أخــبـــــارخاص المواطن

الفلسطينيون في مصر: تمسك بالوطن وإصرار على العودة

القاهرة – المواطن

في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من مخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، يؤكد الفلسطينيون المقيمون في مصر، ومعهم ناشطون وإعلاميون، موقفهم الرافض لهذه المحاولات، معتبرين أن أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم تمثل امتدادًا لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

هذا الرفض لم يأتِ من فراغ، بل يعكس موقفًا شعبيًا راسخًا يؤكد أن فلسطين ليست مجرد بقعة جغرافية، بل وطن وهوية لا يمكن المساومة عليها.

الفلسطينيون في مصر: تمسك بالوطن وإصرار على العودة

على مدار العقود، ظل الفلسطينيون في مصر جزءًا أصيلًا من النسيج الاجتماعي، لكنهم لم يفقدوا ارتباطهم بوطنهم، مؤكدين أن العودة إلى فلسطين هي الخيار الوحيد.

تقول تمارا عودة، فلسطينية مقيمة في مصر: *”غزة وفلسطين في قلوبنا، ونحن لن نرحل عنها. هذه أرضنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، ولا يمكن أن نقبل بأي مخطط لطمس هويتنا”.*

الصحفية نور الحلو، المقيمة في مصر، فقد أوضحت أن الإعلام أصبح جبهة أخرى لمقاومة التهجير: *”معركتنا ليست فقط على الأرض، بل في الوعي أيضًا. دورنا هو نقل الصورة الحقيقية للعالم، وإبقاء صوت فلسطين حيًا رغم كل المحاولات لإسكاته”.

فيما أكد خالد مهنا، أن القضية ليست مجرد رفض سياسي، بل معركة وجودية: *”الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكًا بأرضه، ولن يقبل بأي بديل عنها، ففلسطين ليست مجرد أرض، بل كيان وهوية تمتد في قلوبنا جيلاً بعد جيل”.

موقف مصري شعبي ورسمي: لا للتهجير

في مصر، تعكس المواقف الشعبية والرسمية انسجامًا واضحًا في رفض أي محاولات لتوطين الفلسطينيين خارج أرضهم. فقد شهدت القاهرة وعدد من المحافظات وقفات تضامنية أكد المشاركون فيها رفضهم التام لأي مخطط قد يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو غيرها. أمام معبر رفح، رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: *”فلسطين ستبقى في قلوبنا”، و”لا للوطن البديل”.*

النائب المصري سيد سمير شدد على أن *”مصر لن تكون بوابة لتهجير الفلسطينيين، ولن تقبل بأي حلول على حساب الشعب الفلسطيني”.* أما الحكومة المصرية، فقد أكدت مرارًا أن أي حلول تمس حقوق الفلسطينيين أو تحاول الالتفاف على القضية الفلسطينية مرفوضة بالكامل، مشيرة إلى أن الحل الوحيد يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

مخطط ترامب: محاولة لتصفية القضية الفلسطينية

مقترح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو الأردن ليس جديدًا، بل هو امتداد لمحاولات إسرائيلية مستمرة منذ عقود لإفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها.

يرى العديد من المحللين أن هذه الدعوة تأتي في إطار تغيير ديموغرافي يخدم المصالح الإسرائيلية ويقضي نهائيًا على حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

تصريحات ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاءت صادمة حتى لأكثر المتشائمين، حيث تحدث بصراحة عن *”إخراج الفلسطينيين من قطاع غزة”*، معتبرًا أن الحل يكمن في إعادة توطينهم في أماكن أخرى، وهو ما اعتبره البعض تكرارًا لـ”وعد بلفور” بصيغة جديدة.

القيادة الفلسطينية من جهتها رفضت هذه التصريحات بشدة، حيث أكد الرئيس محمود عباس أن هذه الدعوات تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي. أما المتحدث باسم حركة حماس، عزت الرشق، فقد قال إن تصريحات ترامب تعكس *”جهلًا عميقًا بالمنطقة، وتحاملًا واضحًا لصالح إسرائيل”،* مضيفًا أن *”غزة ليست أرضًا مشاعًا ليقرر أي طرف مصيرها، بل هي جزء لا يتجزأ من فلسطين”.

رفض واسع على منصات التواصل

لم تمر تصريحات ترامب مرور الكرام، فقد اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة وساخرة في آن واحد. كتب أحد النشطاء: *”ترامب يعتقد أن غزة قطعة عقار يمكن شراؤها وبيعها، لكنه لا يفهم أن الأرض بالنسبة للفلسطينيين هي الشرف والكرامة”.*

ناشطة أخرى علقت قائلة: *”هل استطاعوا تحقيق هدفهم من قبل؟ أبدًا، لن يستطيعوا اقتلاع أهل غزة من أرضهم، بل ستصبح غزة بداية لنهايتهم”.*

أما الصحفي عبد الله عابدين، فدعا إلى تصعيد المواقف العربية، قائلاً: *”يجب إلغاء الاعتراف بالكيان الصهيوني والمطالبة بفلسطين التاريخية من البحر إلى النهر”.*

غزة ليست للبيع

الحديث عن “شراء غزة” الذي طرحه ترامب قوبل بموجة من السخرية، إذ اعتبر كثيرون أن الرئيس الأميركي السابق يتعامل مع القضايا الدولية بمنطق “رجل الأعمال”، متجاهلًا أن غزة لها شعب يدافع عنها بأرواحه.

رغم الضغوط السياسية والاقتصادية، يظل الفلسطينيون في مصر وخارجها على موقفهم الثابت: لا للتهجير، لا للوطن البديل، نعم لحق العودة، ونعم لدولة فلسطينية مستقلة. ومع استمرار الرفض الشعبي والرسمي، يبدو أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستتحطم مرة أخرى على صخرة الصمود الفلسطيني والعربي.

زر الذهاب إلى الأعلى