أقلام

الجاليات الفلسطينية في أوروبا.. دور وطني لا يقل أهمية عن العمل السياسي

كتبت .. مسك محمد

كان تنظيم الجالية الفلسطينية في مدينة بريمن الألمانية، معرضا تحت عنوان “فلسطين حرة”، بمثابة صحوة قوية ضد الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية التي تنفذها إسرائيل على أرض غزة وفي بعض المناطق في الضفة الغربية.

وكانت الحرب على غزة، والتي شهدت استشهاد أكثر من 43 ألف فلسطيني وإصابة ما يربو عن 104 آلاف، هذا بخلاف المفقودين تحت الأنقاض والمشردين في مناطق الإيواء بدون مأكل أو مياه نظيفة أو حتى أبسط الوسائل التي تعينهم على الحياة، قد دقت ناقوس خطر بمجاعة وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وهذا ما دفع الجاليات الفلسطينية والعربية في أوروبا إلى تنظيم مسيرات مؤيدة لفلسطين ومنددة بسياسات الاحتلال في حق أصحاب الأرض، ومطالبة في الوقت ذاته الله بضرورة رفع إسرائيل يدها عن غزة، وسرعة إنهاء الحرب وترك الأهالي يعيشون في سلام بدون تخويفهم وإرهابهم بكل وسائل القتل والقمع الإسرائيلية التي تخالف كل المواثيق الحقوقية والإنسانية.

ويبقي دور هذه الجاليات في العالم لا يقل أهمية عن دور العمل السياسي، وهذا ما ظهر جليا في معرض بريمن الألمانية، وأكثر ما عزز هذا الدور هو تضامن المواطنين الألمان وغيرهم من جميع الدول الأوروبية مع غزة، وطالب الجميع بسرعة إنهاء الحرب وانتهاء مسلسل قتل الأطفال على يد الاحالات.

ويبدو أن هذا الموقف، قد ساهم في تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية، خاصة بعد أن ضم المعرض الألماني زوايا متنوعة تعرض مشغولات يدوية فلسطينية، كالمطرزات، إضافة إلى ركن خاص بالكوفية وألبسة تراثية، تعكس الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني، وكات هذا جزءا من جهود الجالية لإبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الأذهان، وتعزيز التراث الفلسطيني كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

كما أن تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية، تستهدف الحفاظ على التراث الفلسطيني باعتباره رمزًا من رموز النضال ضد الاحتلال، وكذلك إحياء القضية الفلسطينية من جديد، وعرض كل ما يقوم به الاحتلال من ممارسات غير إنسانية في حق الشعب الفلسطيني، وكذلك ترسيخ التراث الغني للشعب الفلسطيني في نفوس الأجيال الجديدة، لكون هذا التراث رمزًا من رموز النضال ضد الاحتلال.

ربما تستهدف هذه الفعاليات تعزيز التضامن الدولي مع فلسطين، وتسليط الضوء على التراث الغني للشعب الفلسطيني وترسيخه في نفوس الأجيال الشابة، فأبناء الشعب الفلسطيني الذي يعيشون في الخارج، ينظرون إلى قضيتهم بأنها القضية الأهم عربيا وإسلاميا وإقليميا وللعالم أجمع، لذا، لذلك فتقوم بدور المساندة لها قاطبة، وتضغط على حكومات العالم للتصويت على قرارات تصب في صالح القضية الفلسطينية، وقد يكون للجاليات الفلسطينية التأثير الأكبر، ويعتمد هذا على حجم الانتماء للتراب الفلسطيني، والايمان الحقيقي بحتمية قيام دولة فلسطينية مستقلة ووقف الحرب الشعواء للاحتلال على أبناء أصحاب الأرض.

وهنا يكمن الأمل في الجاليات الفلسطينية على إستمرارية مناداة حكومات العالم وإقناعها بعدم مساندة إسرائيل، وكذلك حق حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية متكاملة تضم الضفة الغربية وغزة وجميع ربوع فلسطين.

كما أن هذه الجاليات لها دور كبير في الضغط على حكومات العالم وخاصة الدول الغربية التي تدعم الكيان المحتل، بوقف هذا الدعم فورا، والاعتراف بحق الفلسطينين في حقهم في الأرض ووقف الحرب التي تأكل أبناء الدولة الفلسطينية.

ربما يكون هذا الدور هو التأثير على صناع السياسات الرسمية في سبيل تحقيق هدف تسعى إليه الجاليات، وهو قوتها التأثيرية وصوتها الموحد وإيمانها بعدالة قضيتها، أو الفلسطينية وحق هذا الشعب في الحياة الآمنة المستقرة بعيدا عن الحرب والدمار والتشريد.

وقد يمتد دور هذه الجاليات في كشف أساليب دولة الإحتلال وزيف إدعاءاته ضد الشعب الفلسطيني، وفضح ممارساتها التوسعية على حساب الشعب، لذا تستخدم أساليب الدعم والإقناع والقدرة على إقناع العالم بالخطة التوسعية لإسرائيل وخطتها لمحو القضية الفلسطينية من الوجود.

وقد تنجح مساعي هذه الجاليات في التأكيد على حق الشعب الفلسطيني التاريخي في الحياة، وأن تكون للفلسطينيين دولة مستقلة عاصمتها “القدس”.

Back to top button