الصلاة في الأقصى ..متى ينتهي العمل بالتصاريح … كتبت أمينة خليفة

توافد أكثر من عشرة آلاف فلسطيني من الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان، في عادة دورية يقوم بها الفلسطينيون لأن الأقصى هو قبلة الروح، كما أن صلاة الجمع والتراويح تعتبر أحد أهم طقوس الأهالي في شهر رمضان الكريم.
وشهدت باحات المسجد المبارك تواجدا مكثفا لقوات الاحتلال الإسرائيلية وشرطتها، التي شددت إجراءاتها على أبواب المسجد، ومنعت دخول أعداد كبيرة من الشبان في محاولة للحد من عدد المصلين.
ولكن رغم رغبة الآلاف في صلاة الجمع في رمضان داخل الحرم القدسي الشريف، إلا أن تضييقات الاحتلال الإسرائيلي لم تتوقف، فأصرت إسرائيل على عدم التوسع في استخراج التصاريح للفلسطينيين، كما أكدت السلطة الفلسطينية أن عدم عودة العديد ممن حصلوا على تصاريح للوصول إلى المسجد إلى الضفة الغربية قد يؤثر على قدرة آخرين على الحصول على تصاريح لصلاة الجمعة المقبلة.
وفي الوقت الذي يحرص فيها أهالي الضفة الغربية لأداء صلاة التراويح في المسجد الأقصى، طالبت السلطة الفلسطينية سلطات الاحتلال بعدم تعكير أجواء رمضان والصلاة داخل المسجد الأقصى، والسماح لأكبر عدد من المصلين بأداء صلاة الجمعة الثالثة في رحاب المسجد، إلا أن إسرائيل مازالت تتعنت وترفض أي فرصة للأهالي للعبادة والفرحة بالصلاة داخل الأقصى خاصة في رمضان، في محاولة لتقييد حق الفلطسينيين في ممارسة شعائرهم الدينية.
ومازالت شرطة الاحتلال تحاصر المسجد الأقصى وكل أنحاء مدينة القدس، وتفرش إجراءات المشددة على دخوله والخروج منه، كما تقلل التصاريح لأقل عدد ممكن، استمرارا لسياسة التعنت والحصار وفرض السيطرة على الأقصى، ورغم هذا يتمسك الأهالي بالهدوء حرصًا على أداء الصلاة والطقوس الدينية وكذلك تجنبا للاشتباك مع قوات الاحتلال وتعكير الأجواء الرمضانية والروحانية.
وتظل فرصة الصلاة في المسجد الأقصى أمراً نادراً للكثيرين، بسبب تضييقات الاحتلال، وسط مخاوف بحرمان العديد من المصلين من دخول الأقصى في الجمعة المقبلة بسبب تعنت الاحتلال وسياسته العدائية تجاه الفلطسينيين، والتأكيد على رغبته في وضع يده بشكل كامل على المسجد الأقصى واعتباره مكانا مقدسا لليهود فقط.
وفي ظل استمرار فرض قيود أشد على دخول الفلسطينيين في الأسابيع القادمة، يبقى المسجد الأقصى رمزاً دينياً ووطنياً للفلسطينيين، حيث مازال الآلاف يحاولون الوصول إليه في هذا الشهر الفضيل للصلاة والتضرع وقراءة القرآن والشعور بروحانيات الشهر الفضيل، كما يرغبون في اصطحاب أبنائهم الصغار لربط هويتهم بهوية المسجد الأقصى ومشاركتهم في تلك الأجواء الروحانية التي لا تتكرر إلا في رمضان من كل عام.
ورغم كل ما حدث، مازال الفلسطينيون يترقبون قرار السلطات الإسرائيلية بشأن إمكانية السماح بدخول أعداد مماثلة من المصلين في الجمعة الثالثة من رمضان، خاصة مع اقتراب العشر الأواخر من رمضان، والتي تعتبر أهم الفترات الدينية في الشهر الفضيل.
وفي ظل إعلان أهالي القدس اتباع سياسة الهدوء ورغبتهم فقط في ممارسة طقوسهم الدينية داخل المسجد الأقصى في الفترة المتبقية من رمضان، هل تستجيب سلطات الاحتلال وتسمح لهم بالدخول؟!