الصين “تستعرض قوتها” حول تايوان.. وواشنطن: مواجهة بكين ليست حتمية
وكالات- المواطن
استعرضت الصين قوتها العسكرية حول تايوان هذا الأسبوع، إذ نفذت عمليات مشتركة للقوات البحرية والجوية، قبيل تدريبات عسكرية سنوية تجريها تايوان نهاية يوليو، وتنفذ خلالها محاكاة لكسر حصار صيني، فيما اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن احتمال وقوع مواجهة مع بكين حول الجزيرة ليس “وشيكاً” أو “حتمياً”.
وأجرت الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، تدريبات على نحو منتظم حول الجزيرة في الأعوام الثلاثة الماضية، للضغط على تايبيه لقبول مطالب بكين بالسيادة عليها.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية، إنه منذ الثلاثاء، أرسلت الصين عشرات المقاتلات وقاذفات القنابل وغيرها من الطائرات، منها طائرات مسيّرة، لتحلق جنوبي تايوان، وعبَر بعضها قناة “باشي”، التي تفصل بين تايوان والفلبين، واتجهت نحو المحيط الهادي رفقة سفن حربية صينية.
وفقاً للأرقام الصادرة عن الوزارة، رُصدت 38 طائرة تابعة للجيش الصيني حول الجزيرة، الأربعاء، و33 طائرة الخميس، و30 طائرة، الجمعة.
وعبرت بعض الطائرات الخط الفاصل في مضيق تايوان، وهو خط غير رسمي يفصل بين الجانبين، واقتربت إلى مسافة 24 ميلاً بحرياً من سواحل تايوان.
ولم ترد وزارة الدفاع الصينية على طلب للتعقيب.
والخميس، قالت وزارة الخارجية رداً على سؤال بخصوص التدريبات: “الشعب الصيني لن يتزحزح أبداً عن عزمنا وتصميمنا على الحفاظ على سيادة الصين ووحدة أراضيها”.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لشبكة “CNN”، الخميس، إنه لا ينظر إلى المواجهة بين الولايات المتحدة والصين التي تشمل تايوان باعتبارها “وشيكة” أو “حتمية”.
وأضاف: “لكن رغم ذلك، من واجبي أن أتأكد من أنه يتعين علينا الاستمرار في الحفاظ على قوة ردع ذات مصداقية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. والرادع الأكثر مصداقية يتمثل في وجود قوة جاهزة للقتال، وهذا ما لدينا اليوم”.
وتنفذ تايوان تدريباتها العسكرية السنوية التي تحمل اسم “هان كوانج” في الأسبوع الأخير من يوليو، وتركز على الدفاع عن المطار الدولي الرئيسي للجزيرة، وكيفية إبقاء الممرات البحرية مفتوحة في حال تعرّض الجزيرة لحصار صيني.
بدوره، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي الذي يزور اليابان، الجمعة، إنه من الضروري أن تسرّع الولايات المتحدة وحلفاؤها تسليم الأسلحة إلى تايوان في السنوات المقبلة، لمساعدة الجزيرة في الدفاع عن نفسها.
وتابع الجنرال ميلي: “السرعة التي نساعد بها نحن، الولايات المتحدة، أو دول أخرى تايوان في تحسين (قدراتها) الدفاعية، أعتقد أنها ربما بحاجة إلى التعجيل في السنوات القادمة”.
ولم يقتصر النشاط في وحول مضيق تايوان في الأيام القليلة الماضية، على جيش التحرير الشعبي الصيني، بحسب “CNN”.
ووفق بيان صادر عن الأسطول الأميركي السابع في اليابان، فإن طائرة استطلاع تابعة للبحرية الأميركية عبرت المضيق، الخميس.
وقال البيان إن “عبور الطائرة مضيق تايوان يوضح التزام الولايات المتحدة بإبقاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة. جيش الولايات المتحدة يطير ويبحر ويعمل في أي موقع يسمح به القانون الدولي”.
في المقابل، اتهم الجيش الصيني على موقعه الإلكتروني باللغة الإنجليزية، الجيش الأميركي بـ”تضخيم الموقف”، وقال متحدث باسم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني إن قواته رصدت وراقبت الطائرة الأميركية.
وفي تعليق على مناورات هذا الأسبوع، ذكر تقرير في صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية الحكومية أنها “تهدف إلى حماية السيادة الوطنية ووحدة وسلامة الأراضي”.
وقال التقرير نقلاً عن خبراء صينيين: “أصبحت مثل هذه التدريبات أكثر توجهاً نحو القتال، وأكثر كثافة من أجل ردع والاستعداد لتدخلات القوى الخارجية”.
وقال مسؤول أمني تايواني كبير لوكالة “رويترز”، طلب عدم ذكر اسمه، إن أنشطة الصين التي تأتي قبل تدريبات “هان كوانج”، هي جزء من “حرب نفسية” تشنها بكين على تايوان.
ونقلت شبكة “CNN” الأميركية عن محللين قولهم، إن نشاط الجيش الصيني له مجموعة من التداعيات، لم تكن أي منها إيجابية على تايوان، أو الاستقرار عبر المضيق.
في هذا السياق، قال كارل شوستر، المحلل المقيم في هاواي والمدير السابق للعمليات في “مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ”، إن استجابتهم (تايبيه) تبرز المشكلة التي يشكلها زيادة نشاط الجيش الصيني على تايوان.
وأوضح أنه عندما يتجاوب جيش تايوان مع عمليات الجيش الصيني، فإنه يرهق أنظمة الجزيرة ومعداتها، مضيفاً: “الاستخدام المستمر يسبب مشكلة في الصيانة ويقلل من الجاهزية حتى يجري تسليم وتركيب قطع الغيار”.
وأشار أيضاً إلى أن الزيادة المفاجئة في نشاط الجيش الصيني، تهدف إلى استنزاف القدرة الذهنية لشعب تايوان على مقاومة احتلال محتمل من قبل بكين.
وأضاف: “بكين تأمل أن تقبل تايبيه بالتوحيد على أنه أمر حتمي، وأن تسمح للقوات الصينية بالدخول دون مقاومة. إنهم يحاولون تقليص إن لم يكن تدمير إرادة سكان تايوان في المقاومة”.
ولفت إلى أنه “حتى إذا لم ينجح هذا التكتيك، فإن الوجود المستمر لأعداد كبيرة من الطائرات والسفن الحربية الصينية حول تايوان يمكن أن يقود المدافعين عن الجزيرة، سواء الجيش التايواني وأي تعزيزات خارجية محتملة، إلى التقاعس”.