البرد القارس يودي بحياة الأطفال الرضع في غزة

في حادث كشف مجددا عن سوء الأوضاع المعيشية والطبية في قطاع غزة، بسبب تبعات العدوان الإسرائيلي الذي استمر أكثر من 15 شهرا، واستمرار حصار الاحتلال للقطاع وتقييده دخول المساعدات، توفي ستة أطفال رضع من البرد الشديد، ليلتحقوا بمن سبقهم من الأطفال الذين توفوا بالطريقة ذاتها في خيام النزوح خلال فترة الحرب.
وقضى الأطفال الستة بعد أن تجمدت قلوبهم من شدة البرد، دون أن تجد أُسَرهم الألبسة أو الأغطية اللازمة لتوفير الدفء لهم، تاركين خلفهم آلاف الأطفال الغزيين الذين يرتجفون من البرد في هذا الوقت ، الذي صاحب منخفضا جويا قطبيا هو الأشد منذ بداية فصل الشتاء.
وقال المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض سعيد صلاح، إن قسم الحضانة استقبل 8 حالات تعاني من البرد الشديد، وتم إدخال هذه الحالات إلى قسم العناية المركزة.
ولا تملك عوائل غزة القدر الكافي من الملابس الشتوية والأغطية اللازمة لتدفئة أبدانها خاصة أطفالها، بسبب تدمير منازلهم أو حرقها من قبل جيش الاحتلال خلال فترة الحرب.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الإخلال ببنود “البروتوكول الإنساني” الخاص باتفاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
وقال محمود عامر (50 عاما)، غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، إن خيمته التي تسلمها من أحدى المؤسسات الإغاثية الدولية اهترأت وتمزقت، وطالب بحصول أسرته على “كرفان” للإقامة.
من جهة ثانية، أرجأ ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط زيارته إلى المنطقة وإسرائيل والتي كانت مقررة الأربعاء، دون تحديد موعد آخر، حسب إعلام عبري أمس.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن سبب تأجيل زيارة ويتكوف هو تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان يجب إطلاق سراحهم السبت الماضي قبل ان تخل حكومة بنيامين نتنياهو بالتزامها.
وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إن إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة ومدتها 42 يوما في إطار سعيها لاستعادة 63 محتجزا إسرائيليا، مع إرجاء الاتفاق بشأن مستقبل القطاع في الوقت الراهن.
وتواصلت الجهود التي يبذلها الوسطاء من أجل إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار، ودفع إسرائيل لإطلاق سراح الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، التي قامت بتأجيلها بشكل متعمد، رغم إطلاق المقاومة سراح ستة من الإسرائيليين الأسرى.
ووفق مسؤولين فلسطينيين مطلعين تحدثوا لـ”القدس العربي”، فإن الأسرى الفلسطينيين الذين أجّل الاحتلال إطلاق سراحهم السبت الماضي، متقطعة أخبارهم، بعد أن جرى تجميعهم على عَجَل، ووضعهم في سجون، دون أن تكون في حوزتهم ملابس كافية أو أغطية تقيهم تدني درجات الحرارة.