القدس المحتلة – المواطن
أعرب المسؤولون الأمنيون في إسرائيل عن عدم دهشتهم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي أشار فيها إلى خططه لنقل ما يقرب من مليوني شخص من قطاع غزة إلى دول أخرى. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن هذه الخطوة تُعتبر “ضرورة الواقع”، مشيرة إلى أن الأراضي في غزة قد تعرضت لتلوث شديد نتيجة القصف والهجمات العسكرية.
وأكد أحد المسؤولين الأمنيين أن “الأرض في غزة ملوثة بشكل لا يمكن إصلاحه”، موضحًا أن “الضربات الجوية والمواد الكيميائية الناتجة عنها تسببت في تدمير التربة لدرجة أنها لا تصلح لإعادة البناء”. وأضاف المسؤول: “يجب أولًا تنظيف الأرض قبل التفكير في بدء عملية البناء”.
وأشار المسؤول إلى أن حوالي 70% من المباني في غزة دُمّرت بشكل كامل، مما جعلها غير صالحة للسكن أو الإيواء، مؤكدًا أن “إزالة الحطام من شوارع غزة ستستغرق سنوات عديدة”. وأضاف أن “من يريد أن يصبح مليونيرًا اليوم يجب أن يبدأ في إزالة نفايات البناء، لأن حجم الدمار هائل”.
في سياق متصل، أفاد مصدر عسكري بأن عشرات الآلاف من سكان غزة فرّوا الأسبوع الماضي من الجنوب إلى الشمال بحثًا عن مأوى في ما كان منازلهم سابقًا، ليكتشفوا أنه لا شيء قد تبقى في المنطقة بعد الدمار الشامل. وقال المصدر العسكري: “رأيناهم يعودون جنوبًا بأعداد كبيرة بعد أن أدركوا أن المنطقة أصبحت غير صالحة للعيش حتى في الخيام”.
وأشاد المسؤولون الأمنيون بتصريحات ترامب التي وصفوها بالمنطقية، حيث أشاروا إلى أن إعادة بناء غزة ستحتاج إلى سنوات طويلة. وقال أحد المسؤولين: “هل يريد السكان العيش في خيام لسنوات؟ منطق الرئيس الأمريكي يهدف إلى توفير حل يساعدهم على العيش بطريقة معقولة”.
وفي غزة، يتزايد الحديث بين السكان عن رغبة مئات الآلاف منهم في مغادرة القطاع لإعادة بناء حياتهم في أماكن أخرى. وفي الوقت نفسه، أشار المسؤولون إلى أن هناك تساؤلات حول ما إذا كان حركة حماس ستسعى لمنع أي اتفاق لوقف إطلاق النار بناءً على تصريحات ترامب، موضحين أن “حماس قد ترى أنه لا يوجد ما تخسره في حال تم إخلاء القطاع”.
وفيما يتعلق بالاستعدادات العسكرية، أكد المسؤولون العسكريون في إسرائيل أن الجيش مستعد لاستئناف القتال في أي وقت بناءً على تعليمات الحكومة. وأضاف أحد المصادر: “لدينا القدرة والخبرة اللازمة، ونحن مستعدون للعمل إذا استؤنف القتال”. وأشار مصدر آخر إلى أن “مستوى الدمار سيصل إلى 90% إذا استؤنف القتال”.
