الامراض المعدية..كيف تساهم النزاعات المسلحة في تفشي الأوبئة ؟
تسببت الحروب والصراعات المسلحة في معاناة وموت عدد كبير من الأبرياء الذين لم ينتموا لاي جهة عسكرية برزت مشكلة جديدة تتمثل في انتشار الأمراض المعدية كعامل خفي يفاقم المعاناة ويزيد من أعداد الضحايا في شمال قطاع غزة
تساهم النزاعات في تفشي الأمراض المعدية بطرق متعددة، مثل حركة السكان الجماعية، والاكتظاظ، وتدمير البنية التحتية الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة، والصرف الصحي، والغذاء، والخدمات الطبية. وتتعطل هذه الخدمات الحيوية بسهولة أثناء النزاع، مما يعيق توفير الرعاية الصحية الأساسية، ويعرض العاملين في المجال الصحي للخطر، كما يحدث في الصراع الإسرائيلي على غزة.
في حالة الحرب على غزة، أدت الضغوط الكبيرة من الهجمات الإسرائيلية غير المتوقفة إلى تحويل المستشفيات والعيادات إلى مراكز طوارئ تركز فقط على الحالات الحرجة والجراحة المنقذة للحياة. تحول الساحات إلى مقابر جماعية، وأصبحت مخيمات اللاجئين أماكن للنجاة، ولكنها تفتقر إلى أبسط الضروريات مثل الماء ومواد العناية الشخصية، مما أسفر عن انتشار الأمراض المعدية مثل الجرب والتقمل، حيث نزح نحو 1.5 مليون شخص إلى مناطق أخرى من غزة.
تجاهلت إسرائيل التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف لعام 1949، التي تنص على حماية المدنيين وتوفير الرعاية الإنسانية. شملت الانتهاكات استهداف مخيمات النزوح والمستشفيات، والتسبب في نقص الإمدادات الطبية، مما يعوق جهود الكوادر الطبية في تقديم الرعاية الضرورية.
الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك أحكام قانون الحرب التي تحمي المدنيين والعاملين في المجال الطبي، تم تجاهلها من قبل إسرائيل، على الرغم من التصديق عليها من قبل جميع دول الأمم المتحدة. تلك الانتهاكات تُصنف عادة كـ”جرائم حرب” ويمكن محاكمتها في المحاكم الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما لم يحدث.
في زمن النزاع، تتراجع الصحة العامة بشكل كبير، حيث تزداد حالات الأمراض المعدية مثل الإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، والكوليرا، كما حدث في السودان حيث تم إعلانها وباءً. تسجل الأمم المتحدة أيضًا ارتفاعًا في حالات حمى الضنك والتهاب السحايا. تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية أثناء النزاعات يضعف جهود الوقاية والمكافحة، مما يؤدي إلى ظهور أمراض معدية كان يُعتقد أنها قد اختفت، مثل شلل الأطفال الذي عاد للظهور في غزة، مما يثير قلق منظمة الصحة العالمية بشأن صحة الأطفال في ظل نقص التغذية الحاد.