بالفيديو: نازحون يتحدثون عن معاناتهم بغزة
غزة – المواطن
مع دخول فصل الشتاء، تتضاعف معاناة آلاف الأسر في قطاع غزة الذين باتوا يعيشون في خيام مؤقتة بعد تدمير منازلهم جراء الصراع الأخير. وأمام برودة الطقس وغزارة الأمطار، تعيش العائلات النازحة ظروفًا إنسانية شديدة القسوة، حيث لا توفر الخيام المتواضعة الحماية اللازمة من البرد والمطر، مما يجعلها بيئة غير صالحة للعيش، خاصة للأطفال وكبار السن.
الأمطار تغمر الخيام وتفاقم المعاناة
مع أول هطول للأمطار هذا الشتاء، غمرت المياه العديد من المخيمات التي تأوي آلاف العائلات الفلسطينية في شمال قطاع غزة، مما أدى إلى تردي الأوضاع داخل هذه الخيام، التي بالكاد تصمد أمام تقلبات الطقس. أصبحت الأرض الطينية داخل المخيمات موحلة، مما يجعل التنقل بداخلها تحديًا كبيرًا، خاصة للأطفال وكبار السن. وتزداد صعوبة الوضع مع انعدام وسائل التدفئة المناسبة ونقص الأغطية الكافية، ما يزيد من المخاطر الصحية خاصة على الأطفال.
الخيام غير مهيأة لمواجهة الشتاء
تشكل الخيام، التي تفتقر إلى العزل المناسب، حماية ضعيفة من عوامل الطقس. فعند سقوط أولى الأمطار، بدأت المياه تتسرب إلى داخلها، مسببة الرطوبة التي تزيد من قسوة الحياة على سكان المخيمات. وقد أكد أحد السكان، ويدعى أبو أحمد، أن “الخيام بالكاد تصمد أمام الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، وأرضها تتحول إلى وحل، ما يجعل النوم أو حتى الجلوس بداخلها أمرًا صعبًا”.
نقص شديد في المواد الأساسية
تعاني المخيمات من نقص حاد في الأغطية الشتوية، والملابس الدافئة، ووسائل التدفئة، ما يعرض سكانها، خاصة الأطفال، لخطر الإصابة بنزلات البرد والأمراض التنفسية. وعلى الرغم من جهود المنظمات الإنسانية لتوفير هذه المستلزمات، فإن الكميات المتاحة لا تغطي كل الاحتياجات، ما يضطر بعض العائلات لاستخدام أي مواد متوفرة، مثل البلاستيك والأقمشة القديمة، لمحاولة عزل خيامهم عن المطر والبرد.
ضعف الخدمات الصحية وصعوبة الوصول إليها
إلى جانب الظروف المعيشية القاسية، تواجه العائلات تحديات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية. فالخيام تفتقر إلى المرافق الصحية الأساسية، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض. ويشير أحد العاملين في القطاع الصحي إلى أن “العيادات المتنقلة تحاول تقديم الرعاية، لكن الأوضاع تتدهور بشكل متسارع مع دخول الشتاء، وهناك حالات من الالتهابات التنفسية بين الأطفال لا تستطيع العيادات التعامل معها بشكل كامل”.
جهود إغاثية غير كافية
تحاول منظمات محلية ودولية تقديم المساعدات اللازمة، مثل توزيع البطانيات والملابس الشتوية، لكن العدد الكبير للنازحين يفوق قدرة هذه المنظمات، خاصة مع القيود المفروضة على إدخال مواد الإغاثة إلى القطاع. وصرح ممثل عن وكالة الأونروا بأن “المساعدات المتاحة غير كافية لسد جميع الاحتياجات، ونحاول توسيع جهودنا، لكن شح التمويل يزيد من صعوبة تقديم الدعم اللازم”.
استجابة إنسانية محدودة وتحديات لوجستية
أمام هذه المعاناة، تبذل وكالات الإغاثة جهودًا لتوفير احتياجات الشتاء، لكن البنية التحتية المدمرة وشح الموارد يزيدان من صعوبة الوصول إلى كل المناطق المحتاجة. وقد صرحت مصادر في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن فرقها تحاول توزيع البطانيات والملابس الشتوية، لكنها لا تستطيع تغطية جميع الاحتياجات بسبب زيادة أعداد النازحين، إلى جانب القيود المفروضة على إدخال مواد الإغاثة.
مطالبات عاجلة للمجتمع الدولي
وفي مواجهة هذه الأزمة المتفاقمة، تطالب منظمات حقوقية وإنسانية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لمساعدة سكان قطاع غزة، حيث دعت إلى زيادة المساعدات العاجلة وتحسين الوصول الإنساني للمنطقة. وتشدد الدعوات على ضرورة تقديم الدعم الكافي للأسر النازحة لضمان توفير مأوى آمن ومستلزمات شتوية كافية تقيهم قسوة الطقس البارد.
شتاء قاسٍ ينتظر سكان الخيام
مع كل يوم شتاء جديد، تتزايد محنة أهالي غزة الذين يعيشون في الخيام، محاصرين بين قسوة البرد وقلة الإمكانيات. ورغم صعوبة التحديات، يظل الأمل معقودًا على جهود إغاثية قد تصل في الوقت المناسب للتخفيف من معاناتهم، ليتمكنوا من عبور هذا الشتاء القاسي بسلام.