الشرع يتعهد بمحاسبة المتورطين في أحداث الساحل ولو كانوا “أقرب الناس”
أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن قلقه إزاء عمليات القتل الجماعي التي وقعت خلال الحملة الأمنية الأخيرة في الساحل السوري، معتبرًا أنها تشكل تهديدًا لجهوده الرامية إلى لمِّ شمل البلاد التي مزقتها الحرب. وتعهد الشرع بمعاقبة المسؤولين عن هذه الأحداث، حتى لو كانوا “أقرب الناس” إليه، مؤكدًا أن القانون سيأخذ مجراه دون استثناء.
وفي مقابلة مع وكالة “رويترز”، حمّل الشرع جماعات موالية لنظام الأسد السابق، مدعومة من أطراف أجنبية، مسؤولية إشعال العنف الأخير، معترفًا في الوقت نفسه بوقوع أعمال انتقامية في أعقاب الاشتباكات. وأشار إلى أن الوضع قد تم احتواؤه إلى حد كبير، لكنه أكد أن الأحداث الأخيرة ستؤثر على مساعي المصالحة الوطنية.
وأعلن الشرع عن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في عمليات القتل التي وقعت خلال الأيام الماضية، على أن تقدم نتائج التحقيق خلال 30 يومًا. كما أشار إلى تشكيل لجنة أخرى للمحافظة على السلم الأهلي وتعزيز المصالحة بين مكونات المجتمع السوري.
وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، أكد الشرع أن حكومته لم تجرِ أي اتصالات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه، داعيًا واشنطن إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، والتي وصفها بأنها تعيق جهود إعادة الإعمار وضبط الأمن. كما تطرق إلى العلاقات مع روسيا، مؤكدًا أهمية الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع موسكو، مع الإشارة إلى أن الطرفين يجريان مراجعة الاتفاقات العسكرية السابقة، بما في ذلك الوجود الروسي في القاعدتين العسكريتين في طرطوس وحميميم.
وردًا على الانتقادات الإسرائيلية، وصف الشرع تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي وصفه بـ”الجهادي الإرهابي”، بأنها “كلام فارغ”، مشيرًا إلى أن إسرائيل “هي آخر من يتحدث” في ظل سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما في غزة.
وفيما يخص الخلافات مع الأكراد، أكد الشرع سعيه إلى حلّها عبر التفاوض، معربًا عن استعداده للقاء قائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، الذي أبدى مخاوفه من اندماج قواته مع القوات الحكومية.
وعلى الصعيد الشخصي، عبّر الشرع عن شعوره بالضيق في القصر الرئاسي، قائلًا: “يضيق قلبي في هذا القصر. في كل زاوية منه، استغرب كيف خرج كل هذا الشر منه تجاه هذا المجتمع”. وأكد أن هدفه الأساسي هو تحقيق العدالة والمصالحة، معربًا عن تفاؤله بإمكانية إعادة بناء سوريا رغم التحديات الكبيرة.
