بالفيديو.. “عودة الحياة”: مشاهد الفرح والدموع تُضيء طريق النازحين في شمال غزة
غزة – المواطن
وسط أجواء اختلطت فيها الدموع بالابتسامات، شهدت شمال غزة صباح اليوم مشاهد مؤثرة لعودة آلاف النازحين إلى ديارهم ومناطق سكنهم بعد أسابيع طويلة من النزوح القسري بسبب الحرب. منذ الساعات الأولى للصباح، امتلأت الطرق المؤدية إلى شمال القطاع بالعائلات العائدة سيرًا على الأقدام، حاملين ما استطاعوا من أمتعة بسيطة وذكريات ثقيلة حملتها أيام النزوح.
عودة بطعم الأمل
شارع الرشيد الساحلي كان شاهدًا على اللحظات الأولى للعودة، حيث فتحت الطريق للعابرين مشيًا على الأقدام وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم مؤخرًا. ورغم الإرهاق الواضح على وجوه العائدين، إلا أن فرحة العودة إلى منازلهم غلبت كل المشاعر الأخرى.
تقول أم محمود، وهي أم لخمسة أطفال، بعد وصولها إلى منزلها المدمر جزئيًا في بيت لاهيا:
“لم أكن أتخيل أنني سأعود يومًا، كل خطوة كانت تحمل رجاءً بأن نجد بيتنا كما تركناه. ورغم الدمار، عودتنا إلى أرضنا هي النصر الحقيقي.”
إجراءات منظمة على الأرض
استقبلت وزارة الداخلية في غزة النازحين بتنسيق محكم، حيث انتشرت نقاط تنظيمية وأفراد الشرطة لضمان مرور العائدين بأمان وسلاسة. وفي شارع صلاح الدين، الذي من المقرر أن تفتح للمركبات في اتجاه واحد نحو الشمال في تمام الساعة التاسعة ، شهدت الطرق حركة كثيفة، حيث تخضع المركبات للتفتيش ضمن الإجراءات الأمنية المعلنة.
وزارة الصحة الفلسطينية، بالتعاون مع اللجنة الوطنية العليا للإسعاف، وزعت نقاطًا طبية على طول طرق العودة، لتقديم الدعم الطبي والإسعافات الأولية للعائدين.
، أحد الأطباء المتطوعين في النقاط الطبية، صرّح قائلاً:
“رأينا اليوم مشاهد مؤثرة جدًا؛ أطفال يبكون من الفرح، وأمهات يحتضن أطفالهن بعد رحلة شاقة. نحن هنا لتقديم كل ما نملك لدعمهم صحيًا ونفسيًا.”
دمار واسع لكن الأمل حاضر
رغم الفرحة بالعودة، إلا أن مشاهد الدمار التي طالت معظم مناطق شمال غزة كانت حاضرة في عيون العائدين. المنازل المدمرة، والبنى التحتية المتضررة، والشوارع التي امتلأت بالحطام، كلها روايات صامتة عن حجم المعاناة.
يقول الحاج أبو سالم، الذي عاد إلى منزله في جباليا:
“وجدت منزلي ركامًا، لكنني سعيد لأنني عدت إلى أرضي. هنا ولدنا وهنا سنعيش مهما كانت الظروف.”
رسالة صمود
عودة النازحين إلى شمال غزة تحمل رسالة صمود واضحة للعالم. ورغم المعاناة والآلام، يؤكد الفلسطينيون تمسكهم بأرضهم وحقهم في الحياة بكرامة.
مشاهد اليوم لم تكن مجرد عودة إلى البيوت، بل كانت عودة إلى الأمل والحياة، ورسالة بأن شعب غزة سيظل صامدًا رغم كل الظروف.