القبة الإلكترونية: هل تنجح إسرائيل في صدّ العاصفة الرقمية؟
القدس المحتلة – المواطن
أعلنت إسرائيل في أوائل مايو/أيار 2024 عن إطلاق نظام “القبة الإلكترونية”، وهو منظومة دفاع إلكترونية جديدة تهدف إلى التصدي للهجمات السيبرانية. جاء هذا الإعلان بعد عامين من العمل على تطوير نظام مركزي يعمل بشكل استباقي لحماية الفضاء الإلكتروني الإسرائيلي، بالتعاون مع حلفاء، أبرزهم الولايات المتحدة.
يتزامن إطلاق هذه المنظومة مع تزايد الهجمات السيبرانية منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفقًا للتقارير، شهدت الأشهر السبعة الماضية نحو 800 هجوم استهدفت منشآت حكومية وبنية تحتية مدنية وعسكرية، منها مستشفيات في حيفا وصفد، ولم يتمكن النظام الأمني الإسرائيلي من إحباط بعضها.
مقاومة إلكترونية متنامية
أظهرت تقارير أن المقاومة الفلسطينية عززت قدراتها السيبرانية منذ بداية الحرب، وشنت هجمات ملحوظة مثل هجمات DDoS استهدفت مواقع إسرائيلية، منها وسائل الإعلام. كما انضمت مجموعات دولية مثل “Anonymous” و”Cyber Avengers” إلى جهود الهجوم على الأهداف الإسرائيلية.
إلى جانب ذلك، كشفت تقارير شركات سيبرانية دولية مثل “مايكروسوفت” و”سينتينل وان” عن نشاط متزايد لمجموعات مرتبطة بإيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية، مما يعكس تنسيقًا بين هذه الجهات ضد الاحتلال.
تهديدات إستراتيجية وتصاعد السباق التكنولوجي
تعتمد الهجمات الإلكترونية على استخدام تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من تعقيد الدفاع عنها. ويعد استهداف البنية التحتية الحيوية مثل المياه والكهرباء والاتصالات من أخطر السيناريوهات التي تواجهها إسرائيل.
تداعيات اقتصادية وأمنية
تكلف الهجمات السيبرانية إسرائيل خسائر اقتصادية تصل إلى 12 مليار شيكل سنويًا، إضافة إلى تصاعد مطالبات التأمين السيبراني. ومع استمرار تطور قدرات المهاجمين، تتعرض إسرائيل لضغوط لتعزيز استثماراتها في الدفاع الإلكتروني.