بالفيديو: مؤتمر الحوار السوري ينطلق في دمشق وسط جدل حول التمثيل وآفاق المستقبل

افتتح الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، مؤتمر الحوار السوري في العاصمة دمشق، داعيًا إلى بناء دولة القانون واستعادة سوريا لمكانتها الإقليمية والدولية.
وفي كلمته من قصر الشعب، شدد الشرع على ضرورة احتكار الدولة للسلاح، مؤكدًا أن ذلك ليس رفاهية بل واجب وفرض للحفاظ على وحدة البلاد. وأضاف:
“سوريا اليوم تدخل مرحلة تاريخية جديدة بعد عودتها لأهلها، وهي تنادي الجميع للانضمام إلى مسيرة البناء والتغيير.”
جدل حول انعقاد المؤتمر وغياب بعض المكونات
يُعقد المؤتمر وسط مشاركة مئات السوريين لمناقشة مستقبل البلاد بعد عقود من حكم عائلة الأسد. ومع ذلك، أثارت آلية انعقاده اعتراضات، حيث أعلن المجلس الوطني الكردي رفضه لما وصفه بـتهميش المكونات السياسية والقومية، بما فيها الأكراد، في التحضير للمؤتمر، معتبرًا ذلك انتهاكًا لحق الشراكة الوطنية.
وفي تصريحات لقناة الحدث، رأى بعض السياسيين السوريين أن المؤتمر قد يكون فرصة لوضع رؤية جديدة لمستقبل سوريا، بينما انتقد آخرون الإعلان المفاجئ عنه وضعف تمثيل الأقليات وعدم حضور شخصيات سياسية بارزة.
الرئيس السوري: سعينا لحقن الدماء بعد معركة التحرير #قناة_العربية pic.twitter.com/YAODhf7C17
— العربية (@AlArabiya) February 25, 2025
الهدف من المؤتمر ومسار العملية السياسية
بحسب المنظمين، يهدف المؤتمر إلى مناقشة توصيات قد تسهم في صياغة إعلان دستوري جديد، يشمل:
- مبادئ أساسية للنظام الحاكم الجديد
- إرساء منظومة عدالة انتقالية
- إطار عمل اقتصادي جديد
- خطة للإصلاح المؤسسي
وأكد حسن الدغيم، المتحدث باسم اللجنة التحضيرية، أن الحكومة الانتقالية المرتقبة، التي ستتولى السلطة في الأول من مارس/آذار، ستنظر في توصيات المؤتمر.
متابعة دولية وإمكانية تخفيف العقوبات
نقل ثلاثة دبلوماسيين أن المؤتمر يحظى بمتابعة عن كثب من العواصم العربية والغربية، التي تربط تطبيع علاقاتها مع القيادة الجديدة في سوريا ومدى إلغاء العقوبات الاقتصادية بمدى شمولية العملية السياسية وتمثيلها لكافة الأطياف والتنوع العرقي والديني.
وفي إطار التحضير للمؤتمر، نظّمت لجنة تحضيرية مؤلفة من سبعة أعضاء جلسات استماع في جميع المحافظات السورية الـ14، بمشاركة حوالي 4000 شخص، حيث تم استعراض مقترحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
تحول عن عقود من الحكم الاستبدادي؟
يرى مؤيدو المؤتمر أنه يمثل تحولًا جذريًا عن العقود الماضية، حيث كان التعامل مع المعارضة السياسية يتم غالبًا عبر القمع والسجون.
وفي هذا السياق، قالت هند قبوات، العضو المسيحي الوحيد في اللجنة التحضيرية:
“هذه عملية ديمقراطية حقيقية، نستمع فيها إلى جميع الآراء لتكون أساسًا للحوار والمناقشة. إنها عملية من الشعب، وإلى الشعب، ولصالح الشعب.”