شؤون فلسطينيةمجتمع

الأب السند و القوة

"الأب قدوة وسند لا يعوّض"

– مقدمة
لا شك أن الأب هو السند والقدوة في حياة الأبناء وتأثيره في تنشئتهم والاب يمثل ركيزة أساسية في حياة أطفاله، فهو ليس فقط المعيل الذي يوفر احتياجاتهم، بل هو المرشد والموجه الذي يغرس القيم والمبادئ في نفوسهم.
ولأن تربية الأطفال تتطلب توازنًا بين الحنان والحزم، فإن وجود الأب بجانب أطفاله يساهم في بناء شخصيات قوية ومستقرة نفسيًا. لكن، ماذا لو غاب الأب بسبب ظروف قاهرة، كما هو الحال في غزة، حيث يفقد العديد من الأطفال آباءهم بسبب العدوان المتكرر؟ هذا ما يجعلنا نقدّر أكثر أهمية دور الأب في حياة الأسرة.

أهمية وجود الأب في حياة الأبناء
في الواقع، لا يمكن إنكار أن وجود الأب داخل الأسرة يساهم في تعزيز الشعور بالأمان والاستقرار لدى الأطفال. فالأب هو من يقدم الدعم العاطفي والنفسي، وهو من يضع القواعد التي تنظم حياة الأسرة. على سبيل المثال، الأطفال في غزة الذين فقدوا آباءهم يواجهون تحديات نفسية واجتماعية كبيرة .

الأب السند والقدوة

تأثير الأب في تربية الأطفال وتنشئتهم
من الجدير بالذكر أن دور الأب في تربية الأطفال لا يقتصر فقط على تقديم النصائح أو توجيههم نحو الصواب، بل يمتد ليشمل بناء شخصياتهم وتعزيز قدرتهم على اتخاذ القرارات، يحتاج الأطفال إلى أبٍ يرشدهم ويوجههم نحو الطريق الصحيح. مثال على ذلك هو الأطفال الذين يشاركون آباءهم في الأنشطة اليومية مثل ممارسة الرياضة الخ.

علاقة الأب بأطفاله ودوره في بناء شخصيتهم
من ناحية أخرى، تلعب العلاقة القوية بين الأب وأطفاله دورًا محوريًا في تكوين شخصياتهم. فكلما كان الأب قريبًا من أبنائه، ازداد لديهم الإحساس بالحب والانتماء. على سبيل المثال، في غزة، نجد أن الأطفال الذين فقدوا آباءهم يواجهون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بسبب فقدان هذا الرابط العاطفي القوي.
الأب السند والقدوة

الأب هوا السند والقوة
تأثير الأب على تربية الأبناء

على سبيل المثال ، الطفل أحمد (سنوات ) فقد والده في قصف استهدف منزلهم، ومنذ ذلك اليوم، لم يعد يشعر بالأمان، ويعاني من كوابيس متكررة تجعله يستيقظ ليلاً باكيًا. أما الطفلة سارة (8 سنوات)، فقد كانت متعلقة بوالدها الذي كان يصطحبها إلى المدرسة يوميًا، ولكن بعد رحيله، أصبحت تعاني من صعوبة في التركيز داخل الفصل، مما أثر على مستواها الدراسي.كذلك، هناك محمد (12 عامًا)، الذي اضطر بعد فقدان والده إلى تحمّل مسؤولية مساعدة والدته في إعالة الأسرة، مما جعله يكبر قبل أوانه ويحرم من طفولته. هذه القصص ليست سوى نماذج بسيطة لما يعيشه آلاف الأطفال في غزة، الذين فقدوا آباءهم واضطروا لمواجهة الحياة بمفردهم.لهذا، يجب أن ندرك جيدًا قيمة الأب في حياة أبنائه، وأن نقدّر دوره العظيم في بناء الأسرة. فالأب ليس مجرد معيل، بل هو مصدر الحب، الحماية، والدعم العاطفي. وفي حين أن بعض الأطفال ينعمون بدفء الأب وحنانه، فإن أطفال غزة يعانون كل يوم من فراغ لا يمكن تعويضه. لذا، علينا جميعًا دعم هؤلاء الأطفال، سواء ماديًا أو معنويًا، ومحاولة توفير بيئة آمنة لهم تعوضهم عن فقدان آبائهم.

في الختام

أطفال غزة ومعاناة فقدان الأب إن فقدان الأب تجربة قاسية لأي طفل، ولكن في غزة، تحوّلت هذه المعاناة إلى واقع يومي يعيشه مئات الأطفال الذين فقدوا آباءهم بسبب العدوان المستمر. هؤلاء

زر الذهاب إلى الأعلى