الحوثيون يفرضون سياسات طائفية على التعليم في اليمن
أقدمت الجماعة الحوثية على تعزيز سيطرتها على قطاع التعليم في اليمن من خلال سلسلة من الإجراءات التي تستهدف تحويل المدارس إلى أدوات للتعبئة الطائفية. وقد فرضت الجماعة على المدارس الأهلية في صنعاء تخصيص أوقات دراسية لإحياء مناسبات طائفية، كما أجبرت المعلمين على المشاركة في دورات تعبوية وعسكرية، واستبدلت النشيد الوطني في الإذاعة المدرسية بترديد “الصرخة الخمينية”.
وحسب مصادر تربوية في صنعاء، أصدرت الجماعة الحوثية تعليمات تلزم المدارس الأهلية بتخصيص يومين دراسيين من كل أسبوع للاحتفال بالمناسبات الطائفية، وتوفير ملصقات وشعارات تتعلق بتلك المناسبات. كما تضمنت التعليمات إلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى في هذين اليومين واستبدالهما بفقرات تحتفي بمناسبات الجماعة، مما يبرز تحول التعليم إلى أداة للتعبئة الطائفية.
في نفس السياق، أفادت التقارير بأن الحوثيين ألزمت أكثر من 80 معلماً وكادراً تربوياً في مديرية الصافية بصنعاء للالتحاق بدورات تعبوية، مع تجاهل تام لمعاناة المعلمين جراء توقف رواتبهم. وتأتي هذه الدورات في إطار توجيهات عبد الملك الحوثي، التي تهدف إلى تأهيل المعلمين عسكرياً تحضيراً لما تسميه الجماعة “مواجهة الأعداء وتحرير الأقصى”.
كما أفادت تقارير أخرى بأن الحوثيين فرضوا على المدارس في محافظة الضالع ترديد “الصرخة الخمينية” بدلاً من النشيد الوطني أثناء الطابور الصباحي، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار بين الطلاب وأولياء الأمور.
كان نادي المعلمين اليمنيين قد انتقد الجماعة الحوثية لتجاهلها رواتب المعلمين، معتبرين أن هذا الإجراء يساهم في إغلاق أبواب التعليم وتعزيز الجهل والتخلف بين الطلاب. ودعا النادي موظفي وزارة التربية إلى الضغط لاستعادة حقوقهم، مشيراً إلى أن استمرار قطع الرواتب يعكس عدم مسؤولية الحوثيين تجاه المواطنين.
منذ اجتياح صنعاء ومدن يمنية أخرى، سعت جماعة الحوثي إلى ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المؤسسات التعليمية، بهدف تحويلها إلى أدوات للتعبئة الطائفية والتجنيد، مما يؤثر سلباً على العملية التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.