أخــبـــــار

الجيش الإسرائيلي يعلن انتهاء مهمة لواء كفير في شمال غزة واستبداله بآخر

وسط تبريرات لخسائره البشرية

غزة – المواطن
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، عن إنهاء عمليات لواء كفير في شمالي قطاع غزة بعد أكثر من ثلاثة أشهر من العمليات المكثفة، والتي شملت توغلًا جديدًا في المنطقة التي كان قد دخلها في بداية الحرب.

وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان له، أنه سيستبدل قوات لواء كفير، باللواء 188 ليواصل العملية العسكرية شمال القطاع.

وقال ضابط عسكري إسرائيلي، إن العملية في شمال القطاع تهدف بشكل أساسي لخلق مساحة أمنية عازلة وآمنة، تهدف لتوفير الأمن لسكان مستوطنات غلاف غزة.

وأكد الضابط أن العملية منذ بدايتها كان الهدف منها تطهير شمال قطاع غزة من المسلحين بشكل كامل.

وادعى أن قواته خسرت العديد من الجنود والضباط بسبب قتالها لعناصر أعادت حماس تجنيدهم، وآخرين مجندين جدد، مدعياً أنه تم القضاء على كل قيادات حماس العسكريين في شمال القطاع.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن 43 ضابطًا وجنديًا قتلوا منذ بداية العملية في شمال القطاع، آخرهم ضابطين وجندي في بيت حانون

وقد سعى الجيش لتبرير الخسائر الكبيرة التي تكبدها في هذه العمليات، واستمرار الهجمات الفلسطينية رغم طول أمد الحرب.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن أهداف العملية التي نفذتها الفرقة 162، والتي يتبع لها لواء “كفير”، تركزت في “إيجاد مساحة أمان لسكان منطقة غلاف غزة من خلال تطهير المنطقة من البنية التحتية والمسلحين”.

كما اعترف الجيش بأنّه يقاتل مقاومين “جدد تم تجنيدهم مؤخرًا”، موضحًا أن العمليات تأتي في إطار رد فعل على مقتل ثلاثة جنود في بيت حانون خلال الـ24 ساعة الماضية، و43 جنديًا آخرين في الأشهر الثلاثة الماضية في شمال القطاع، وفقًا للإحصاءات الرسمية.

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن القيادة العسكرية قالت إن “الهدف من العملية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر هو ضمان توفير بيئة آمنة لسكان شمال غلاف غزة، بحيث يمكنهم العيش في ظروف آمنة في المنطقة”.

تطهير كامل وشامل للمنطقة

ونقلت الإذاعة عن ضباط كبار يشاركون في القتال في المنطقة أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قام بالمناورة في شمال القطاع في بداية الحرب، فإن هذه المرة العملية تهدف إلى تطهير كامل وشامل للمنطقة من البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية.

وقال ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه “نقوم بأشياء لم نفعلها في العمليات السابقة، ونصل إلى خلايا مناطق نطمح ألا يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى العودة إليها مجددا. ليست عملية اقتحام أو مداهمة، بل مناورة تهدف إلى القضاء التام على العدو وبنيته التحتية”.

وبحسب ادعاءات الجيش الإسرائيلي، فإن المقاومين الذين يواجههم في شمالي القطاع هم جزئيًا “مخربون قدامى”، على حد تعبيره، كانوا جزءًا من الجناح العسكري لحركة حماس قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والقسم الآخر هم مقاومون جدد “جُنِّدُوا مؤخرًا”. كما يقدر الجيش الإسرائيلي أن الأسلحة التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية في المنطقة تتضمن ذخائر غير منفجرة من قذائف الجيش الإسرائيلي: “نرى العديد من الارتجالات. كل مادة متفجرة متاحة، يحاولون استخدامها ضدنا”.

كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى الانتقادات بشأن التكلفة البشرية العالية للعملية شمالي القطاع وطول مدتها، ونقلت الإذاعة عن مسؤولين في الجيش أن “تنفيذ عملية احتلال وتطهير كاملة، يستغرق وقتًا. في كل منطقة يمكن أن يستغرق ذلك شهورًا. هنا توجد بنية معادية تم بناؤها على مدار سنوات، فوق الأرض وتحتها، وسيستغرق ذلك المزيد من الوقت”.

ورغم ذلك، اعترف الجيش الإسرائيلي بإمكانية عودة فصائل المقاومة لتنظيم صفوفها والتواجد مجددا في المنطقة، وقال إنه “بالطبع يمكن أن يعود المخربون إلى هذه المنطقة في المستقبل، لكننا نحرص على أن يكون ذلك صعبًا جدًا عليهم، وأن يجدوا صعوبة في العودة إلى المنطقة”.

وادعت إذاعة الجيش، نقلا عن مصادر عسكرية، أن لواء “كفير”، الذي أنهى شهرين من المناورات المتواصلة في بيت لاهيا، اكتشف في المنطقة 7.5 كيلومترات من الأنفاق تحت الأرض. وقال الجيش إن بعض الأنفاق كانت معروفة، ولم يتم التعامل معها في السابق بسبب ضيق الوقت، وبعض الأنفاق تم اكتشافها مؤخرًا بناءً على معلومات استخباراتية جديدة تم تجميعها خلال العملية الحالية”.

ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي التي نقلتها إذاعة الجيش بعد إنهاء عمليات “لواء كفير” من المنطقة، فإن منطقة بيت لاهيا قد “دُمرت وطُهرت بالكامل”، وفق تعبيره؛ هذا وأصدر جيش الاحتلال بيانا رسميا أعلن فيه “إكمال مهمة لواء كفير شمالي قطاع غزة، بعد ثلاثة أشهر” من العمليات المكثفة.

أفاد الجيش الإسرائيلي في بيانه أن “الفرق الحربية التابعة للواء كفير، تحت قيادة الفرقة 162، أنهت مهمتها في شمال قطاع غزة بعد ثلاثة أشهر من الاشتباكات المكثفة”، مدعيًا أنه خلال هذه الفترة “تم القضاء على العديد من العناصر المسلحة من خلال الضربات الجوية والمعارك المباشرة، بينهم من شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023. كما تم اكتشاف أسلحة وتدمير شبكة الأنفاق والبنية التحتية لحركة حماس”.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه خلال العملية، خاضت قواته معارك في عدة مناطق اعتُبرت تهديدًا للنشاط العسكري الإسرائيلي ولأمن مستوطنات “غلاف غزة”، من بينها: بيت لاهيا، ومنطقة “حي الضباط” في عزبة بيت حانون، و”الشيخ زايد” الواقعة شرقي بيت لاهيا وشمالي منطقة تل الزعتر في جباليا.

زر الذهاب إلى الأعلى