منوعات

استشهاد ولاء سعادة صانعة الأفلام والكاتبة الفلسطينية

غزة – المواطن

أعلن يوم السبت 2 مارس 2024 ، عن استشهاد صانعة الأفلام والكاتبة الفلسطينية ولاء سعادة في قصف إسرائيلي استهدف خياما للنازحين في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة .

والشهيدة ولاء سعادة هي من مواليد عام 1990 وقد ولدت في بيت حانون شمالي القطاع، إذ بدأت مسيرتها ككاتبة سيناريو ثم صناعة أفلام وثائقية وأفلام قصيرة، كما عملت في مؤسسات المجتمع المدني كمنسقة ومدربة منذ العام 2010.

وفي حديث سابق لها تحدثت الشهيدة سعادة عن علاقتها بالسينما قائلةً: “يراودني حلم صناعة الأفلام منذ طفولتي، وشغفي كبير بمجال الإخراج الذي لم أكن أعلم عنه شيئا من قبل، لكنّي بدأت بالبحث في هذا المجال خلال دراستي للغة العربية، وعملت على تنمية هذا الشغف من خلال الدورات التدريبية والمحاضرات عبر الإنترنت”.

ومع انتشار خبر استشهاد ولاء سعادة ، نعاها مئات الغزيين الذي عرفوها عن كثب، فانتشرت صورها ومقاطع من أفلامها خصوصاً “خيوط من حرير” على مواقع التواصل الاجتماعي. بينما تساءل كثيرون حول موقف المؤسسات الثقافية والفنية حول العالم من استهداف الاحتلال المتواصل للفنانين والمثقفين في القطاع، من دون أن تحرّك الجهات الدولية أي ساكن أو تتخذ أي خطوة لتأمين الحماية لهؤلاء في وجه آلة القتل الإسرائيلية.

وعمد الاحتلال إلى قتل الفنانين والكتّاب في مختلف أنحاء فلسطين، واعتقال بعضهم على خلفية أعمال فنية ومحتوى فني. وقد رصدت وزارة الثقافة الفلسطينية استشهاد 44 من العاملين في قطاع الثقافة من مبدعين وكتّاب خلال عام 2023.

ويعتبر فيلم “خيوط من حرير” من أشهر أفلام ولاء سعادة، والذي يوثق الحكايات الشعبية عن فلسطين من خلال التطريز بخيوط الحرير على قطع قماش لصناعة الثوب الفلسطيني الذي تمسكت به النساء كامتداد لقصصهن التي عشنها قبل النكبة والتهجير.

وتتبعت كاميرا سعادة في الفيلم التراث الحضاري والفلكلوري الفلسطيني، بما فيه من المدن ذات الطابع الجبلي وتلك ذات البيئة الساحلية والبيئة البدوية، وكذلك الطبيعة من أشجار السرو، والتنوع الجغرافي، النهر والجبل والتل، لتتزيم بها العرائس، جيل عن جيل، في أفراحهن ومناسباتهن.

ويعرض الفيلم قصتي سيدتين بدويتين في غزة بدأتا التطريز منذ نعومة أظفارهما، لينتقل معهما لاحقا إلى مكان آخر ويبقى حافظا لذكرياتهما.

وقالت الشهيدة ولاء سعادة في حديث سابق لها “ركزت في الفيلم على أم فرج وابنتها غالية، فهما تعتبران التطريز جزءا من حياتهما، كما يعبر في ذات الوقت عن علاقتهما بالأرض وكونه إرثا عائليا، فقد حمل كثير من الفلسطينيين الأثواب معهم من أيام النكبة كذكرى، وكانت أم فرج واحدة منهم”.

وأصرت الشهيدة دائما على استحضار غزة في أفلامها. ففي “خيوط من حرير” نتابع في خط مواز لقصة التطريز بمشاهد لمسيرات العودة (2018)، وتوضح سعادة أنها أرادت تناول قصص تدور في محيط حياة “أم فرج”، وتشبه علاقتها بالأرض والحنين إليها، وهو ما يحيل إليه التطريز منذ البداية. وقالت في تعليق على استحضار هذه المشاهد: “ربما الربط السينمائي ليس قويا، لكن في النهاية الأعمال السينمائية مفتوحة للمشاهد للنقد والتعبير كيفما يريد أو يرى، وأنا أنتظر كل الآراء والتعليقات بحب”.

زر الذهاب إلى الأعلى