ما قد يؤدي إلى تهدئة في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي.
تعززت هذه الاحتمالات بسبب جملة من المتغيرات، من بينها الضغوط الداخلية في إسرائيل، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن نحو ثلثي الإسرائيليين، و56% من اليمين، يدعمون إنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الأسرى. كما أظهرت تصريحات مسؤولين إسرائيليين وأميركيين رغبة في استغلال هذه الظروف لإبرام صفقة، خاصة مع فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة وإيجاد بديل إداري للقطاع.
أقرأ أيضاً/ صورة: الجيش يوسع محور نتساريم ويقترب من إتمام ” المنطقة العازلة” داخل غزة
من جانب آخر، أضاف الموقف الأميركي ديناميكية جديدة، حيث تسعى إدارة الرئيس المغادر جو بايدن لتحقيق تقدم في الملف الفلسطيني قبل مغادرتها، فيما يحاول الرئيس المنتخب دونالد ترامب وضع بصمته مبكرًا عبر تهديدات صريحة لحماس بضرورة الإفراج عن المحتجزين قبل تنصيبه في يناير المقبل.
رغم إشارات المسؤولين الإسرائيليين إلى تهيئة الظروف لإبرام صفقة، فإن المفاوضات لم تشهد اختراقًا ملموسًا. صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مصادر أمنية أن هناك توصيات للمستوى السياسي بضرورة استغلال الفرصة لتحقيق اختراق، فيما أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن استعداده لتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت دون إنهاء الحرب.
أقرأ أيضاً/ مكان: اتصالات صفقة غزة مستمرة وحماس تُفكر بالانتقال لهذه الدولة
أكد البيت الأبيض استمرار جهوده الدبلوماسية لتحقيق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى. مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أشار إلى دور حاسم لحماس في هذا السياق، بينما لوّح ترامب بإجراءات صارمة حال تأخر الإفراج عن المحتجزين.
في المقابل، تؤكد حماس تمسكها بشروطها، بما في ذلك إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي. مصدر مقرب من الحركة أوضح أن الوسطاء لم يقدموا أي مقترحات جديدة، وأن التحركات الحالية تفتقر إلى جدية تفاوضية.
تبقى قضية محور “نتساريم” والمنطقة العازلة التي أقامتها إسرائيل في غزة من بين النقاط الخلافية التي تعيق أي اتفاق. في ظل تمسك كل طرف بمواقفه، تبدو الصفقة رهينة لتنازلات متبادلة قد تكون صعبة المنال.
رغم الزخم الإعلامي والسياسي، تبدو الصفقة بعيدة المنال في ظل تعنت المواقف، خاصة من الجانب الإسرائيلي. ومع اقتراب دخول ترامب البيت الأبيض، قد تتغير معادلة الضغط على الأطراف بشكل يفتح الباب أمام تفاهمات جديدة أو تعقيدات أكبر.