أخــبـــــارخاص المواطن

“الحرب السيبراني”.. ما مدى خطر الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها “إسرائيل” وكيف ستواجهها؟

خاص المواطن- مدلين خلة

ساحة حرب جديدة فتحت نوافذها على دولة الاحتلال الإسرائيلي، جبهة لم تضع لها أي حساب ولم تكن تعلم أنها ستسبب شلل كامل في منظومة أمنية تتفاخر بها “إسرائيل”، والتي أثبتت هذه الحرب بأنها أوهن من بيت عنكبوت.

الحرب السيبراني، ساحة طفت على السطح جنبا إلى جنب مع الجبهة العسكرية، إلا أنها هذه المرة ليست من غزة ولا إيران، مصدر تهديد جديد للاحتلال الإسرائيلي لا يعرف أين يوجد؟.

مجموعات صغيرة من مناطق مختلفة من العالم، صرحت أنها تخوض حربا سيبرانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، تضامنا مع الفلسطينيين، منها من السودان، إندونيسيا، وأماكن أخرى بالعالم.

ونشر موقع خدشوت يسرائيل العبري، أن “هجوم إلكتروني استهدف كلا من الموقع الإلكتروني لشركة evigilo الإسرائيلية المتخصصة في تشغيل الإنذارات، بالإضافة إلى موقع iwi (شركة تصنيع أسلحة إسرائيلية)”.

وذكرت وسائل إعلام عبرية يوم الثلاثاء الماضي، أن عدة مواقع إسرائيلية تعرضت لهجوم إلكتروني، وذلك انتقاما لفلسطين.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت في حينه: “تعطل مواقع 10 جامعات إسرائيلية بعد تعرضها لهجوم إلكتروني من قبل مجموعة “أنونيموس السودان” التي أوضحت بأن الهجوم انتقاما لفلسطين”.

و“أنونيموس السودان” مجموعة هاكر سيبراني شنت خلال الأيام الماضية عشرات الهجمات السيبرانية ضد مواقع “إسرائيلية”، ومن هذه المواقع موقع شركتي الاتصالات وخدمات الإنترنت “سيلكوم” و”بارتنر” وجامعة تل أبيب وصحيفة “جيروزاليم بوست”، وموقع شركة المياه “ميكوروت”، بحسب ما ذكرت صحيفة “معاريف العبرية.

المختص في التقنية وأمن المعلومات، أشرف مشتهى، أكد في حديثه لـ”المواطن”، أن  دولة الاحتلال قائمة على الأمن بالدرجة الأولى، وهي من الدول المتقدمة في هذا المجال إن لم تكن في طليعتها، وهي تمتلك من الإمكانيات والمقدرات التي تجعل من عملية الاختراق لمؤسساتها والوصول إلى أنظمة المعلومات المختلفة صعب جداً.

وقال مشتهى، إنه وعلى الرغم من ذلك، تبقى الثغرات الموجودة في تلك الأنظمة، بصيص الأمل للجهات التي تحاول اختراق تلك المؤسسات.

وأضاف، بأن الأثر الناجم عن عمليات الاختراق تختلف من عملية إلى أخرى، بناء على الجهة المُستهَدفة، وطبيعة الخدمات التي تقدمها، ومدى الإجراءات الأمنية التي تعمل بها.

وأشار إلى أن هذه العمليات وحتى هذه اللحظة لم تشكل أي تهديد خطير يُمكن أن يؤدي إلى إضعاف تلك الدولة، فهي تعمل على ترميم أي آثار يُمكن أن تنجم عن تلك العمليات.

وأوضح المختص في التقنية وأمن المعلومات، أنه وإذا توفرت الأدوات والوسائل المناسبة والمُساعدة، مع التخطيط الجيد، وتحديد المنشآت المراد استهدافها، واختيار الوقت والتكتيك المناسب، مع الصبر والنفس الطويل يُمكن تحقيق انتصار سيبراني على الأنظمة الإلكترونية الإسرائيلية.

وشدد على أنه بالنظر إلى الإمكانيات التي تمتلكها دولة الاحتلال الإسرائيلي وإذا ما قورنت بإمكانيات المقاومة الفلسطينية، فهذا يجعل المهمة أصعب مما يمكن تصوره.

وبين مشتهى أن وسائل الحماية، والإجراءات المُتبعة، تبقى من الأسرار التي لا يُمكن الإفصاح عنها، وذلك حتى لا يتم الكشف عن المقدرات والمعدات التي يتم استخدامها في عملية الحماية، بالتالي تزداد عملية الاختراق صعوبة.

وأردف، لا يمكن التنبؤ بما يمكن استهدافه من قِبل المقاومة داخل دولة الاحتلال، قبل وقوع عملية الاستهداف، وكل شئ متصل بشبكة الانترنت يبقى عُرضة للاختراق والوصول إليه، وإمكانية التحكم فيه، لذا تفرض دولة الكيان سياسات وإجراءات صارمة للعاملين في كل المجالات لمنع وقوع أي تهديد على قدر المستطاع، فهي حريصة على ألا يصيب جبهتها الداخلية أي تشققات جديدة، إضافة لما تعانيه من ضعف ووهن هذه الأيام.

وتابع، لا شك أن الحرب السيبرانية التي تخوضها المقاومة لها تأثير على الاحتلال الإسرائيلي، ففي السابق تمكنت حركة “حماس” من خلال جيشها الإلكتروني من اختراق الكثير من المواقع الالكترونية الصهيونية، ومن أبرزها الموقع الخاص بالمتحدث باسم قوات الاحتلال، وعام 2013 تمكن عناصر من كتائب عز الدين القسام التابع لحركة حماس من اختراق مواقع صهيونية، واستمرت عمليات الاختراق ولم تتوقف حيث تم عام 2017 اختراق العديد من أجهزة اتصالات ضباط وجنود صهاينة وتمكنوا من الوصول للكثير من المعلومات والمحادثات، وكذلك تم الوصول للعديد من المجموعات المغلقة على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنها كانت تستخدم في التوجيهات وارسال نشرات مختلفة للجنود والضباط الصهاينة.

وشدد المختص في التقنية وأمن المعلومات أن الحرب السيبرانية التي تخوضها جهات مختلفة ومتعددة مع العدو أصابته في مقتل وألحقت به الكثير من الضربات الموجعة، ولم يعترف بالخسائر الناجمة عن تلك المعارك المستمرة والتي سوف تبقى، والمعركة السيبرانية أشد ضرراً على الصهاينة من الصواريخ التي تطلقها المقاومة، وذلك لأثرها الكبير والمدمر على البُنى التحتية للمؤسسات الصهيونية (في المجالات المدنية والعسكرية والأمنية)، لأن تكلفة ترميم ذلك ستكون عالية جداً كما أنها ستستغرق وقتاً وجهداً كبيرين، وتلك الحرب مستمرة وشرسة ومجهولة المصدر، ولا تتوقف وهي في تطور مستمر.

بدوره، قال الصحفي المختص بالشؤون الأمنية، سائد حسونة، إن الهجمات السيبرانية على مواقع الاحتلال الإلكترونية تعمل على زيادة التوتر لدى الاحتلال الإسرائيلي من خلال العمل على حمايه هذه المواقع.

وأضاف حسونة في حديثه، لـ”المواطن”، إن هذه الهجمات تزيد كلفت حمايه هذه المواقع من أشخاص جدد أعداد جديده لدخول الخدمة بالإضافة الى زياده التكلفة المالية لحمايه هذه المواقع الإلكترونية التي تمثل عصب مهم في اتجاه هذا اتجاه الأول الجبهة الداخلية وهي معظم هذه الوسائل الأخيرة كانت وسائل الإعلامية الامر الذي يؤثر على الراي العام الداخلي خصوصا أدوات مهمه في توصيل الرسائل.

وتابع، أن المسألة الأخرى وهي ان المجموعات التي تخوض هذه الهجمات هي مجموعات صغيره لم تتبناها حتى الان دول يعني نحن لا نتكلم عن حروب الكترونيه دوليه من دوله الى أخرى بل نتكلم عن هجمات الكترونيه تخوضها بعض المجموعات السيبرانية المتخفية والتي لا تظهر أي بصمات في طريقه اختراقها للشبكات.

وأكد الصحفي المختص بالشؤون الأمنية، أن الذي تم استهدافه في الفترة الأخيرة هي مواقع مهمه وليست مواقع محروقه او مواقع وهميه وأيضا تم استهداف انظمه التحكم تشغيليه لبعض منظومات القبة الحديدية او شبكات الكهرباء والمياه وتم تعطيلها او التحكم فيها.
وأشار إلى أن استهداف مواقع إسرائيلية حساسة يؤكد أن المسألة غير مرتبطة فقط بالنشاط الالكتروني بل مرتبط أيضا بالنشاط الميداني.
وشدد حسونة على أن المقاومة الفلسطينية في الفترة الأخيرة طورت نفسها وتجاربها من خلال الاستناد الى محاكاه ما يتم العمل عليه في التطور العالم السيبراني او من خلال الاستفادة من الخبرات الخارجية من قبل الدول التي تدعم المقاومة.
وبين أن الاحتلال في ظل هذه الهجمات يعمل على زياده التحصين وحمايه مقدراته عبر المواقع الإلكترونية المرتبطة بها وذلك من خلال شفين الشق الأول الشق الإعلامي من خلال تقليل أهميه هذه الهجمات وتقليل عدد خسائرها او عدم الإفصاح عنها والمسألة الثانية هو يعمل الكترونيه من خلال قبه حديديه سيبرانية، كما أعلن عنها والتي تتنبأ  بالهجمات قبل وقوعها  أو هو كما يسميه الامن السيبراني الوقائي.
 

زر الذهاب إلى الأعلى