هل قررت “إسرائيل” الرد على الهجوم الإيراني ؟.. قناة عبرية توضح
غزة – المواطن
ذكرت “القناة 12” العبرية، أن اجتماع مجلس الوزراء العسكري السياسي لم يخرج بقرار حول طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني مطلع أكتوبر الجاري.
وقالت القناة: “اجتمع مجلس الوزراء الأمني يوم أمس الخميس وتناقشوا لمدة 4 ساعات، وأثارت المناقشات السياسية أيضا مسألة الهجوم الانتقامي على إيران، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار”.
وأشار تقرير القناة إلى أنه “كان من المفترض أن يعطي المجلس الوزاري الإذن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت باتخاذ قرار بشأن الرد على إيران.. ولكن لم يتم ذلك”.
هذا ولم تحدّد القناة 12 سبب عدم اتخاذ القرار. كما لم يتم التأكيد على “عدم استعداد” نتنياهو لتنسيق رحلة الوزير غالانت إلى الولايات المتحدة في إطار تقييم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط مع زملائه الأمريكيين إلى حين اتخاذ القرار النهائي بشأن الرد على إيران.
وفي تصريحات سابقة له، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن “هجوم إيران على الكيان الصهيوني كان لإحلال السلام في المنطقة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية واحتواء التوترات التي تسببها تلك الاعتداءات في المنطقة برمتها”.
وأضاف أن “الهجمات الإيرانية تمت وفقا لميثاق الأمم المتحدة وأن سلاح الجو الإيراني وجه صواريخه إلى الأهداف العسكرية الإسرائيلية فقط”.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) أرجأ التصويت على موعد وأهداف الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، إن الكابينت لم يتوصل إلى قرار ملموس بشأن الهجوم على إيران خلال النقاش الذي عقد خلال ساعات الليل (مساء الخميس).
وأضافت أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لم يصوت أمس على الخطوط العريضة بشأن الردّ على هجوم إيران الصاروخي أو حتى على تفويض اتخاذ القرارات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر أمني أنّ هناك توجها لعدم التصويت على الرد وتأجيله للتصديق عليه مع قرب تنفيذ العملية.
كما رجحت أن يتأجل سفر وزير الدفاع يوآف غالانت إلى واشنطن مرة أخرى ما دام المجلس الوزاري المصغر لم يتخذ قرارات بشأن موعد الرد.
وقبل أيام، وضع نتنياهو شروطا لزيارة غالانت إلى الولايات المتحدة، وأوضح له أن الرحلة لن تكون ممكنة إلا بعد أن يتحدث هو نفسه مع بايدن، وبعد أن يوافق الكابينت على طبيعة الرد ضد إيران.
وعقب ذلك، أعلن مكتب غالانت أنه بناء على طلب رئيس الوزراء، قام الوزير بتأجيل رحلته الليلة الماضية إلى ما بعد المحادثة السياسية بين رئيس الوزراء والرئيس الأميركي.
وفي السياق أيضا، قال موقع واينت الإخباري إن الكابينت ناقش موضوع الضربة، لكنه امتنع عن اتخاذ قرارات.
وأوضح الموقع أن الكابينت ناقش عددا من القضايا لمدة أربع ساعات تقريبا، بما في ذلك الرد الإسرائيلي المخطط له في إيران.
الخلافات بشأن الرد على إيران
في هذه الأثناء، أفاد موقع واللا الإسرائيلي نقلاً عن مسؤول أميركي وصفه بالرفيع، بأن قلق الولايات المتحدة تضاءل من الرد الإسرائيلي على إيران.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي آخر قوله إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.
وأضاف هذا المسؤول للموقع أن الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الرد على إيران ضاقت؛ لكن الرد الذي تخطط له إسرائيل لا يزال أشد قليلا مما يود البيت الأبيض رؤيته.
ومن جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، إن واشنطن تواصل المباحثات مع الإسرائيليين بشأن ما سمّاه جهدهم الأوسع ضد حزب الله، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الحيلولة دون مزيد من التصعيد في عموم المنطقة، أو نشوب نزاع إقليمي أوسع.
النووي الإيراني
من ناحية أخرى، قال مسؤولان أميركيان لرويترز إن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن إيران لم تقرر بعد تصنيع سلاح نووي حتى مع التطورات الأخيرة.
وأدلى بهذه التصريحات مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ومتحدث باسم مكتب مديرة المخابرات الوطنية لينضما إلى وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) الذي قال في وقت سابق من الأسبوع إن الولايات المتحدة لا ترى أي دليل على أن الزعيم الإيراني قد تراجع عن قراره في عام 2003 بتعليق برنامج التسلح النووي.
وقال المتحدث باسم مكتب مديرة المخابرات الوطنية الأميركية “نعتقد أن الزعيم الأعلى (الإيراني آية الله علي خامنئي) لم يتخذ قرارا باستئناف برنامج الأسلحة النووية الذي علقته إيران في عام 2003”.
ويمكن أن يساعد هذا التقييم الاستخباراتي في تفسير معارضة الولايات المتحدة لأي ضربة إسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني ردا على الهجوم الذي شنته طهران بصواريخ باليستية على إسرائيل الأسبوع الماضي.
وقال بايدن بعد ذلك الهجوم إنه لن يدعم توجيه ضربة إسرائيلية للمواقع النووية الإيرانية، لكنه لم يوضح سبب هذا القرار. وأثارت تصريحاته انتقادات شديدة من الجمهوريين ومن بينهم الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال مسؤولون أميركيون مرارا إن محاولة تدمير برنامج الأسلحة النووية الإيراني لن تؤدي إلا إلى تأخير جهود طهران لتطوير قنبلة نووية بل وربما تؤدي إلى زيادة تصميم طهران على تصنيعها.
وذكر المسؤول في إدارة بايدن “نراقب جميعا هذا الأمر عن كثب شديد”.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب للتعليق حتى الآن، لكن طهران نفت مرارا امتلاكها لبرنامج أسلحة نووية.