أقلام

التطبيع والتحولات من القمة إلى القاع

كتب: أحمد زكي العريدي

خطوات التطبيع العربيه مع اسرائيل ربما تنم عن عجز عربي بقبول الجسم الغريب في الوطن العربي

ومحاولات عديده جرت سابقا لتثبيت مصلح الشرق الاوسط لاستيعاب هذا الجسم في ما يسمى الوطن العربي الذي جاءت تسميته عقب انسلاخ اصحاب الضاض من الدولة التركيه التى عجزت عن الدفاع عن اراضيها واولها سقوط الجزائر بقبضة الاستعمار الفرنسي عام ١٨٣٢وتلاها سقوط مناطق عربية اخرى بقبضة المستعمرين وتقسيم الوطن العربي .

إن خطوات التطبيع العربيه ( غير ان هذه الانظمه ارتبطت بطريقه او اخرى مع دول الاستعمار اما الحمايه او الدعم المالي)انما تنخرط في سلم او قائمة الضعف عن تحرير او المساعده في تحرير فلسطين ،ومن هنا قد تخلى العرب واقصد حكومات عن اي تحرير بات من ضرب الخيال اولا لانهم غير قادرين بفعل ادارتهم لامكانياتهم المتاحه ليفرضوا القوه والتوازن وثانيا غياب العقيدة للتحرير وثالثا اشباعها بالشعارات الطنانه(والمفقعه الكذابه ).

في فترة خمسين عاما تراجع المشروع العربي من شعارات قمة الخرطوم لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه. الى الانبطاح والاستسلام المجاني للمشروع الاسرائيلي الذي تنامى الى ان وصل الى شطب فلسطين من خارطة نتنياهو في الامم المتحده ،هو الذي قاد الى الانهيارات المتواصلة الى ان وصل الامر الى الهاوية التي نعيشها .

إن التقصير العربي بادارة موارده في التنمية والتصنيع وانشغاله بالخلافات الداخليه والصراع بين الدول العربيه قادهم الى التشتت والاذعان لرغبة المستعمر الذي لم يخرج من المنطقة العربيه حتى يومنا هذا ،ربما العلاقات السريه مع اسرائيل لم تنقطع بين دول عربيه واسرائيل بعد قيام الغاصب بالاستيلاء على ارضنا منذ عام ١٩٤٨ من اقصاها الى اقصاها في الوطن العربي وهرولت دول عربيه الى العلاقات بشكل رسمي بعد اتفاقيات كامب ديفيد عام ١٩٧٨ ومن ثم وادي عربه واسلو وابراهام (البحرين والامارات ).

ان الفلسطينيين ومنذ امد الصراع وحتى الان هم الخاسرون من هذه العلاقات واقصد الخسارة السياسيه والاقتصادية رغم خصوصية اتفاق اسلو الهزيل عام ١٩٩٣ مع الكيان ،كون المشروع العربي كان فارغا من المضمون بعداء اسرائيل ومهتم بالشكليات والشعارات التى لم تسمن الفلسطينيين سياسيا واقتصاديا من جوع الحرية ،فكما افرغت اسرائيل اسلو من مضامينه وكذلك كامب ديفيد ووادي عربه وحتى اتفاقيات التطبيع الاخيره بين البحرين والامارات التى لم تأتي بأكلها في التسابق لاقامة العلاقه مع اسرائيل .

ان الاخطر في حلقة التطبيع علينا هو ما قد يقنن فلسطينيا تحت اسم مطالب وتحسين شروط التطبيع مع الكيان وبالتالى نحن من نعطي شرعيه للزواج والتزاوج بين هذه الدول واسرائيل ،

لقد هاج وماج الفلسطينيون على التطبيع بين البحرين والامارات ولا يلقى المشهد ذات الموج والهوج مع السعوديه وعكست تعين سفير وزيارته حميميه بين السلطة الفلسطينية والرياض نظرة اخرى في العلاقات مع قطر عربي يحضر لاقامة العلاقة مع الكيان ولكن السؤال الذي يطرح نفسه

لماذ التحسيس والتلميس مع السعودية والغضب على الامارات والبحرين ؟

اليست العلاقة كلها ملتبسه ؟لماذ الكيل فلسطينيا بمكيالين ؟ وهل حدث شيء جديد لتختلف ردود الفعل ؟كأن تحصل السعودية على تعهد باقامة دولة فلسطينيه ام دولة بحدود مؤقته ؟ام تحسين شروط العيش وتنكب علينا مئات الملايين كمساعدات مقابل قبول مشروط ؟

ان التراجع العربي عن تحرير فلسطين كان له مقدمة ولبنة في التراجع وهو طرح منظمة التحرير البرنامج المرحلي عام ١٩٧٤ثم تلاه كامب ديفيد ثم عربه وعلاقات سرية للمغرب العربي !!ومابينهما من اتصالات سريه حتى اتفاقات ابراهم التى تضمنيت انهيار السودان لبضعة مئات المليارات وهي عاصمتها صاحبة الشعارات الثلاث فبات الصلح والمفاوضات والاعتراف مجانا على مستوى الاستقلال او التحرر لفلسطين .

وخلاصة القول ان الانهيار الفلسطيني وبعيدا عن الانهيار الداخلى سببه العجز العربي الذي زج الرسمين الفلسطينيين في ركب السلام او (الاستلام ) تحت ذرائع عدم القدره على محاربة اسرائيل او بضغط من دول استعمارية على الرسمية العربيه للقبول بالكيان والتخلي عن الفلسطينيين مقاومة ونضالا .

اسرائيل التى قامت على بحرمن الدم والخراب لايمكن لها ان تتنازل عن شيء للفلسطينيين وستبقى البعبع الغريب الذي يهدد حديقة الوطن العربي وفلسطين .

زر الذهاب إلى الأعلى