أقلام

أمل عائلات الأسرى ومستقبل الصفقة

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وفي ظل الفرحة العارمة التي تعم أوساط العائلات الفلسطينية بإطلاق سراح أبنائها من سجون الاحتلال، يتزايد الأمل لدى عائلات الأسرى في أن تواصل حماس صفقة تبادل الأسرى، لتسمح لأبنائهم بالعودة إلى بيوتهم والاحتفال بشهر رمضان مع عائلاتهم.

وأكثر ما يبعث الأمل على أهالي الأسرى، هو زيارة وفد من قيادة حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، ولقائه مع المسؤولين المصريين، ومن ثم التباحث في مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى واستشراف مفاوضات المرحلة الثانية منه، وهنا أكد وفد قيادة الحركة على موقفها الواضح بضرورة الالتزام التام والدقيق ببنوده ومراحله كافة، بحسب بيان لحماس.

ومؤخرا، جرى التوافق أيضا على اتفاق لحل مشكلة تأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان يجب إطلاقهم في الدفعة الأخيرة على أن يتم إطلاق سراحهم بشكل متزامن مع جثامين الأسرى الإسرائيليين المتفق على تسليمهم خلال المرحلة الأولى، بالإضافة إلى ما يقابلهم من النساء والأطفال الفلسطينيين.

وهنا تجدد أمل الأمهات الفلسطينيات، التي سيطرت عليهم الفرحة بخروج أبنائهن من سجون الاحتلال الأمل لدى الفلسطينيين، خاصة وأن قيادة حماس ستكون مستعدة لمواصلة صفقة تبادل الأسرى، بما يسمح لأكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين باستعادة حريتهم.

وككل أم وزوجة وابنة، ينتظر أهالي الأسرى الفلسطينيين تنفيذ المرحلة الثانية لصفقة التبادل، خاصة بعد أن انتهت آخر عملية تبادل لهذه المرحلة في اليوم السادس عشر لبدء تطبيق الاتفاق.

ورغم إعلان حماس تتيها لاستكمال الصفقة، ينتظر الوسطاء موقف إسرائيل بشأن استكمالها، خاصة مع تلويح نتنياهو بالعودة للحرب، خاصة بعد تعيين رون ديرمر وزير الشؤون الإستراتيجية رئيساً للوفد بدلاً من رئيس الموساد دافيد برنياع، وتحييد دور رئيس الشاباك رونين بار ما، وهذا يهدد بالتأكيد استكمال الصفقة.

ربما ترفض “حماس” مفاوضات المرحلة الثانية بسبب شروطها التعجيزية من قبل إسرائيل خاصة وأن هذه الشروط تحاول استكمال مشروع تهجير أهالي غزة خارج القطاع، واستمرار الحرب، وكذلك إقصاء حماس سياسيا، وهذا ما رفصته الحركة وخاصة الشرط الأخير لاسيما وهي تسعى في المقام الأول إلى البقاء على رأس السلطة وهذا ما ترفضه إسرائيل وتتذرع بهذا الشرط حتى تستكمل حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وتزيد جراحه.

وبالتأكيد سترفض “حماس” خروجها من المشهد السياسي لتظل آمال الأهالي والأمهات بخروج أبنائهم وذويهم من سجون الاحتلال، معلقة على قبول الحركة شروط إسرائيل، وكذلك التعنت الإسرائيلي تجاه أي تسهيلات للحركة وإصرارها على مغادرة حماس المشهد نهائيا، ويبقي انتظار الفرج من قبل العائلات سواء بخروج أبنائهم أو بانتهاء الحرب مجرد أمنيات في ظل الرفض والتعنت الحمساوي الإسرائيلي.

ويظل مشروع التهجير واللعب بأعصاب الفلسطينين ومستقبلهم وتنفيذ مشروع الاستيطان في غزة، هدف إسرائيلي لن يموت، خاصة في ظل وجود نتنياهو على رأس السلطة الذي لا يريد خيرا للفلسطينيين، وفي ظل رفض حماس إقصائها عن المشهد، ومع استمرار جهود الوسطاء العرب كمصر وقطر لإنهاء أوجاع الفلطسينيين وعودة الهدوء للقطاع ووضع نهاية للحرب، يظل الأهالي متمسكين بأمل عودة أبنائهم من سجون الاحتلال وكذلك الرجوع لبيوتهم وحياتهم حتى لو عاشوا على ركام.

وفي النهاية، هل ستسفر الأيام القليلة المقبلة عن شروط جديدة لاستكمال صفقة الهدنة وعودة الأسرى؟، هل ستستجيب “حماس” لشروط إسرائيل بشأن عودة الأسرى وهل ستتبع تل أبيب سياسة جديدة قائمة على المرونة من أجل عودة أسراها هي الأخرى، أم ستصل الصفقة لطريق مسدود من جديد؟!

أمينة خليفة

زر الذهاب إلى الأعلى