أخبار العالم

ترامب يأمر بتطوير أضخم درع دفاعي في تاريخ أمريكا!

واشنطن – المواطن

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع أمراً ببدء العمل على أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي طموحاً في تاريخ الولايات المتحدة، وهو نظام مصمم لاعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت ومنع حدوث دمار نووي.

وذكر تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز”، أنّ أحدث نظام دفاع صاروخي تطوره الولايات المتحدة، والذي يُطلق عليه “القبة الحديدية الأمريكية”، يهدف إلى نشر أدوات وقائية فضائية مزودة بالليزر لتدمير الأسلحة النووية.

حرب النجوم
وفي حين أطلق ترامب على هذه المبادرة اسم “القبة الحديدية لأمريكا”، في إشارة إلى نظام الدفاع الجوي الشهير الذي تستخدمه إسرائيل، لكن رؤية ترامب لهذا النظام المتطور، والتي تتضمن استخدام الليزر الفضائي، أقرب إلى برنامج “حرب النجوم” الذي أطلقه الرئيس الأسبق رونالد ريغان عام 1983 خلال ذروة الحرب الباردة.

ولفت التقرير إلى أن النظام المقترح من قبل ترامب مختلف تماماً عن القبة الحديدية الإسرائيلية، فهو أكثر تعقيداً وأعلى تكلفة بمستويات غير مسبوقة، حيث تعمل القبة الحديدية الاسرائيلية على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والمنخفضة الارتفاع وغير النووية، بينما يسعى نظام ترامب إلى اعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي تسير لمسافات تصل إلى 100 ضعف مقارنة بالصواريخ التي تعترضها القبة الحديدية، وبسرعات أعلى بسبع مرات.

اعتراضات فضائية
وبدلاً من الأنظمة الأرضية التقليدية، ينص أمر ترامب على نشر “اعتراضات فضائية”، أي شبكة من الأقمار الصناعية، بعضها مزود بتقنيات ليزر متقدمة.

كما يقترح تطوير طبقة إضافية من الدفاعات ذات الارتفاعات المنخفضة في حال فشل الاعتراضات الفضائية.

إضافة إلى ذلك، يدعو إلى تطوير “قدرات لتدمير الصواريخ قبل إطلاقها”، أي استهداف منصات الإطلاق بدلاً من اعتراض الصواريخ فقط.

وفي حين أن تطوير نسخة جديدة من هذا البرنامج بتقنيات حديثة سيكلف مئات المليارات من الدولارات، ويواجه تحديات تقنية هائلة، حذر خبراء الأسلحة النووية من أن هذه المبادرة قد تدفع الصين وروسيا إلى اتخاذ تدابير مضادة تجعل النظام غير فعال.

وأضافت الصحيفة أنه وفقًا لتوجيهات “ترامب”، سيتم إنشاء شبكة من الأقمار الصناعية المسماة “المعترضين الفضائيين”، والتي سيتم تزويد بعضها بأسلحة ليزر، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تطوير طبقة ثانية من الدفاعات تعمل على ارتفاعات أقل في حالة تعطل الليزر.

ويرى محللون أن جعل درع دفاعي فضائي غير قابل للاختراق تمامًا سيكون أمرًا شبه مستحيل.

لا ضمان
وقال توم كاراكوا، خبير الصواريخ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “لا يوجد ضمان أمني سحري”.

وتابع التقرير أنه وفقًا لآلية العمل المفترضة، يتعين رصد وتدمير الصواريخ النووية الباليستية في مرحلة الإقلاع، أي خلال فترة 3-5 دقائق قبل وصولها إلى مدارها، لكن هذه العملية تتطلب أشعة ليزر قادرة على ضرب الهدف من مسافة مئات الكيلومترات، وهو ما لا يتوافر حاليًّا في التكنولوجيا المتاحة.

وأشار خبير الصواريخ في مشروع أوسلو النووي، فابيان هوفمان، إلى أن تشغيل الأقمار الصناعية المزودة بالليزر يتطلب مفاعلات صغيرة أو أنظمة متطورة للطاقة الشمسية.

وأضاف هوفمان: “يتطلب هذا أبحاثًا ضخمة واستثمارات، وهو أمر مستحيل تنفيذه في المدى القصير”.

واختتم التقرير مُشيرًا إلى أن المشكلة الأكبر التي قد تعترض المشروع تكمن في التكلفة، حيث تمتلك الولايات المتحدة بالفعل برنامج دفاع صاروخي أرضي بقيمة 60 مليار دولار، يشمل 44 صاروخ اعتراض منتشرة في ألاسكا وكاليفورنيا، لكنها مخصصة فقط لإيقاف هجمات من دول مارقة مثل كوريا الشمالية.

زر الذهاب إلى الأعلى