“اختراق كبير” يسمح لمريضة “بالتحدث” بعد 13 عاما من معاناتها اضطرابا سبق أن قتل ستيفن هوكينغ
وكالات- المواطن
امتطت بات بينيت، 68 عاما، الخيل ذات يوم كفارسة، وركضت يوميا وعملت في الموارد البشرية، إلى أن حرمها مرض نادر من القدرة على التحدث في عام 2012.
لكن مساعدتها تمت بفضل أربعة أجهزة استشعار بحجم حبة الأسبرين مزروعة في دماغها، كجزء من تجربة سريرية في جامعة ستانفورد.
فقد ساعدت الرقائق بينيت على توصيل أفكارها مباشرة من عقلها إلى شاشة الكمبيوتر بسرعة قياسية بلغت 62 كلمة في الدقيقة، أي أسرع بثلاث مرات من أفضل التقنيات السابقة.
وأبدى علماء الإدراك والباحثون الطبيون خارج جامعة ستانفورد إعجابهم أيضا.
فوصف البروفيسور فيليب سيبس، من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، الذي يدرس واجهات الدماغ والآلة وشارك في تأسيس شركة Neuralink التابعة لإيلون موسك، الدراسة الجديدة بأنها “إنجاز كبير”.
وقال سيبس لـ MIT Technology Review في وقت سابق من هذا العام، حيث كان بحث جامعة ستانفورد الجديد لا يزال يجتاز مراجعة النظراء: “إن الأداء في هذه الورقة البحثية وصل فعلًا إلى المستوى الذي قد يرغب فيه العديد من الأشخاص الذين لا يستطيعون التحدث، إذا كان الجهاز جاهزا”.
وتأتي هذه الأخبار بعد أشهر قليلة فقط من منح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية شركة Neuralink الموافقة، ما يسمح للشركة ببدء تجارب بشرية على تقنية زراعة شرائح الدماغ الخاصة بها.
وتأتي نتائج جامعة ستانفورد أيضا في أعقاب الجهود التي تبذلها منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) لتطوير مقترحات حول كيفية تنظيم تكنولوجيا شرائح الدماغ، والتي ثمة شعور بالقلق من إمكانية إساءة استخدامها في “المراقبة العصبية” أو حتى “إعادة التعليم القسري”، ما يهدد حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، بالنسبة لبينيت، كان هذا البحث الناشئ أقرب إلى الإعجاز.
فمنذ عام 2012، عانت بينيت من مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو نفس المرض الذي أودى بحياة الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ في عام 2018.
وعلى مدى 26 جلسة، استمرت كل منها حوالي أربع ساعات، عملت بينيت مع خوارزمية الذكاء الاصطناعي، ما ساعد على تدريب الذكاء الاصطناعي على كيفية تحديد نشاط الدماغ الذي يتوافق مع 39 صوتا رئيسيا، مستخدما في اللغة الإنجليزية المنطوقة.
ومن خلال تقنية استشعار الدماغ، والتي يسميها الباحثون في جامعة ستانفورد واجهة الدماغ والحاسوب داخل القشرة (iBCI)، ستحاول بينيت توصيل ما يقرب من 260 إلى 480 جملة بشكل فعال في كل جلسة تدريب إلى الذكاء الاصطناعي.
وتم اختيار الجمل عشوائيا من مجموعة بيانات كبيرة، SWITCHBOARD، مصدرها مجموعة من المحادثات الهاتفية التي جمعتها شركة Texas Instruments، صانعة الآلات الحاسبة، لأبحاث اللغة في التسعينيات.
وخلال الجلسات التي تم فيها اختصار خيارات الجملة إلى مفردات مكونة من 50 كلمة، تمكنت بينيت وفريق ستانفورد الذي يعمل معها من خفض معدل خطأ مترجمِ الذكاء الاصطناعي إلى 9.1%.
وعندما تم توسيع حد المفردات إلى 125000 كلمة، أي أقرب إلى العدد الإجمالي للكلمات الإنجليزية الشائعة الاستخدام، شهد الذكاء الاصطناعي المخصص للكلام المقصود في iCBI زيادة طفيفة في أخطاء الترجمة. وارتفع المعدل إلى 23.8%.
ويعتقد الباحثون أن التحسينات يمكن أن تستمر مع المزيد من التدريب وواجهة أوسع، والمزيد من الغرسات، وبعبارة أخرى، التفاعل بين الدماغ والذكاء الاصطناعي الخاص بـ iBCI.
بالفعل، لقد تفوقت سرعة الخوارزمية في فك تشفير الأفكار إلى كلام على جميع النماذج السابقة ثلاث مرات.
وتمكن جهاز iBCI التابع لمجموعة ستانفورد من التحرك بسرعة 62 كلمة في الدقيقة، أي أقرب من أي وقت مضى إلى المعدل الطبيعي للمحادثة البشرية، وهو 160 كلمة في الدقيقة.
وكتب بينيت في رسالة بالبريد الإلكتروني قدمتها جامعة ستانفورد: “بالنسبة لأولئك الذين لا يتحدثون، فهذا يعني أنه يمكنهم البقاء على اتصال بالعالم الأكبر، وربما يستمرون في العمل، والحفاظ على الأصدقاء والعلاقات العائلية”.
وتم تشخيص إصابة بينيت بالتصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو مرض تنكس عصبي، منذ أكثر من عقد من الزمن.
ويهاجم مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) الخلايا العصبية الموجودة في الجهاز العصبي المركزي للجسم والتي تتحكم في الحركة، لكن تجربة بينيت الخاصة مع المرض كانت نوعا نادرا بشكل خاص من المرض.