أنقرة – المواطن
نفى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان التقارير التي تحدثت عن نقل المكتب السياسي لحركة حماس إلى تركيا، مشددًا على أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. وقال فيدان خلال لقاء مع الصحفيين: “المكتب السياسي لحماس لم يأت إلى تركيا. الإدارة الأمريكية الديمقراطية تمارس ضغوطًا إضافية على الحركة مع اقتراب نهاية ولايتها، في محاولة لتحقيق تقدم في قضايا مثل وقف إطلاق النار واتفاق السلام أو ملف الرهائن”.
وأوضح فيدان أن الشروط المطروحة حاليًا من قبل الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار تختلف عن تلك التي كانت حماس قد قبلتها سابقًا، مشيرًا إلى أن هذه التغيرات تعقّد المفاوضات.
وقبل أيام، أكدت مصادر في الخارجية التركية أن الادعاءات المتعلقة بنقل مكتب حماس السياسي إلى تركيا “لا تعكس الحقيقة”، في وقت طالبت فيه واشنطن أنقرة بعدم استضافة قيادة الحركة وتسليمهم.
تحذير من خطر الحرب العالمية
وعلى صعيد الأزمات الدولية، حذر فيدان من أن الحربين المستمرتين في أوكرانيا وغزة تساهمان في تعميق الاستقطاب العالمي، مشيرًا إلى أن “خطر الحرب العالمية، الذي تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يشكل تهديدًا حقيقيًا، إذا ما استخدمنا مفهوم الحرب بمعناه الواسع”.
وأضاف أن الدعم العسكري الغربي لأطراف النزاع، بما في ذلك الأسلحة التي أرسلتها أمريكا وأوروبا، يساهم في انحياز واضح لأحد الجانبين، مما يزيد من تعقيد الوضع.
التطبيع مع النظام السوري
فيما يخص العلاقات مع النظام السوري، قال فيدان إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدّم مقترحات مهمة، لكن النظام السوري لا يزال غير مستعد للانفتاح على التفاوض حتى مع المعارضة.
وأشار إلى أن “محادثات أستانا”، التي أطلقتها تركيا وروسيا وإيران عام 2017، أسفرت عن وقف إطلاق النار بين الأطراف على الأرض، لكن تحقيق تقدم أكبر يتطلب محادثات مباشرة وشاملة.
السياسة الأمريكية في سوريا والمنطقة
وحول توجهات الإدارة الأمريكية المقبلة، أكد فيدان أن التعاون المستمر بين الولايات المتحدة وتنظيم YPG/PKK يمثل تحديًا استراتيجيًا لتركيا. وأوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد تتبنى مواقف مختلفة عن ولايته الأولى، مضيفًا: “طالما استمرت الولايات المتحدة في هذا التعاون، فإن المشكلة ستبقى قائمة، لكننا مستعدون لاتخاذ خطوات لضمان أمننا”.
وأشار فيدان إلى احتمالية أن يتطرق أي تخفيف للتوتر بين روسيا وأوكرانيا إلى قضايا تتعلق بالملف السوري. وأضاف: “قد تشهد الفترة المقبلة تغيرات في السياسة الأمريكية تجاه سوريا بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بأمن إسرائيل”.
واختتم فيدان بالتأكيد على التزام تركيا بمكافحة الإرهاب واستعدادها للتفاعل مع أي سيناريوهات جديدة تتعلق بالمنطقة، سواء على الأرض أو في المجال الدبلوماسي.