المالكي يطالب أستراليا بالاعتراف بدولة فلسطين
وكالات – المواطن
طالب وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي، أستراليا بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين.
جاء ذلك لدى استقباله اليوم الخميس في مقر الوزارة، رئيس مجلس النواب الأسترالي، ميلتون ديك والوفد المرافق له.
وأشار إلى أن الزيارة مهمة للغاية للانخراط مع ممثلي الشعب الأسترالي، ولتعزيز العلاقات الثنائية الأسترالية الفلسطينية، والبناء عليها لتشمل مجالات أخرى.
وضع الوزير المالكي الوفد البرلماني الأسترالي بصورة الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث أن الشعب الفلسطيني يَرزخ تحت الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري غير القانوني منذ أكثر من 56 عاماً ليحول الى احتلال استعماري كولونيالي، كما وأشار الى استمرار الاعتداءات والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في أرضه المحتلة في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو وعضوية بن غفير وسموتريتش اللذين يحرضون عبر تصريحاتهم ومواقفهم العنصرية ضد الشعب الفلسطيني ووجوده، ويدعون إلى قتل الفلسطينيين ومسح الدولة الفلسطينية عن الوجود، في تكريس لنظام فصل عنصري “ابرتهايد” في فلسطين المحتلة، والذي وصفته عديد المنظمات الدولية والحقوقية مثل أمنيستي، ومجلس حقوق الانسان، وبيتسيلم، وهيومن رايتس واتش بأنه نظام فصل عنصري بامتياز فاق الابرتهايد في جنوب افريقيا.
وأضاف أن تَنصُل إسرائيل من واجباتها كدولة احتلال، وغياب المساءلة والمحاسبة الدولية للاحتلال على انتهاكاته وجرائمه يشجعها على الاستمرار بإجراءاتها لضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وتغيير الوقائع على الأرض التي من شأنها أن تُقوض حل الدولتين وفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية المتواصلة جغرافياً والقابلة للحياة. كما واستعرض جرائم الإحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني من قتل وحرق للمدن والبلدات، وهدم المنازل، وتدمير البنية التحتية، والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين أثناء تنقلهم داخلياً، وخلال سفرهم عبر المعابر والحدود. إضافةً الى مصادرة المزيد من الأرض الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني المخالف لقرارات الشرعية الدولية خاصة قرار مجلس الأمن 2334 (حيث وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية ما يُقارب 750000). كما أشار الوزير المالكي إلى اقتحام مدينة نابلس فجر اليوم مما أدى الى استشهاد شاب فلسطيني (19 عاماً)، ومنع سيارات الاسعاف من الوصول الى المصابين وإطلاق النار تجاهها في خرقٍ لكافة القوانين والأعراف الدولية.
وأضاف الى ان سياسة إسرائيل العنصرية تجاه الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وممارسة الاعتقالات التعسفية، وخاصةً الاعتقال الإداري لعدد كبير من الفلسطينيين دون توجيه التهم لهم، واحتجاز الاحتلال الإسرائيلي لجثامين الشهداء المعتقلين بالسجون الإسرائيلية.
وعبر الوزير المالكي عن استغرابه الشديد من إزدواجية المعايير الدولية ومواقف بعض الدول الكبرى التي تُصرح بأن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، رغم أنها تمتلك العتاد والسلاح والطائرات والدبابات وتستخدمها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مؤكداً استمرار القيادة الفلسطينية بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله عبر التوجه للمحاكم والمنظمات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المستمرة.
من جانبه، شكر السيد ميلتون الوزير المالكي على حسن الاستقبال ووضعهم في صورة الوضع السياسي الفلسطيني، حيث أن زيارتهم البرلمانية تأتي في إطار الاطلاع على الأوضاع الفلسطينية، مؤكداً على موقف بلاده الداعم لحل الدولتين وفق الشرعية الدولية وعبر المفاوضات. وأشار الى الخطوة التي اتخذتها الحكومة العمالية بإلغاء اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، متراجعة بذلك عن القرار الذي اتخذته الحكومة السابقة. كما وأشار الى البيان المشترك لوزراء خارجية استراليا وبريطانيا وكندا باعتبار التوسع الاستيطاني عقبة أمام تحقيق السلام، وتأثيره سلباً على جهود تحقيق حل الدولتين. وأكد على استمرار بلاده بتقديم الدعم التنموي والطبي للشعب الفلسطيني، خاصةً دعم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حيث ضاعفت استراليا الدعم ليصل الى 20 مليون دولار أمريكي، مشيراً الى أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك على كافة الأصعدة.
وفي الختام، أكد الوزير المالكي على أهمية التواصل والتنسيق لتكثيف الزيارات الرسمية والبرلمانية الى دولة فلسطين للاطلاع على الأوضاع الميدانية ونقل الصورة الحقيقية للرأي العام الأسترالي.
حضر اللقاء من الجانب الفلسطيني، رئيس قطاع العلاقات الثنائية لشؤون آسيا وافريقيا والباسفيك مستشار أول رنا أبو حاكمة، قائم بأعمال مدير وحدة الاعلام إيهاب عمر، ملحق دبلوماسي دانا جبارين من مكتب الوزير.
ومن الجانب الأسترالي أعضاء البرلمان: روس فاستا، ميشيل أناندا راجا، زوي دانيال، تانيا لورانس، وممثل استراليا لدى دولة فلسطين السيد إدوارد راسل.