أخــبـــــار

هل تنجح إسرائيل في فرض “نموذج تونس” على حماس؟

غزة – المواطن

يثير الحديث عن إمكانية تطبيق “نموذج تونس” على حركة حماس في قطاع غزة تساؤلات حول مدى نجاح إسرائيل في فرض هذا السيناريو كحل لإنهاء الحرب. ويعتمد هذا المخطط على السماح للحركة بالبقاء في غزة، ولكن بعد إبعاد قياداتها إلى الخارج، في خطوة مشابهة لما حدث مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بعد اجتياح لبنان عام 1982.

مناقشات إسرائيلية – أميركية

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تل أبيب مستعدة للتعايش مع وجود حماس، ولكن ليس بوجود قيادتها داخل القطاع. وأكدوا أن إسرائيل تناقش مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إمكانية تطبيق “النموذج التونسي”، في إشارة إلى إخراج قادة منظمة التحرير إلى تونس بعد حصار بيروت عام 1982.

ويعتمد الطرح الإسرائيلي الجديد على إبعاد بعض أو جميع قادة حماس إلى الخارج، كوسيلة لإنهاء الحرب دون تفكيك سيطرة الحركة بالكامل على غزة.

صعوبة التنفيذ ومواقف حماس

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، أن تطبيق هذا النموذج سيكون صعبًا، إذ سيواجه رفضًا شديدًا من قيادة حماس في الداخل، رغم احتمال قبوله من بعض قادة الخارج الذين يتعرضون لضغوط إقليمية ودولية.

وقال زيداني في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية” إن حماس تدرك حجم الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه بعد هجومها على إسرائيل في أكتوبر 2023، مما قد يدفعها لمحاولة إصلاح الوضع بأقل الخسائر الممكنة. وأضاف أن إسرائيل تستغل نقطة ضعف الحركة المتمثلة في حرصها على الاحتفاظ بسيطرتها الإدارية والعسكرية على غزة، ما قد يجعلها تقبل بإبعاد بعض قادتها كجزء من تسوية غير معلنة.

وأشار إلى أن أي اتفاق محتمل سيكون سريًا، نظرًا لحساسية الأمر وخطورته على مستقبل حماس، إذ قد يُنظر إليه على أنه بداية لنهايتها، خاصة إذا تضمن تقديم تنازلات سياسية تمس بعلاقاتها الإقليمية.

اختبار لموقف حماس

من جهته، يرى الخبير في الشأن الفلسطيني، جهاد حمد، أن الحديث الإسرائيلي عن “النموذج التونسي” قد يكون مجرد “بالون اختبار” لاستطلاع رد فعل قيادة حماس، مؤكدًا أن تطبيق المخطط يتطلب تفاهمات سياسية، ولو بشكل غير مباشر، بين إسرائيل وحماس.

وأوضح حمد لـ”سكاي نيوز عربية” أن الفكرة قد تكون مجرد مقترح قيد البحث ولم تُطرح رسميًا على الولايات المتحدة أو الوسطاء. وأضاف أن الظروف بين حرب لبنان الأولى وحرب غزة الحالية متشابهة، لكن تمرير الفكرة يحتاج إلى وقت أطول.

وأشار إلى أن إسرائيل بدأت فعليًا في تنفيذ بعض جوانب الخطة من خلال السماح لجرحى الجناح العسكري لحماس بالسفر للعلاج برفقة مرافقين، لكن أي خطوات إضافية قد تأتي بعد المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتوقع أن الوضع الحالي قد يدفع حماس للقبول بانسحاب جزئي من حكم غزة وإبعاد بعض قادتها البارزين بشكل غير معلن، لكنها ستسعى في المقابل للحفاظ على نفوذها العسكري والإداري في القطاع. وأكد أن أي تطورات بهذا الشأن ستتضح بشكل أكبر مع تقدم مراحل التهدئة.

زر الذهاب إلى الأعلى