“أنسوا أطفالكم.. وجيبوا نساءكم”.. قصة جريمة عاطف نجيب التي أسقطت حكم الأسد
دمشق – المواطن
أعلنت قوات الأمن السورية، الجمعة، توقيف عاطف نجيب، قريب الرئيس المخلوع بشار الأسد والذي تولى سابقا رئاسة فرع الأمن السياسي في محافظة درعا حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات الشعبية عام 2011.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نجيب، وهو ابن خالة الرئيس المخلوع ومدرج على لائحة العقوبات الأميركية، هو “أهم شخصية” يتم توقيفها منذ الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مدير مديرية الأمن العام في اللاذقية مصطفى كنيفاتي قوله إنه “في عملية نوعية، تمكنت مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية… من إلقاء القبض على العميد عاطف نجيب، والذي شغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا”.
وأضاف كنيفاتي، بحسب سانا، أنه “تم تحويل المجرم عاطف نجيب للجهات المعنية ليصار إلى محاكمته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري”.
وحشية
في 2011 اندلعت الاحتجاجات المناهضة للأسد في محافظة درعا جنوبي سوريا بعد توقيف أطفال كتبوا شعار “إجاك الدور يا دكتور” المناهض للرئيس السوري في حينه على جدران مدرستهم، وتعرضوا للتعذيب على أيدي قوات الأمن.
كان نجيب يشغل حينها منصب رئيس فرع الأمن السياسي في المحافظة، حيث اتهمه السكان بالمسؤولية عن تعذيب التلاميذ المعتقلين واقتلاع أظافرهم.
وعند مطالبة الأهالي بأطفالهم، نُقل عن نجيب قوله لآبائهم: “أنسوا أطفالكم.. وجيبوا (أنجبوا) غيرهم”، وزاد على ذلك بإهانة أهل درعا بالقول “جيبوا نساءكم” إن لم تكونوا قادرين على إنجاب غير هؤلاء الأطفال.
بعد ذلك خرج عدد من هؤلاء الأطفال جثثا هامدة وكان من أبرزهم الطفل حمزة الخطيب الذي تحول إلى أيقونة للثورة السورية.
تسببت هذه الأحداث في إشعال غضب الأهالي ومقتل العديد منهم برصاص الأمن السوري، وهو ما أدى بالنهاية لانطلاق شرارة الاحتجاجات في باقي مدن سوريا.
عقب اندلاع الاحتجاجات، أُبعد نجيب المولود في العام 1960، عن منصبه لفترة وجيزة، وفي أبريل 2011، أدرجته الولايات المتحدة على قائمة العقوبات على خلفية “انتهاكات لحقوق الإنسان، وكذلك فرض الاتحاد عقوبات ضده.
من الفقر للسلطة والثروة
في تقرير سابق نشرته صحيفة “ذي ناشيونال نيوز” تحت عنوان “الصراع في سوريا: عاطف نجيب، الرجل الذي أشعل الانتفاضة” يسلط التقرير الضوء على جوانب مخفية من حياة نجيب.
تنقل الصحيفة عن أصدقاء عائلة عاطف نجيب وضباط مخابرات سابقين ورجال أعمال وسجناء تعاملوا معه القول إن الرجل كان خطيرا وعنيف المزاج وبارعا في التلاعب بالأشخاص.
اعتقال عاطف نجيب.. ابن خالة الأسد الذي تسبب باشتعال الثورة السورية
أعلنت السلطات السورية، الجمعة، اعتقال عاطف نجيب المسؤول الأمني السابق في نظام بشار الأسد، والمتهم باشعال شرارة الاحتجاجات في البلاد في عام 2011.
كان نجيب يحب قيادة السيارات بسرعة وتهور ويفضل ماركات معينة مثل “بي إم دبليو” و”جاغور” وكذلك يفضل الأحذية الإيطالية باهظة الثمن والسترات الجلدية.
عاطف هو ابن نجيب علاء، بائع بنزين من الطائفة السنية، فيما أمه فاطمة مخلوف من الطائفة العلوية، واختها أنيسة التي كانت متزوجة من حافظ الأسد.
نتيجة لهذا الرابط العائلي نجحت أسرة نجيب في الصعود من الفقر إلى موقع الثروة والسلطة.
كان عاطف نجيب، وهو واحد من خمسة أبناء، متهورا، وكان مقربا من باسل الأسد، الذي كان حافظ الأسد يجهزه لخلافته قبل أن يقتل في حادث سيارة، ليستقر الاختيار على بشار الأسد.
طبيعة عاطف المتقلبة كانت أكثر من اللازم حتى بالنسبة لعائلة الأسد في بعض الأحيان، حيث جرى إيقافه عن وظيفته في المخابرات السورية قبل أن يطرده باسل الأسد من أجهزة الأمن حوالي عام 1992.
كان من المعروف عن عاطف أنه يحب إهانة الناس عبر استخدام كلمات بذيئة للغاية فضلا عن اختطاف الفتيات وإطلاق النار على معارضيه.
بعد سنوات من الإبعاد، ومع وصول بشار الأسد لسدة الحكم، حصل عاطف على دور كبير في الأمن السياسي في دمشق، حيث عمل من مكاتبهم في المزة، وهناك صقل سمعته المخيفة.
بين منتصف عام 2008 وأوائل عام 2009، تم نقل عاطف نجيب إلى درعا كرئيس للأمن السياسي، وسرعان ما شرع في تأسيس هيمنة لا مثيل لها، وحكم بما وصفه السكان بـ “قبضة حديدية”.
وتنقل الصحيفة عن عضو في عائلة معروفة في درعا القول إن عاطف نجيب كان هو السلطة المطلقة في المحافظة، وكان مسؤولا عن مصير 1.2 مليون شخص”، مضيفا أن الرجل “كان يقول لنا أنا الله في درعا”.
لطالما اشتهرت درعا بأنها مؤيدة بقوة لعائلة الأسد، حيث تم تجنيد العديد من شخصيات النظام من المنطقة، لكن كان للأعمال الوحشية التي قام بها عاطف نجيب المستبد خلال فترة توليه السلطة دورا فعالا في قلب سكان درعا ضد الأسرة الحاكمة.