أخــبـــــار

انتهاء مباحثات الهدنة واستعداد وفد حماس لمغادرة القاهرة .. هل انهارت المفاوضات ؟

غزة – المواطن

أعلنت حركة حماس، مساء اليوم الأحد، انتهاء جولة المفاوضات الحالية في القاهرة.

وقالت الحركة في بيان: “انتهت قبل قليل جولة المفاوضات الحالية في القاهرة، وسيغادر وفد حركة حماس القاهرة الليلة للتشاور مع قيادة الحركة.

وأضافت: “كان وفد الحركة قد سلم الإخوة الوسطاء في مصر وقطر رد الحركة، حيث جرت معهم نقاشات معمقة وجادة.

وأكدت الحركة تعاملها بكل إيجابية ومسؤولية، وحرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية، وينهي العدوان بشكل كامل، ويحقق الانسحاب من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين، وتكثيف الإغاثة، وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع على المفاوضات، أن قطر وأميركا تمارسان “ضغوطا قصوى” على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات.

وأضاف المسؤول أن مدير المخابرات الأميركية ويليام بيرنز يتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة لاجتماع طارئ مع رئيس وزراء قطر.
وأشار إلى أن توجه مدير المخابرات الأميركية إلى قطر يأتي في ظل “اقتراب محادثات غزة من الانهيار”.

من جانبه قال القيادي في حماس أسامة حمدان، أن هناك تقدم في المفاوضات ووفد الحركة يغادر القاهرة للتشاور مع قيادتها.

وأضاف في تصريحات صحفية، أن إسرائيل حاولت التركيز على موضوع التبادل ولم تتجاوب مع النقاط التي طرحناها، مشيرا إلى أن الحركة ناقشت في القاهرة جميع الأفكار بعقل مفتوح وقدمنا إجابات واضحة ومحددة لتحقيق مصالح شعبنا

وأكد حمدان أن عملية كرم أبو سالم رسالة للاحتلال بأن عواقب أي مغامرة قد يرتكبها جيشه لن تكون كما يتصور، مشددا على أن المقاومة قادرة على الاستمرار أكثر مما يتصور الاحتلال.

وفي السياق، قالت مصادر مصرية لـ”العربي الجديد”: “تسلمنا رد حماس على المقترح وتم نقله للجانب الإسرائيلي.

وأضافت المصادر: ” تم طرح عدة بدائل وسيناريوهات لتجاوز نقطة الخلاف الرئيسية المتعلقة بوقف الحرب، مشيرة إلى أن مسار المفاوضات ما زال قائماً والوسطاء يكافحون من أجل الوصول إلى اتفاق.

وفي وقت سابق، أكد مسؤول في حركة حماس أن اجتماع الأحد في العاصمة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في غزة انتهى وأن وفد الحركة سيغادر إلى الدوحة.

وقال المسؤول المطلع على المفاوضات شرط عدم الكشف عن هويته: “انتهى اللقاء مع وزير المخابرات المصري وسيغادر وفد حماس للدوحة لاستكمال المشاورات”.

وقال مصدر قيادي في حماس للجزيرة ، “وفد الحركة غادر القاهرة إلى الدوحة للتشاور بعد يومين من المفاوضات”.

وجدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، رفض إسرائيل لمطالب حركة حماس بإنهاء الحرب على قطاع غزة، مقابل صفقة تبادل أسرى، وقال إن ذلك سيسمح ببقاء الحركة في السلطة ويشكل تهديدا لإسرائيل، مشددا على أن الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل منذ 212 يوما على القطاع المحاصر، ستتواصل “حتى تحقيق كافة أهدافها”.

بدوره، اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بـ”تخريب” الجهود المبذولة في المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة؛ فيما شدد مصدر مسؤول في الحركة تحدث لصحيفة “العربي الجديد”، على أنه “لن يكون هناك اتفاق من دون وقف كامل للحرب وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة”.

ويهدد تعنت نتنياهو وتمسكه بمواقف حكومته المعلنة بشأن شروط التوصل إلى هدنة في غزة مقابل تبادل الأسرى، المحادثات التي استؤنفت، الأحد، في القاهرة؛ في حين نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من المخابرات المصرية، عن “مصدر رفيع” أن “هناك تقدما إيجابيا في المفاوضات”، نافيا “ما يتم نشره من بنود الاتفاق المحتمل في وسائل الإعلام”.

وفي رسالة إلى حلفائه في واشنطن في ظل معارضة اجتياح مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، المكتظة بحوالى 1.4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون هربوا من القصف والمعارك؛ قال نتنياهو في مقطع بثه عصر اليوم، علقه فيه على ذكرى المحرقة، إن “الدرس الأول من المحرقة هو: إذا لم نحمي أنفسنا، فلن يحمينا أحد. وإذا كان علينا أن نقف وحدنا، فسنفعل”.

وفيما يشدد نتنياهو على أن الهجوم المقرر على رفح “ضروري” بحجة “القضاء” على آخر كتائب حماس، مهدّدا بالمضيّ به “مع اتفاق أو من دونه”؛ قال في المقطع الذي تطرق فيه إلى ذكرى الهولوكوست: “سندافع عن أنفسنا بكل الطرق، وسنتغلب على أعدائنا ونضمن أمننا في قطاع غزة، وعلى الحدود الشمالية، وفي كل مكان”.

من جانبه، أكّد مسؤول رفيع في حماس أنّ الحركة “لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما للحرب”. واتهم المسؤول نتنياهو بأنّه “يعرقل شخصيا” جهود التوصل لاتفاق وذلك لما اعتبره “حسابات شخصية”، مؤكدا أن “تعنت الاحتلال قد يعطّل المفاوضات ونتنياهو يتحمل كامل المسؤولية” عن فشلها.

وأشار القيادي في حماس، إلى أن نتنياهو يهدّد باجتياح رفح “للضغط وعرقلة التوصل إلى اتفاق، لحسابات شخصية”، مشددًا على أن اجتياح رفح “لن يكون نزهة، وسيدفع الاحتلال ثمنًا غاليًا لأية مغامرة قد يقدم عليها، وسيُمنى بالفشل”، فيما شدد هنيّة على أن مطلب إنهاء الحرب ووقف العدوان “هو موقف جوهري ومنطقي، ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارًا”.

وقال هنيّة، في بيان رسمي صدر عن الحركة، إن “العالم بات رهينة لحكومة متطرفة (…) ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء”. وأضاف أن “حركة حماس ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل، ينهي العدوان، ويضمن الانسحاب، ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى”.

وأوضح هنيّة أنه “تأكيدًا على جدية الحركة وإيجابيتها قبل الجولة الحالية للمفاوضات، فإنها أجرت سلسلة من الاتصالات مع الإخوة الوسطاء ومع فصائل المقاومة، وعقدت اجتماعات مكثفة ومشاورات بين الداخل والخارج قبل إرسال الوفد إلى القاهرة، وحمّلته مواقفها الإيجابية والمرنة مع أهمية الارتكاز على أن الأولوية لدى الحركة هي لوقف العدوان على شعبنا”.

وأعلن نتنياهو، في مقطع مصور بثه اليوم، أن إسرائيل “لا يمكن أن تقبل” بشرط حماس إنهاء الحرب للموافقة على مقترح الهدنة. وقال: “لسنا مستعدين لقبول وضع تخرج فيه كتائب حماس من مخابئها وتسيطر على غزة مرة أخرى، وتعيد بناء بنيتها التحتية العسكرية، وتعود وتهدد مواطني إسرائيل”، ونفى الاتهامات الداخلية والخارجية بأنه يعرقل الاتفاق.

وجاء في تصريح نتنياهو أنه “أود أن أتطرق إلى التقارير المتداولة في وسائل الإعلام”، واعتبر أن هذه التقارير “تلحق الضرر بالمفاوضات، وتتسبب بمعاناة لا داعي لها لأفراد أسر الرهائن الذين يعيشون كابوسا”، وتابع “خلافًا لهذه التقارير، فإن حماس هي التي تمنع إطلاق سراح الرهائن. ونحن نعمل بكل السبل الممكنة لتحريرهم، هذا في مقدمة أهدافنا”.

وأضاف أنه “طوال المفاوضات، أظهرت إسرائيل استعدادها لقطع شوط طويل. شوط طويل وصفه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن وآخرون بأنه ‘سخي للغاية‘؛ ولكن في حين أبدت إسرائيل هذا الاستعداد، ظلت حماس متمسكة في مواقفها المتطرفة، وأهمها المطالبة بسحب جميع قواتنا من القطاع، وإنهاء الحرب، وترك حماس على حالها”.

وأضاف “لا يمكن لدولة إسرائيل أن تقبل بذلك. نحن لسنا مستعدين لقبول وضع تخرج فيه كتائب حماس من مخابئها، وتسيطر على غزة مرة أخرى، وتعيد بناء بنيتها التحتية العسكرية، وتعود إلى تهديد مواطني إسرائيل في المستوطنات المحيطة، في مدن الجنوب، في جميع أنحاء البلاد”.

وختم بالتشديد على أنه “لذلك فإن إسرائيل لن توافق على مطالب حماس التي تعني الاستسلام، وستواصل القتال حتى تحقيق كافة أهدافها”.

زر الذهاب إلى الأعلى