اشتباكات السودان بين الجيش والدعم السريع: 27 قتيلا و183 جريحا (فيديو)
وكالات – المواطن
احتدمت المعارك في العاصمة السودانية حتى وقت مبكر الأحد، بعد يوم من المواجهات العنيفة بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو، ما أسفر وفق نقابة الأطباء السودانية عن مقتل 27 شخصا وإصابة 183 على الأقل.
واتسعت رقعة الاشتباكات بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، ويأتي ذلك وسط الإعلان عن عطلة رسمية، اليوم الأحد، في الخرطوم بعد تدهور الأوضاع الأمنية، في وقت أعلنت الجامعة العربية، أن مجلس الجامعة سيعقد، الأحد، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الوضع في السودان.
وأفاد شهود عن سماع إطلاق نار ودوي انفجارات في شوارع الخرطوم المقفرة في أعقاب إعلان قوات الدعم السريع عن سيطرتها على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم ومنشآت حيوية أخرى.
لكن الجيش سارع إلى نفي هذه المزاعم، وفي بيان صدر في وقت متأخر السبت حذرت القوات الجوية السودانية المواطنين بضرورة التزام منازلهم مع استمرار الغارات الجوية ضد قواعد قوات الدعم السريع.
وشوهدت في وقت سابق طائرات مقاتلة سودانية تخلق في الأجواء. وقال مراسلو فرانس برس إن المباني والنوافذ اهتزت في مناطق عدة من الخرطوم خلال المعارك، كما سمعت أصوات انفجارات في وقت مبكر الأحد.
وقال بيان صدر في وقت مبكر الأحد عن نقابة الاطباء في السودان إن المعارك “خلفت 27 قتيلا” بينهم اثنان في مطار الخرطوم “في إحصاء أولي للأحداث المؤسفة”، مضيفا أن 183 آخرين أصيبوا بجروح.
وأكد دقلو المعروف باسم حميدتي إن قواته “لن تتوقف” إلا بعد “السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش”. وشدد على أنه لا يمكنه التكهن بموعد توقف القتال. وقال “لا أستطيع أن أحدد متى تنتهي المعارك، فالحرب كر وفر”.
من جهته قال الفريق أول البرهان، إنه “فوجئ في التاسعة صباحا” بحصار مقر قيادته من قبل قوات حميدتي حليفه السابق الذي يصفه اليوم بأنه “يقود ميليشيا مدعومة من الخارج”.
وأكد حميدتي، أنه سيستمر في القتال الى أن “يستسلم البرهان المجرم”، مضيفا أن قواته ستلقي القبض عليه خلال الأيام المقبلة.
وبدا أن المفاوضات التي كانت تجري بين الطرفين، بوساطة من أطراف عدة، انتهت الى نزاع مسلح مفتوح. وحشد البرهان طائراته الحربية من أجل “تدمير” معسكرات قوات الدعم السريع في الخرطوم، في حين هاجم حميدتي قائد الجيش ولم يتردد في وصفه بـ”المجرم” الذي “يدمر البلاد”.
وتدور المواجهات الآن بين الفريقين حول مبنى وسائل الإعلام التابعة للدولة في أم درمان بهدف السيطرة عليها، فيما انقطع ارسال التلفزيون بعد أن ظل ضعيفا لبعض الوقت.
فيما أعلن الجيش السوداني، فجر الأحد السيطرة على جميع مقرات قوات الدعم السريع بأم درمان بكامل عتادها وآلياتها وأسلحتها التي خلفتها تلك القوات وراءها أثناء هروبهم من المقرات.
صور متداولة تتحدث عن تدمير معسكر صالحة التابع لقوة الدعم السريع في #أم_درمان #السودان
#العربية pic.twitter.com/j0X1WRghS8— العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) April 16, 2023
وطالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية وواشنطن وموسكو بوقف “فوري” للقتال في السودان. أما الجارة مصر فدعت الطرفين إلى “التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس”.
وقال بيان للأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش “تشاور مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي بشأن تهدئة الوضع”، مضيفا أن مشاوراته شملت البرهان ودقلو.
ودعا الأمين العام وفق البيان إلى “الوقف الفوري للعنف والعودة إلى الحوار”.
ومن المقرر أن تعقد جامعة الدول العربية بناء على طلب مصر والسعودية اجتماعا عاجلا الأحد لمناقشة الأوضاع في السودان.
وكانت قوات الدعم السريع قد أكدت “السيطرة الكاملة” على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم وقصر الضيافة الذي يستقبل فيه كبار ضيوف الدولة ومطار الخرطوم ومطاري مروي والأبيض، فيما نفي الجيش السيطرة على المطار مؤكدا أن “عناصر من الدعم السريع تسللت الى المطار وأحرقت طائرتين إحداها تابعة للخطوط السعودية” التي أكدت وقوع هذا الحادث.
وكانت قوات الدعم السريع بادرت بالإعلان في بيان أن القوات المسلحة “هاجمت في وقت متزامن قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جاري حصرها”، مؤكدة أن “قوات الدعم السريع قامت بالدفاع عن نفسها والرد على القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة”.
وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تقف إلى جانب “جميع المواطنين وستواصل جهودها من أجل حماية مكتسبات الوطن وثورة شعبه المجيدة الظافرة المنتصرة”، في إشارة إلى ثورة 2019 التي أطاحت عمر البشير بعد ثلاثين عاما في السلطة.
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لفرانس برس “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”. وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.
وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر إلى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ في التصاعد.
ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح، فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.
فمطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند اساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.