العراق تقرر منع عرض مسلسل معاوية لهذا السبب

قررت هيئة الإعلام والاتصالات في العراق، يوم السبت، منع بث مسلسل “معاوية” خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أن العمل قد يؤدي إلى إثارة السجالات الطائفية وتهديد السلم المجتمعي.
موقف الهيئة وأسباب المنع
أكدت الهيئة، في بيان رسمي، أن قرارها يستند إلى الصلاحيات القانونية الممنوحة لها، ويأتي في إطار مسؤوليتها عن تنظيم القطاع الإعلامي وضمان انسجام المحتوى مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق.
وأضافت أن بث أعمال ذات طابع تاريخي جدلي قد يتسبب في إثارة الفتن، خاصة خلال شهر رمضان، مما قد ينعكس سلبًا على النسيج الاجتماعي في البلاد.
https://twitter.com/Bo_shawQii/status/1895473267504533945
ودعت الهيئة جميع المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بالمعايير المهنية، وتجنب بث أي محتوى قد يؤدي إلى التحريض الطائفي أو تأجيج الخلافات.
إخطار رسمي لقناة MBC العراق
أوضحت الهيئة أنها أصدرت خطابًا رسميًا إلى إدارة قناة “MBC العراق” بخصوص القرار، مطالبة إياها بالامتثال وعدم بث المسلسل. كما حذرت من أنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد أي جهة تخالف الضوابط الإعلامية النافذة في البلاد.
قصة مسلسل معاوية وإنتاجه
يروي مسلسل “معاوية” أحداث حقبة الفتنة الكبرى في التاريخ الإسلامي، مسلطًا الضوء على الخلافات حول الخلافة بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، ودور الخليفة معاوية بن أبي سفيان في تلك الفترة.
تم تصوير العمل في تونس عام 2023، في استوديوهات “كارتاغو فيلم” بمدينة الحمامات، إلى جانب مواقع في المهدية، المنستير، والنفيضة. وتشير التقارير إلى أن تكلفة الإنتاج تجاوزت 100 مليون دولار.
اعتراضات دينية واسعة على مسلسل معاوية
واجه المسلسل رفضًا واسعًا من جهات دينية، أبرزها الأزهر الشريف، حيث اعتبر عدد من العلماء أن تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية محرم شرعًا.
وأكد عبد الفتاح عبد الغني العواري، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، أن تجسيد شخصية معاوية بن أبي سفيان يعد أمرًا مرفوضًا دينيًا، مشددًا على أن الخلافات التاريخية حول الحكم والخلافة لا يجب تحويلها إلى أعمال درامية تخضع لتفسيرات متباينة.
خلفية القرار
يأتي منع عرض المسلسل في العراق وسط جدل إقليمي ودولي حول الأعمال الفنية التي تتناول شخصيات تاريخية حساسة، في وقت تتزايد فيه المطالبات بضرورة مراعاة البعد الديني والاجتماعي في مثل هذه الإنتاجات.