القصة الكاملة… هجوم ميونيخ يتصادف وذكرى عام 1972 ببندقية طراز “كاربين ماوزر”
برلين ـ “القدس العربي”:
في مشهد أثار الذعر في مدينة ميونيخ، قتل شاب نمساوي من أصول بوسنية يبلغ من العمر 18 عامًا، يُدعى”عمر إ”، المشتبه به بمحاولة استهداف القنصلية الإسرائيلية.
وفقًا للمعلومات المتوفرة، فقد جاء الشاب من ولاية سالزبورغ النمساوية بسيارته للقيام بالهجوم. وقد تمكن من الحصول على سلاح ناري تاريخي يعود لفترة الحرب العالمية الثانية، وهو بندقية يدوية. والمفاجأة الكبرى تمثلت في كيفية حصوله على السلاح، على الرغم من فرض حظر عليه لامتلاك الأسلحة حتى عام 2028. وقد تم الإبلاغ عن حظر السلاح هذا في عام 2023 بعد تورطه في حادثة اعتداء في مدرسة.
كيف حصل على السلاح؟
التحقيقات الحالية تشير إلى أن عمر اشترى السلاح قبل يوم واحد فقط من الهجوم المخطط له. وقد قام بائع السلاح بإبلاغ الشرطة بعد أن تعرف على السلاح من مقاطع الفيديو التي تم تصويرها أثناء الهجوم. البندقية التي استخدمها كانت من فئة “السلاح الحر”، وهو نوع من الأسلحة يمكن شراؤه بحرية في النمسا بشرط تسجيله في غضون ستة أسابيع. ومع ذلك، فإن السجل كان سيكشف عن أن عمر كان ممنوعًا من امتلاك الأسلحة.
عولم يكن عمر غريبًا عن السلطات، ففي عام 2023، تم الإبلاغ عن دعمه لتنظيم الدولة بعد العثور على مواد دعائية على هاتفه المحمول. وعلى الرغم من أن السلطات أسقطت التحقيقات بشأن تورطه في منظمة إرهابية، فإن حظر السلاح ظل قائمًا.
تفاصيل الهجوم
في يوم الخميس، اشتبك عمره مع الشرطة بالقرب من مركز التوثيق النازي في ميونيخ، حيث أطلق تسع إلى عشر طلقات نارية قبل أن ترد الشرطة بإطلاق النار عليه.
الشاب كان مسلحًا ببندقية من طراز كاربين ماوزر وفتح النار في وقت مبكر من صباح الخميس، وتحديداً في الساعة 9:10 صباحًا، مستهدفًا نقطة للشرطة. ووفقاً لشهود عيان، سمعوا صوت إطلاق نار كثيف، حيث أطلق المهاجم عدة طلقات باتجاه قوات الشرطة، مما دفع الشرطة للرد بقوة.
وبعد مطاردة حثيثة في شوارع ميونيخ، هرب المهاجم إلى منطقة خضراء خلف أحد المنازل، حيث قامت الشرطة بإطلاق ما لا يقل عن 30 إلى 40 طلقة نارية باتجاهه. وقد أصيب الشاب في الجزء العلوي من جسده وتم الإعلان عن وفاته في مكان الحادث في الساعة 10:31 صباحًا.
يشتبه المحققون في أن الهدف كان القنصلية الإسرائيلية في ميونيخ، حيث تصادف الهجوم مع ذكرى هجوم الأولمبياد عام 1972. التحقيقات مستمرة لمعرفة الدوافع الدقيقة للهجوم، بينما تركز الجهود على فحص المنزل العائلي لعمر للعثور على أي أدلة إضافية.
بينما تستمر التحقيقات تحت إشراف وحدة مكافحة الإرهاب، تظل المدينة في حالة ترقب، وتبحث السلطات عن أي شركاء محتملين أو مصادر تمويل لعمر، في محاولة لفهم حجم التهديد الذي كانت ميونيخ على وشك مواجهته. وأوردت “دير شبيغل” أن الشرطة حققت مع المشتبه به الذي يعيش قرب سالزبورغ في النمسا العام الماضي لأنه كان ينشر دعاية لتنظيم الدولة الإسلامية. لكن المجلة قالت إنه تم التخلي عن التحقيق في وقت لاحق. وأضافت أنه قاد سيارته من النمسا إلى ميونيخ قبل أن تقتله الشرطة.