بحث عن منزله في حي الزيتون فوجد طريقاً جديدة شقتها آليات الاحتلال مكانه
غزة – المواطن
استغرب المواطن أحمد نصر الله (60 عاماً) وجود طريق في منطقة سكناه التي يعرفها منذ عشرات السنين، ليتبين لاحقاً أنها طريق جديدة شقتها جرافات الاحتلال مكان منزله ومنازل جيرانه.
وكان المواطن نصر الله، الذي وصل إلى المنطقة عقب الانسحاب الإسرائيلي من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وتفاجأ من حجم الدمار الذي ألحقته آليات الاحتلال بالمناطق التي توغلت فيها، بحث عن منزله فلم يجده، وبعد تركيز شديد علم أن الطريق شُقت مكان منزله وقال “لم يعد المكان كما كان في حي الزيتون عقب الدمار الهائل الذي خلفته آليات الاحتلال”.
وأضاف “كان بيتي مكوناً من أربعة طوابق ويؤوي أبنائي وعائلاتهم، واضطررنا إلى تركه أكثر من مرة منذ بدء العدوان، وفي كل مرة كنا نعود إليه رغم ما لحق به من دمار”، مشيراً إلى أن هذه المرة عدنا إليه فلم نجده.
تابع “وجدنا أكواماً من الركام المختلط بالرمل والتراب، وحفراً كبيرة هنا وهناك على جانب طريق رملي بعرض عشرين متراً وطول نحو 150 متراً عن الطريق العام”، موضحاً أن الدمار لم يصب منزله فقط بل أصاب عدداً غير قليل من منازل الجيران.
ونقل عن أحد جيرانه من عائلة دلول أن حفرة كبيرة استبدلت منزله الذي لم يشاهد حتى ركامه، وعندما وصل إليه وجد حفرة ودماراً كبيراً في منازل الجيران التي تضررت بشكل شبه كلي أيضاً.
وذكر نصر الله: “لم يكن في منطقة سكننا أي شي يستدعي كل هذا الدمار”، متسائلاً: أين ذهبت كل هذه المنازل بكل ما فيها من أثاث وأجهزة كهربائية.
وبيّن أنه حاول أن يستدل على أشيائه وحاجيات ابنائه فلم يجد ما يمكن التعرف عليه بفعل الدمار الكبير.
وأشار مواطنون ومصادر محلية إلى أن قوات الاحتلال، التي اجتاحت منطقة الزيتون للمرة الثالثة منذ بدء العدوان، قامت بأعمال تخريب وتدمير بالغة لاسيما في منطقة حسن البنا.
وقال الشاب نائل من منطقة “الزيتون” الذي ينزح في منطقة “القرارة” إن قوات الاحتلال لم تكتفِ بهدم المنازل وتجريفها، بل قامت بشق طرق مكان هذه المنازل للوصول إلى مناطق أخرى، مشيراً إلى أنه من الملاحظ أن آليات الاحتلال امتنعت عن استخدام الطرق الاعتيادية تفادياً لوقوعها في شرك الألغام والكمائن.
وأوضح أن أعمال الهدم لم تقتصر فقط على المنازل بل طالت البنى التحتية في المناطق المستهدفة، وأن قوات الاحتلال دمرت شبكات الصرف الصحي وهدمت بعض المدارس التي كانت تؤوي نازحين ودمرت بعض محطات توزيع المياه.
ونوّه إلى أن قوات الاحتلال بدأت بهدم جدران إحدى المدارس، وأمرت النازحين في مركز إيواء بالخروج منه والتوجه نحو غرب المدينة، ما دفعهم إلى الخروج تحت القصف وإطلاق النار، وفيما بعد استكملت هدم المدارس وحرقها.