الموت يغيّب الروائي السوري خالد خليفة
وكالات- المواطن
غيب الموت الروائي والكاتب والشاعر السوري الحائز على جوائز عربية وعالمية، خالد خليفة، عن عمر ناهز 59 عاما، وذلك إثر أزمة قلبية مفاجئة ألمت به.
وأفاد صديقه الصحافي يعرب العيسى الذي رافقه خلال الأيام الأخيرة “لقد توفي داخل منزله وحيدا في دمشق (..) اتصلنا به كثيرا ولم يرد، وحضرنا إلى منزله فوجدناه ميتا على الأريكة”.
ونعى فنانون ومثقفون وصحافيون سوريون وعرب، خليفة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب ناشطين سياسيين داخل وخارج سورية.
وقال الأطباء في مستشفى العباسيين في دمشق، إن تشخيص الوفاة هو أزمة قلبية.
والراحل من مواليد عام 1964، في قرية أورم الصغرى التابعة لمدينة حلب شمالي سورية، وتدرَّج في تعليمه حتى حصل على إجازة في الحقوق من جامعتها عام 1988. لكنّه أخذ مسارا مهنيا مختلفا وانشغل في عالمِ الأدب مع إصدار روايته الأولى “حارس الخديعة” عام 1993.
وعُرف خليفة في أوساط الثقافة السورية بعد مسلسلات سورية عدة كتبها مطلع التسعينيات ولاقت رواجا واسعا.
وذاع صيته بعد تأليف روايته “مديح الكراهية” التي ترجمت إلى ست لغات، وجذبت اهتماما ووصلت للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى عام 2008.
وحازت رواية “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” عام 2013 على جائزة نجيب محفوظ للرواية، أحد أبرز الأوسمة الأدبية العربية، ووصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية.
ومن رواياته المعروفة، “لم يصلّ عليهم أحد” عام 2019، و”الموت عمل شاق” عام 2016، و”دفاتر القرباط” عام 2000، و”حارس الخديعة” عام 1993.
ومن أشهر المسلسلات التي كتبها “قوس قزح” و”سيرة آل الجلالي” الذي نقل تفاصيل مدينة حلب الاجتماعية والثقافية، ومسلسل “العراب” وغيرها.
وعُرف خليفة بموقفه المناهض للنظام وانتقاده لسياساته في مقالاته ومقابلاته الإعلامية.
بعد الثورة السورية عام 2011، استمرّ خليفة بقراءة التحوّلات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها سورية في ظلّ هيمنة حزب البعث. حيث عرض للقمع الذي تعرّض له المجتمع السوري، كما في عمله “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” (2013)، ثم انتقل إلى الكتابة عن الموت الذي فرضته الحرب، وبات واقعا يوميا من حياة السوريين، كما في روايته “الموت عمل شاق”. قبل أن يعود بروايته الأخيرة “لم يُصلِّ عليهم أحد” إلى مدينته حلب قبل مئة عام، ليروي قصة لم تخرج بعيداً عن حضور الموت الثقيل في عوالمه، وإن اختار لها زمنا ماضيا، وإطارا تاريخيا.
ومن المقرّر أن يُدفن خلفية في دمشق في وقت لاحق الأحد بدون تحديد باقي تفاصيل الجنازة والتشييع.