“الأمم المتحدة” تتلقى وابل من الإنتقادات في عقر دارها
غزة – المواطن
تشهد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 79 موجة انتقادات واسعة من داخل مقرها ومن “ضيوفها في أحضانها”، نتيجة ما وصفوه “فشلها في إحلال السلام ووقف الحروب”.
وتأتي أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وسط تساؤلات متزايدة عن قدرة النظام الدولي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على الصمود أو التكيّف أمام تداعيات الحرب على غزة، والنزاعات الداخلية الأخرى في الدول بما فيها السودان وسوريا واليمن.
وتعقد الدورة الحالية في ظل تشكيك عميق بجدوى المنظمة الدولية التي أُنشئت عام 1945 على أنقاض عصبة الأمم، بعدما فشلت الأخيرة في منع وقوع الحرب العالمية الثانية، لكن الأمم المتحدة تواجه منذ أكثر من عقدين شللا كبيرا بسبب تقادم مؤسساتها، بما في ذلك مجلس الأمن، أداتها الأقوى المكلفة بصون الأمن والسلم الدوليين، الذي عجز عن التعامل بفاعلية مع النزاعات والحروب، ولم يوقف الحرب في غزة أو يحد من توسع نطاقها حتى اشتعل فتيلها في لبنان.
منظومة مترهلة
ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمته على منبر الأمم المتحدة انتقادا حاد للمنظمة الأممية؛ بشأن عجزها في وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ومن ثم تطورها للبنان، قائلا: “الأمم المتحدة تأسست بعد فظائع الحرب العالمية الثانية، ومن المؤسف أنها فشلت في أداء مهمتها في الأعوام الأخيرة وتحولت إلى هيئة لا تؤدي وظيفتها وباتت غير كافية لتحقيق ما أسست من أجله وتحولت إلى منظومة مترهلة”.
كما انتقد الرئيس التركي نظام العمل بمجلس الأمن الدولي وهو السلطة العليا المسؤولة عن وقف الحروب وإحلال السلام في العالم، قائلا: “لا ينبغي لنا أن نترك العدالة الدولية لأهواء خمس دول” في إشارة منه لرغبته لتغيير نظام “مجلس الأمن” السلطة التنفيذية الكبرى للأمم المتحدة.
الثقة تتلاشى في الأمم المتحدة
وفي كلمته أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الثقة في الأمم المتحدة بدأت تتلاشى بالنظر لما يحدث في غزة، وأن إسرائيل تواصل تحدي القرارات والمواثيق الدولية والإنسانية، مؤكدا أن “تقويض المؤسسات الدولية أكبر تهديد يواجه الأمن العالمي اليوم”.
وشدد العاهل الأردني، على أن الثقة في المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة بدأت تتلاشى، لأن الأمم المتحدة تعجز عن حماية المدنيين في غزة، وشاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تقف بلا حراك على بعد أميال فقط من فلسطينيين يتضورون جوعا، وكذلك بعثات الأمم المتحدة تتعرض للاستهداف على مدار عام من جانب إسرائيل في غزة.
مجلس الأمن لم يعد يلبي الطموحات
وفي كلمته في قمة المستقبل، وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، انتقادا حادا لمجلس الأمن الدولي، معتبرا المجلس بوصفه السلطة التنفيذية الأعلى في المنظمة الأممية، “بشكله الحالي لم يعد يعكس حقائق عالم اليوم ولم يعد يخدم أهداف العمل المتعدد الأطراف على نحو فعال ومؤثر في النزاعات القائمة”.
وانتقد أبو الغيط عجز مجلس الأمن في التوصل لقرار بشأن الحرب في غزة لمدة شهور، قائلا: “تواصل العدوان والإجرام الإسرائيلي لشهور على غزة دون أن يتمكن المجلس من التوصل لقرار وعندما صدر القرار لم يتمكن المجلس من إنفاذه، لذا فإن المجلس بشكله وأدائه الحالي لا يُلبي طموحاتِنا”.
الأمم المتحدة فقدت جدواها
البرازيل هي الأخرى وجهت انتقادا حادا للأمم المتحدة، وهو ما أعلنه الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا في قمة المستقبل بمقر الأمم المتحدة “أن الجمعية العامة للأمم المتحدة فقدت جدواها وأن الجائحة والصراعات في أوروبا والشرق الأوسط وسباق التسلح وأزمة المناخ كشفت عن حدود الصيغ المتعددة الأطراف
وانتقد الرئيس البرازيلي مجلس الأمن الدولي، قائلا: “شرعية مجلس الأمن تضعف في كل مرة يستخدم فيها المجلس معايير مزدوجة أو يلتزم الصمت في مواجهة الفظائع”.