بالصور إفطار المطرية في مصر:حضور دولي ومشاركة واسعة للعام 11

بالصور إفطار المطرية في مصر:حضور دولي ومشاركة واسعة للعام 11
قطع الشاب العشريني عمرو عادل 148 كيلومتراً من محافظة بورسعيد إلى القاهرة ليشارك في «إفطار المطرية»، الحدث الرمضاني الأبرز في مصر. عمرو، الذي يعمل في مجال صناعة المحتوى ويمارس رياضة ركوب الدراجات الهوائية، قرر السفر إلى القاهرة على دراجته للمرة الأولى، بعدما أثنى أصدقاؤه على التجربة في نسخ سابقة واعتبروها من أبرز ملامح رمضان. وقال عمرو لـ«الشرق الأوسط» إنه قرر المشاركة في الإفطار الجماعي بعد أن سمع كثيرًا عن هذه الفعالية التي أصبحت علامة مميزة لشهر رمضان في مصر.
مثل عمرو، توجه الآلاف من المواطنين إلى حي المطرية الشعبي (شرق القاهرة) يوم السبت 15 رمضان للمشاركة في «إفطار المطرية» الذي يقام للعام الـ11 على التوالي. الحدث الذي بدأ كمبادرة بسيطة في عام 2013، أصبح من الفعاليات الرمضانية الكبيرة، حيث يشارك فيه سنويًا نحو 100 ألف شخص، ما جعله أحد أبرز مظاهر رمضان في مصر.
شُهرة تتجاوز المحلية
لم تقتصر مشاركة الحضور على المصريين، حيث شهد الإفطار حضور عدد من الأجانب والعرب من جنسيات متعددة، بالإضافة إلى سفراء بعض الدول في مصر، ما جعل الاحتفال يتحول إلى كرنفال رمضاني مصري مفتوح على العالم. وظهر في الحدث أيضًا عدد من الشخصيات السياسية، مثل وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري ووزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي. كما حرص محافظ القاهرة إبراهيم صابر على المشاركة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الفعاليات تعزز من قيم الترابط بين أفراد المجتمع المصري وتدعم المبادرات الخيرية.
في هذه الأجواء الرمضانية، توجهت الأنظار إلى رسالة دعم وجهها المشاركون لفلسطين، حيث رددوا هتاف “بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين” بمجرد حلول موعد الإفطار، كما رسموا علم فلسطين في مشهد لافت يعكس التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية.
إفطار يتسع عاماً بعد عام
تسعى العائلات في حي المطرية لتوسيع نطاق هذا الإفطار الجماعي، حيث بدأت الفكرة عام 2013 بتقديم 10 طاولات صغيرة، لتصل اليوم إلى حوالي 100 ألف مشارك. وحرص منظمو الإفطار على التنسيق مع الجهات الأمنية والرسمية لضمان سير الحدث بشكل منظم وآمن، حيث تم نشر فرق الحماية المدنية وقوات الأمن، بالإضافة إلى فرق من الهلال الأحمر.
وأضاف هاني عزت، أحد أفراد العائلة التي بدأت فكرة الإفطار، أن الفعالية تطورت بشكل ملحوظ مع مرور السنوات، مشيرًا إلى أن التنسيق مع الجهات الرسمية كان محوريًا في نجاح الحدث. ولفت إلى أن الاحتفال يعكس الروح المصرية في رمضان، بما في ذلك تزيين البيوت وتقديم الطعام للزوار.
تفاصيل الإفطار الشعبي
شهدت ساحة الإفطار أجواء شعبية مميزة، حيث احتشد الأهالي في الشوارع وهم يجهزون الطعام قبل أيام من بداية الحدث. وشهدت المنطقة حضورًا كبيرًا للأطفال الذين استمتعوا بأغاني رمضان الشهيرة مثل أغنية حسين الجسمي “رمضان في مصر”. وقد تخللت الفعالية احتفالات شعبية مثل دق الطبول والهتافات الجماعية «مطرية مطرية»، لتختتم الفعالية بألعاب نارية ملونة وبالونات مرفوعة في الهواء.
تمويل ودعم حكومي
ومن جانب آخر، أُقيمت لافتة في أحد شوارع العزبة حملت عنوان “شركاء النجاح” تذكر كل من وزارة التضامن الاجتماعي، وصندوق تحيا مصر، ووزارة الداخلية، وعدد من الشركات الخاصة، التي شاركت في دعم الحدث هذا العام. وقال يوسف حسان، أحد المنظمين، إن هذا هو العام الأول الذي يتضمن فيه الحدث رعاة رسميين، حيث أكد أن الرعاة ساعدوا في استيعاب الأعداد الكبيرة للمشاركين، بينما أكد هاني عزت أن الأهالي ما زالوا يلعبون الدور الأكبر في تمويل الفعالية وتنظيمها.