“بتسيلم” ينشر تحقيقاً حول ظروف استشهاد الطفل محمد التميمي
رام الله- المواطن
نشر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم” تحقيقاً حول ظروف استشهاد الطفل محمد التميمي (عامين ونصف) برصاص جيش الاحتلال في الأول من حزيران الماضي في قرية النبي صالح قضاء رام الله، وكشف التحقيق تفاصيل استشهاد الطفل محمد وإصابة والده.
مجمل تحقيق “بتسيلم”:
في يوم الخميس الموافق 1.6.23 قرابة الساعة 16:00 نصب الجيش حاجزًا عند المدخل الجنوبيّ لقرية النبي صالح، بجوار برج عسكريّ منصوب في المنطقة. تسبّب الحاجز في ازدحام مروريّ عند مخرج القرية. وقرابة الساعة 18:30 عاد هيثم تميمي، أحد سكّان القرية، من عمله في رام الله. كان هيثم وزوجته مروة قد خطّطا لزيارة عائليّة خارج القرية في ذلك المساء، لكن بعد رؤيتهما الازدحام المروريّ قرّرا زيارة منزل أقاربهما الجديد الواقع على بُعد نحو مائة متر من منزلهما.
كان هيثم يلعب في الخارج مع ابنه محمّد البالغ من العمر عامين ونصف العام، بينما كانت مروة تستعدّ في المنزل. في الساعة 20:20 لاحظ هيثم أنّ سيّارتي جيب عسكريّتين دخلتا إلى القرية. خشي من نشوب مواجهات في المكان ولذلك أدخل محمّد إلى المقعد الخلفيّ في سيّارته وجلس هو في مقعد السائق. في تلك اللحظة أطلقت عدّة رصاصات حيّة من جهة البرج فاصطدمت إحداها بالزجاج الأماميّ واستقرّتْ في لوحة الساعات. هرع هيثم لتشغيل السيّارة لكي يهرب من المكان. رجع إلى الوراء واستدار بالسيّارة. في اللحظة التي كان فيها جانب السيّارة الأيمن باتّجاه البرج العسكريّ أطلقت عليهما أربع رصاصات أخرى.
أصابت إحداها رأس محمّد والثانية كتف هيثم. أمّا الرصاصتان الأخريان فقد أصابتا هيكل السيّارة.
سافر هيثم إلى منزل أقاربه الذين اقتادوهما إلى الحاجز. من هناك نُقِل محمّد بطائرة مروحيّة إلى مستشفى في إسرائيل حيث توفّي متأثّرًا بجراحه بعد ذلك ببضعة أيّام، في 5.6.23. تمّ نقل هيثم بسيّارة إسعاف إلى مستشفى في رام الله حيث رقد هناك لمدّة أربعة أيّام. حصلتْ والدة محمّد على تصريح لدخول إسرائيل فقط في اليوم التالي من إصابة ابنها وحصل والده على تصريح بعد تسريحه من المستشفى، أي قبل يوم واحد من وفاة محمّد.
بعد وقت قصير من إطلاق النار على هيثم ومحمّد دخل جنود وعناصر من شرطة حرس الحدود إلى القرية وصعد بعضهم فوق أسطح المنازل. ألقى الشبّان الحجارة باتّجاههم وأطلقوا هم الرصاص الحيّ والرصاص الإسفنجيّ والرصاص “المطّاطيّ” وقنابل الغاز المسيّل للدموع وألقوا القنابل الصوتيّة عليهم. أصيب ثلاثة فلسطينيّين من جرّاء إطلاق الرصاص الإسفنجيّ والرصاص “المطّاطيّ”، من بينهم مصوّر وقاصر أصيب في رأسه ورقد في مستشفى في رام الله وبعد يومين من تسريحه من المستشفى اعتقل سويّةً مع شابّ آخر.
في 14.6.23 نشر الجيش ملخّص التحقيق في الحادثة. بحسب الجيش، بلّغتْ راصدة عن فلسطينيَّين اثنين يطلقان النار على مستوطنة “نفيه تسوف” وعلى نقطة عسكريّة مجاورة لها. لاحظ ضابط وجود سيّارة مشبوهة فأطلق النار في الهواء، كما كان هناك جنديّ في نقطة أخرى تمامًا “لاحظ وجود أشخاص يدخلون إلى سيّارة”. اعتقَدَ أنّهما الفلسطينيّان اللذان أطلقا النار وأنّهما يطلقان النار باتّجاهه أيضاً.
بموافقة قائده أطلق عليهما عدّة رصاصات. اتّضح من التحقيق أنّ الجنديّ الذي أطلق النار اعتقد، خطأً، أنّ إطلاق النار من قبَل الضابط نفّذه فلسطينيّون. وخلص واضعو التحقيق إلى أنّه “تمّ اكتشاف ثغرات في القيادة وسيطرة القادة في الحادثة وكذلك في البلاغات والحوار بين القوّات في الميدان، ما أدّى إلى اتّخاذ قرارات خاطئة”. قرّر قائد كتيبة “كفير”، العقيد شارون ألطيط، توجيه توبيخ على المستوى القياديّ للضابط الذي أطلق النار في الهواء خلافًا للأوامر.
استنتاجات التحقيق، وكذلك حقيقة أنّ الجيش نشرها بمبادرة منه، تدلّ على الاستهتار الفظّ بأرواح الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة من جانب صنّاع القرار في الجيش. فمن خلال تسلسل الأحداث الوارد في التحقيق يتّضح أنّ إطلاق النار تمّ دون وجود أيّ ركيزة حقائقيّة ذات صلة وبناءً على شكّ لا أساس له وعلى مشاعر الجنديّ الذاتيّة فقط. هذا ليس نتيجة لـ “اتّخاذ قرارات خاطئة” فحسب، بل هو انعكاس دقيق للسياسة الإسرائيليّة الخاصّة بالشروع في إطلاق النار في الضفّة الغربيّة، والتي تسمح للجنود بإطلاق النار بشكل اعتباطيّ على بلدة مأهولة بالمدنيّين، مع عدم الاكتراث التامّ بعواقبه. لا غرابة، إذًا، في أن يتمّ طمس الحقائق المتعلّقة بالحادثة وعدم معاقبة أيّ شخص من المتورّطين فيها ـ بدءًا بالجنديّ الذي قتل محمّد تميمي وانتهاءً بكبار الضبّاط الذين يصادقون على السياسة ـ باستثناء توبيخ شكليّ للضابط الذي أطلق النار في الهواء “خلافًا للأوامر”.
سارع قائد المنطقة الوسطى، الجنرال يهودا فوكس، إلى تبرئة الجيش من المسؤوليّة عن الحادثة بإعلانه أنّ “قوّات الجيش الإسرائيليّ تعمل في محيط مدنيّ يُنفّذ منه المخرّبون هجمات وأعمالًا إرهابيّة… نحن نبذل كلّ ما في وسعنا حتّى لا نؤذي غير الضالعين”. وقد أطلق الجيش ادّعاءات من هذا القبيل أيضًا بعد عمليات القصف التي نفّذها في قطاع غزّة والتي قُتِل فيها مدنيّون لم يشاركوا في القتال. وفقًا لهذا الادّعاء، عندما يُصاب مدنيّون ـ المسؤوليّة تقع على عاتق الفلسطينيّين. وعندما لا يصابون ـ فهذا نتيجة للسياسة الإسرائيليّة الحذرة. هذا الموقف ليس له أساس قانونيّ، وليس له أيّ أساس أخلاقي ّبالتأكيد، والغاية منه هي فقط منح الجيش حرّيّة تصرُّف غير محدودة وإعفاؤه من واجب الامتثال للقانون.
هيثم تميمي (44 عامًا)، والد محمّد، روى لباحث بتسيلم الميدانيّ إياد حدّاد ما حدث في ذلك اليوم:
في يوم الخميس الموافق 1.6.23 قرابة الساعة 18:30 عدتُ من العمل سويّةً مع أخي أكثم (46 عامًا) وابنه يوسف (7 أعوام). أبلغتنا عائلتنا بأنّ الجيش نصب حاجزًا عند مدخل القرية. عندما وصلنا رأينا عشرات السيّارات واقفة في ازدحام مروريّ عند مخرج القرية. وفي صفّ المدخل لم يكن هناك سوى سبع سيّارات.
وقفنا هناك نحو ربع ساعة ثمّ سمح لنا الجنود بالدخول، لم يؤخّرونا. أنزلتُ أخي وابنه في منزلهما. جلستُ معهم قليلًا. كان ابني أسامة (8 أعوام) هناك وأراد البقاء واللعب مع ابن عمّه. بعد ذلك عدنا إلى المنزل. خطّطنا للسفر لعيد ميلاد أحد الأقارب في دير نظام لكن عندما كنتُ جالسًا مع زوجتي مروة في الساحة خارج المنزل رأينا الازدحام المروريّ عند الحاجز فقرّرنا غضّ النظر عن الموضوع. بدلًا من ذلك قلنا إنّنا سنسافر لزيارة أحد أقاربنا، فرج منير (41 عامًا)، الذي كان قد انتقل إلى منزل جديد يبعد عنّا نحو مائة متر. ألْبَسَتْ مروة محمّد وخرجتُ للعب معه في الخارج إلى أن تُجهّز هي نفسها.
اعتقدتُ أنّهما جاءتا لتوجيه حركة السير لأنّ الازدحام المروريّ أثّر أيضًا على شارع المستوطنين. عادةً، عندما يدخل الجيش إلى القرية تحدث احتكاكات بينهم وبين الشبّان وأحيانًا يكون هناك رشق حجارة ومواجهات يطلق خلالها الجيش عشرات الرصاصات والقنابل اليدويّة التي تُصيب أحيانًا منزلنا أيضًا.
ولحماية محمّد من هذا كلّه، قرّرتُ أن أدخله إلى السيّارة. فتحتُ الباب الخلفيّ الأيمن. كانت الساعة حينها 20:30. عند فتح الباب يضيء الضوء الذي داخل السيّارة ثم تضيء المصابيح الأماميّة وتنطفئ.
وضعت محمّد في المقعد الخلفيّ من الجهة اليمنى ثمّ في اللحظة التي جلستُ فيها خلف المقود أطلِقت النيران الحيّة من اتّجاه البرج. أصابت إحدى الرصاصات الجزء السفليّ- الأوسط من الزجاج الأماميّ واستقرّتْ في لوحة القيادة.
شغّلتُ السيّارة على الفور وعدتُ بضعة أمتار إلى الوراء. بدأتُ في لفّ السيّارة ثمّ حينما استدار الجانب الأيمن منها نحو البرج سمعتُ رشقة إضافيّة من ثلاث رصاصات أو أكثر. أصابت إحداها كتفي اليمنى من الخلف وخرجت من الأمام.
أصابت رصاصة أخرى رأس محمّد فوق أذنه اليمنى. لم يصدِر أيّ صوت وإنّما سقط على المقعد فقط. عندما بدأ إطلاق النار خرجتْ زوجتي من المنزل. حينما أطلقت الرشقة الثانية صرختْ وسألتْ ماذا حدث. أجبتُها صارخًا بأنّهم أصابوا الطفل. واصلتُ القيادة مائة متر تقريبًا حتّى منزل أقاربي ثمّ لم أستطع الاستمرار. شعرتُ بأنّني مشتّت ومرتعب. صرختُ مناديًا أقاربي وطلبتُ مساعدة. نزلتُ من السيّارة وواصلتُ الصراخ، لم أعد قادرًا على الوقوف على قدميّ. اقترب منّا فرج وفحص محمّد.
حتّى تلك اللحظة لم أكن أعرف بتاتًا بأنّني قد أصبتُ أنا أيضًا. أجبرني فرج على الدخول إلى السيّارة مرّة أخرى لكي ننقل محمّد إلى المستشفى وجلس هو على مقعد السائق. سافر معنا شابّان هما من الأقارب والجيران أيضًا وطلب منهما فرج عدم تحريك محمّد لعدم مفاقمة حالته.
قاد السيّارة وهو يزمّر ويعطي إشارات بالأضواء الأماميّة وهكذا تجاوز الازدحام المروريّ. في الساعة 20:40 وصلنا إلى الجنود الذين كانوا على الحاجز. أوقفونا ونزل فرج من السيّارة وصرخ عليهم بالإنجليزيّة بأنّ لدينا مصابًا في حالة حرجة. بعد بضع دقائق اقترب منّا ثلاثة جنود شاهرين أسلحتهم. رفع الشبّان محمّد ليُظهروا للجنود إصابته. بعد ذلك مباشرة سمحوا لنا بالعبور. طلب فرج من الجنود استدعاء سيّارة إسعاف بسبب إصابته البالغة. في البداية رفضوا وطلبوا منّا الاستمرار إلى رام الله لكن عندها طلب الضابط من فرج أن يقف أمام مستوطنة “حلميش” وينتظر هناك.
بعد مرور بعض الوقت حضر مسعف إسرائيليّ وفحص محمّد وطلب سيّارة إسعاف على الفور. قام بفحصي أنا أيضًا وقدّم لي الإسعاف الأوّليّ ثمّ تمّ إخلائي بسيّارة إسعاف نحو الساعة 21:00 إلى المستشفى الاستشاريّ. أخبروني لاحقًا بأنّه قرابة الساعة 22:00 قامت طائرة مروحيّة بإخلاء محمّد إلى مستشفى “تل هشومير” في إسرائيل وهو في حالة حرجة جداً. قلقتُ جدًّا على محمّد. حاول الزوّار والأقارب تهدئتي لكنّي رأيتُ إصابته وعلمتُ بأنّ حالته خطيرة. بعد أربعة أيّام من الحادثة سرّحوني من المستشفى وحصلت في اليوم نفسه على تصريح للسفر لرؤية محمّد. عندما رأيتُه كان في حالة صعبة ومثيرة للشفقة حقًّا.
كان موصولًا بأجهزة ولم يكن يتحرّك أو يتنفّس من تلقاء نفسه. جلسنا مع الأطبّاء وأخبرونا بأنّ محمّد في حالة موت سريريّ وبأنّهم قد يضطرّون إلى فصله عن الأجهزة. كدتُ أنهار، لم أستطع تحمّل ذلك. رأت زوجتي حالتي واقترحت أن أعود إلى المنزل وهذا ما فعلتُه. ودّعتُ محمّد رغم أنّني لم أكن أعرف على وجه اليقين بأنّ هذه ستكون المرّة الأخيرة التي أراه فيها. في ساعات بعد الظهر المتأخّرة من يوم الاثنين، اليوم الخامس بعد إصابة محمّد، أخبرنا الأطبّاء في المستشفى الإسرائيليّ بأنّه ليس هناك أمل وبأنّهم سيفصلون محمّد عن الأجهزة.
في اليوم نفسه سلّمونا الجثّة ودفنّاه في مقبرة القرية. لم يتركنا جيش الاحتلال وشأننا فقاموا بتفريق الاحتجاج الذي أعقب الجنازة بعنف، وكان هناك مصابون وكانوا بحاجة لتلقّي العلاج في المستشفيات.
مروة تميمي (32 عامًا)، والدة محمّد، روت لباحث بتسيلم الميدانيّ إياد حدّاد ما حدث في ذلك اليوم:
وصلتُ إلى المستشفى في اليوم التالي فقط بعد أن حصلوا على تصريح لي. كان عمّي بشير تميمي قد أصبح هناك لأنّ الجنود سمحوا له هو فقط بمرافقة محمّد في المروحيّة لأنّ لديه تصريحًا للدخول إلى إسرائيل.
حاول تهدئتي لكنّني علمتُ بأنّ وضع محمّد صعب. قابلتُ الأطبّاء وقلتُ لأحدهم بالإنجليزيّة إنّني والدة محمّد وإنّني قويّة وأريد أن أعرف كيف وضعه. فأجابني “Normal”. لم أصدّقه وأصررتُ على أن يشرح لي بالضبط، فقال لي: “Dangerous”. كرّر هذه الكلمة أربع مرّات ثمّ قال إنّ محمّد يمكن أن يموت. لا أستطيع أن أصف الوضع الذي كنتُ فيه. لكنّني امرأة مؤمنة. دعوتُ الله أن يشفي ابني.
في اليوم الثالث لرقود محمّد في المستشفى أخبرني أحد الأطبّاء بأنّهم لا يستطيعون إجراء عمليّة جراحيّة له لإخراج الرصاصة، لأنّها تسبّبتْ بتمزقات في الدماغ والشرايين. في اليوم الرابع تمكّن زوجي من الدخول إلى إسرائيل. جاء محطّمًا. عندما رأى محمّد على وشك الموت انهار وبكى. طلبنا مقابلة الأطبّاء ليشرحوا لنا حالته. جلس معنا طبيبان ومترجمة. أخبرتني المترجمة قبل المقابلة بأنّها سمعت أشخاصًا في المستشفى يقولون إنّ محمّد أصيب في شجار عائليّ. شرحتُ لها ما حدث بالضبط ففهمتْ أنّ ابني أصيب بإطلاق نار من قبل الجيش.
قال لنا الأطبّاء إنّهم إذا فصلوا محمّد عن الأجهزة فسوف يموت. أدركنا أنّ وضعه ميؤوس منه وأنّه في حالة موت دماغيّ. بدأ زوجي يرتعد. كان قد خرج هو نفسه من المستشفى قبل وقت قصير ولا يزال يعاني من الإصابة التي تعرّض لها. خفتُ أن ينهار ونخسره هو أيضًا، لذا طلبتُ منه أن يعود إلى البيت. في ساعات المساء سافر إلى البيت. بقي والدي وقريب آخر معي.
في اليوم التالي فحص الأطبّاء محمّد وتحدّثوا فيما بينهم ثمّ قالوا لنا إنّه ليس هناك أمل ويجب توديعه وفصله عن الأجهزة. قالوا إنّه بعد فصله عن الأجهزة سيستمرّ قلبه في النبض من عشر دقائق إلى ساعة. دخلتُ إلى محمّد وحضنتُه. كانت تلك لحظة صعبة جدًّا لا يمكن وصفها. أن تفقد ابنك، أعزّ شيء على قلبك في العالم، أن تودّعه. واصلتُ حضنه حتّى دخل الأطبّاء لفصل الأجهزة. لم أستطع تحمُّل ذلك وخرجتُ من الغرفة.
حلمتُ برؤية محمّد وإخوته يكبرون معًا، حلمتُ برؤيتهم يدرسون في المدرسة والجامعات، حلمتُ برؤيتهم ناجحين في الحياة، حلمتُ بأنّني سأكون في حفل زفافه. كلّ ما تبقّى لنا هو ذكرياته وألعابُه. في كلّ مرّة أرى أغراضه أبكي، أنا غير قادرة على التعايش مع ما حدث.