آخر الأخبار

المستعربون أداة الاحتلال لاستهداف المقاومين بالضفة

جنين- المواطن

الفشل الإسرائيلي المستمر في كبح جماح المقاومة والوصول للمطلوبين في مخيم جنين، دفع الاحتلال لتعزيز نشاط ودور وحدات المستعربين التي كثفت من تحركاتها في المناطق الساخنة في المحافظة، ورغم ذلك، أخفقت في عملياتها في ظل يقظة ورصد فرق الحراسة والرصد لها، لكن لم تتوقف وتمكنت من اعتقال الأسير المحرر والمطارد مؤمن عصام في كمين محكم وعملية خاصة، قرب رب دوار “الحصان” على المدخل الرئيسي لمخيم جنين.

مسرح العملية، يشير لسيطرة وحدات المستعربين على المنطقة بشكل كامل، فقد تسللت إليها مستخدمة مركبات تحمل لوحات ترخيص فلسطينية وبزي محلي، حتى لم يتمكن أحد من كشفها إلا بعد انتهاء العملية باعتقال النشرتي بعد إصابته بعيار ناري بالساق، إضافة لإصابة أحد المستعربين وفق اعتراف الاحتلال.

قبل دقائق من وصول النشرتي المطلوب لأجهزة الأمن الإسرائيلية منذ فترة، لنشاطه ودوره في حركة “الجهاد الإسلامي”، وصل أفراد الوحدات الخاصة واحداً تلو الأخر، لمحيط محل للدواجن يقع خلف المشفى الحكومي في الطريق الرئيسي المؤدي للمخيم.

ويروي صاحب المطعم، “أن شاباً يرتدي زي فلسطيني ويتحدث العربية بلهجة عادية دخل لمحله، وطلب منه تجهيز كمية من الدجاج بمبلغ 200 شيكل، ورغم انشغاله في تجهيز الطلبية، لاحظ وجود شخصين قرب بوابة المحل الرئيسية، أحدهما كان يستخدم عكازات ويبدو كأنه مصاب ومريض ويتحدث مع زميله، لكنه لم يتمكن من سماع الحديث، أو ملاحظة أي شبهات عليهما قبل انقضاضهما على النشرتي فجأة”.

في نفس الوقت، كان شاب رابع، يرتدي أيضاً زي فلسطيني، يقف قرب الزاوية الثانية لمدخل محل الدواجن، وبدى وكأن يديه مكسورتين من خلال ربطهما في الرقبة، ووقف في الموقع حوالي عشرة دقائق دون القيام بأي حركة مشبوهة، لكن كاميرات المراقبة التي جرى الاطلاع عليها لاحقاً، كشفت عن وجود مجموعة أخرى من المستعربين في الزي المدني في نفس الموقع، وقبالة المحل مباشرة، يشاركون في رصد المنطقة وكل تحرك فيها.

يقول صاحب المحل لـ”القدس” دوت كوم، “كانت الأمور طبيعية وعادية جداً، ولم ألاحظ أي حركة غير طبيعية لجميع الأشخاص الذين كانوا يتحدثون العربية بطلاقة ولهجة محلية، ووقف المستعرب الذي طلب الدجاج معي في المحل يتابعني، لكن فجأة شاهدته يركض مسرعاً خارج المحل مع الثلاثة الآخرين، وأنا في حالة ذهول حتى شاهدتهم يشهرون أسلحتهم”.

ويضيف: “حامل العكازات ألقاها ارضاً، وشاهدته يتحرك بسرعة مع الذين كان مصاباً وباقي المستعربين، ويحاصرون شاباً لم أتمكن من معرفة شخصيته في البداية”.

حسب الشاهد، والمناظر التي وثقتها كاميرات المراقبة في المنطقة، فإن المستعربين الأربعة هاجموا الشاب وحاصروه وأشهروا أسلحته نحوهم، لكنه قاوم وحاول الهرب، فضربوه بشكل وحشي، وأطلقوا النار عليه، حتى تمكنوا من السيطرة عليه، وألقوه داخل المركبة، وخلال العراك، انضم اثنين من المستعربين لتوفير الأمان والحماية، وأرغموا المواطنين الذين توجدوا في محل مجاور تحت تهديد السلاح على الدخول إليه، واستمروا في السيطرة على المنطقة حتى تمكن فريق المستعربين الأول، من إنجاز مهمة اختطاف الشاب، وتحرك السيارة التي استخدمت في العملية ومغادرتها الموقع.

خلال انسحاب الوحدات الخاصة، تبين أن الاحتلال حشد 40 دورية على مداخل جنين، في حالة جاهزية إذا فشلت العملية، كما رصدت مركبات محلية من نوع كادي، استخدمها الوحدات الخاصة ونصبت من خلال كمائن في عدة محاور رئيسية قرب المخيم، للتدخل في حال اندلاع مواجهات.

بعد العملية، أكد الشهود وعائلة نشرتي، أن الوحدات الخاصة اعتقلت الشاب المطارد مؤمن، والذي أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين منذ عام، وتعرض للملاحقة والاستهداف ورفض تسليم نفسه، وقد حملت عائلته الاحتلال المسؤولية عن حياته بعد إصابته وانقطاع أخباره ونقله لجهة مجهولة.

وقبل يومين، علمت عائلته كما أفادت، أن حالته مستقرة، وتبين أنه مصاب بساقه، وقبل أن يكمل علاجه، نقله الاحتلال لسجن مجدو، ومددت المحكمة توقيفه، ثم نقلته المخابرات للتحقيق في زنازين سجن الجلمة، وما زال محاميه ممنوع من زيارته.

الجدير ذكره، أن مؤمن من مخيم جنين، وهو أسير محرر قضى 3 سنوات في سجون الاحتلال الذي اعتقله خلال انتفاضة الأقصى.

زر الذهاب إلى الأعلى