أقلام

أهل غزة لستم محور الكون.. ناهض زقوت

يعتقد سكان غزة نتيجة الظلم والقهر والعذاب الذي شافوه وعاشوه من سنة ونصف من الإبادة والموت المجاني، أن القيامة ستقوم بعد انتهاء الحرب، وكل واحد منهم سيقدم مسوغات ظلمه أمام الله، ويشتكي إلى الله كل الذين ظلموه، والشهيد سيتنعم مع حور الجنة.

يا أهل غزة الكون لم يبدأ بكم .. ولن ينتهي بكم، بل سوف تشبعون موتا قبل أن تقوم القيامة، ثمة أناس مثلكم عاشوا وتنعموا وتعذبوا على مدار عمر الكون البالغ نحو 13 أو 26 مليار سنة حسب تقديرات العلماء. خلال هذه السنوات الطويلة كان ثمة ناس مثلكم عاشوا وتعذبوا وهم يحلمون بالجنة وبالحوريات، والشكوى إلى الله.

وبعدكم سيأتي أقوام جديدة من أحفادكم، وأحفاد أحفادكم، يتعذبون ويتألمون، ويتنعمون سنوات طويلة لا يعلمها إلا الله، وسيحلمون مثلكم بحور العين والجنة.

أهل غزة أنتم لستم محور الكون، أنتم مجرد ترس في دائرة يتم استغلالها لتحقيق مٱرب ومصالح جماعات ذات نفوذ لفترة من الزمن، بوعود شتى وامتيازات متنوعة منها سياسية ومنها دينية، ثم تموتون ويستبدل الله غيركم، هكذا هي سنة الحياة.

أما ما توعدون به من البشر، هو وهم لا يعلمه إلا الله، دخول الجنة ليست حكرا على أهل غزة، ومن يحدد الشهيد ومكانته هو الله سبحانه وتعالى، وليس البشر مهما وصلوا من المكانة الدينية.
كاذب من يقول لك ستدخل الجنة وحور العين في انتظارك، الله صاحب القرار، وليس العبد الذي ينتظر رحمة الله. أنت ستموت مثل أناس كثر منذ ملايين السنين، وينتهي أجلك وسيرتك من الحياة، وتصبح نسيا منسيا بعد أيام.

لا تمت من أجل بشر ومصالحه الدنيوية، الله سبحانه وتعالى لم يدعونا إلى الموت إلا في سبيل رفعة دينه، وليس لله أحزاب أو أنداد، لا موت وشهادة في سبيل حزب أو جماعة أو حتى بشر، لا يملك من أمر نفسه شيئا، فهل يستطيع أن يضمن لك الجنة وحور العين. هل ضمنها لنفسه؟.

يا أهل غزة أنتم حلقة ممتدة في سلسلة الكون، لا يعلم نهايتها إلا الله، ولا يعلم مصائر البشر إلا الله.

لا تموتوا من أجل أحد، الموت ليس غايتكم ولا سبيلكم، بل من حقكم الحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد، وبناء مستقبل لكم ولابنائكم، والتنعم بمباهج الدنيا حتى يأتي أجل الله.

ولا تصدقوا كل من يوعدكم بالجنة، فليس ثمة بشر يمتلك صكوك غفران، أو مفاتيح الجنة.

لم يخلقنا الله للموت في سبيل أحد، بل في سبيله دفاعا عن دينه المتمثل في القرٱن الكريم، وليس في سبيل الأحزاب والجماعات.

احذروا يا أهل غزة، نحن في زمن يتعاظم فيه الزيف والخداع .. أصروا على الحياة بكل ما أتيتم من قوة، ولا تتنازلوا عن حقكم في الحياة من أجل أحد.

غزة اليوم ال542 للموت في حرب غير متكافأة سنة 2025

زر الذهاب إلى الأعلى