المراكز والنقاط الطبية العشوائية .. دور مستمر مع استمرار الحرب
كتب الدكتور الصيدلي : سلامة شلح
انتشرت في ظل الحرب المستعرة على قطاع غزة عدة مراكز صحية مساندة لخدمة الناس عامة من النازحين والمقيمين في مختلف المحافظات وخاصة في مواطن النزوح من جنوب قطاع غزة وهذه المراكز يأتي دورها مساندا مع المراكز الصحية الحكومية والرسمية المعتمدة من قبل بعدما خرج بعضها من الخدمة وتدمير بعضها الاخر …
هذه المؤسسات الصحية اغلبها تعود لمؤسسات دولية واجنية تديرها طواقم طبية محلية وتؤدي واجبها على اقصى مستوى يتناسب مع الحجم الكبير من الحالات المرضية المتنوعة والمتعددة حتى بعض الامراض المستجدة والاوبئة المنتشرة والاصابات العديدة والجروح خلال الحرب .
ونظرا للحاجة الماسة واختلاف كل الحياة خلال الحرب على المواطنين والنازحين وكثرة الإصابات وشح الادوية تكدست اعداد الناس على هذه العيادات والمراكز الطبية على امل الحصول على الادوية التي يستخدمونها رغم شحها واستهلاكها الكبير وعدم دخول أي دواء جديد يسد الرمق العلاجي للناس ، أصبحت هناك فرص لافتتاح المزيد من هذه العيادات او النقاط الطبية بشكل عشوائي حسب مخيمات وتجمعات النازحين المختلفة على امل تقديم المساعدة الطبية لهم .
لكن مازالت معاناة الناس مستمرة ومع هذه المدة الغير معروف نهايتها يتساءل اهل الاختصاص عن الجودة والمخرجات من حيث الاستفادة للجمهور ، وهذا يستوجب علينا رغم الظروف الصعبة ان نعمل لأجل صحة أبنائنا وجميع الناس للاهتمام بصحتهم وذلك من خلال العمل بنظام افضل حسب التخصصات المختلفة والتركيز على نظام حساب الجرعات الدوائية حسب التخصصات والحالات المرضية والبعد عن العشوائية وتوزيع الادوية بشكل عشوائي وبدون رقابة ، حتى تعم الاستفادة ويتم النهوض بالمستوي الصحي والاستعداد الكامل نحو الامراض الموسمية بالإضافة للتحكم في الامراض العادية و التقليل من العدوى وتفشي الامراض خاصة ان البيئة العامة الان غير مناسبة للمعيشة ولا للسكن الادمي التي يسكنها النازحين ..
ونختم ببعض الملاحظات والمشاكل التي يجب تفاديها خلال الفترة القادمة ان استمرت فترة الحرب والتي منها: يستوجب الاهتمام بالتوعية والإرشاد واسراف الجهد في الوقاية حيث من المعروف ان درهم وقاية خير من قنطار علاج ونحن اليوم نعاني أصلا من شح العلاجات.
توعية الجمهور بان الذهاب للعيادات للمراكز الصحية هو للضرورة الصحية التي تستوجب المعالجة وليس العلاج مجرد فرصة للاتجار او البيع بطرق غير شرعية او صحيحة حتى يصل للجميع ويكون هناك فرصة لتواجدالعلاجات لمن يستحقها لاحقا.
الاهتمام بالأرشيف الطبي للمرضى وعدم تكرار العلاجات لنفس المريض والتركيز على استحقاق المرضى للعلاج وتوفيره بالمجان ان أمكن ذلك ومراعاة الظروف الاجتماعية والمعاناة التي يواجها المرضى كافة.
التركيز على التخصصات الطبية وعدم العشوائية في المراكز الصحية والنقاط الطبية بشكل عشوائي وتصبح مجرد اعداد متراكمة بدون جدوى ويا حبذا يتوفر نظام يضبط تعداد هذه العيادات والمراكز في غياب المنظومة القانونية او الحكومية.
استخدام الاعلام المساعد بكافة وسائلة المختلفة للتوعية والإرشاد بالإضافة للقيام بالحملات التثقيفية في المخيمات والتركيز على ضرورة عدم تداول الادوية وتخزينها بطرق غير سليمة حيث الظروف التي نعيشها غير مناسبة .