أخــبـــــار

هل تشكل “صواريخ الضفة” تهديدًا حقيقيًا للاحتلال؟

رام الله – المواطن

نشرت مجموعة تلغرام تدعى “كتيبة العياش”، أمس السبت، شريط فيديو يظهر إطلاق صاروخ من منطقة جنين، وكتب على اللافتة المعلقة على منصة الاطلاق باللغة العربية أنه صاروخ من نوع “قسام 1” انطلق باتجاه “المستوطنات في منطقة جنين” وأن الإطلاق القادم سيكون أكبر.

بعد ساعات قليلة من نشر الشريط، اعترف جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بأنه حدث بالفعل إطلاق صاروخ من منطقة جنين وأنه انفجر في الأراضي الفلسطينية ولم يشكل أي خطر على المستوطنات في المنطقة.

وبحسب صحيفة المصدر: إسرائيل اليوم العبرية، فإن عملية تفتيش أولى لجيش الاحتلال يوم أمس كشفت أنه صاروخ محلي الصنع تمكن من الطيران لمسافة 100 متر فقط، وأطلقه منظمة مرتبطة بحماس، وحقيقة أن “المنظمات” في الضفة الغربية تحاول وضع أيديها على الصواريخ أو تصنيعها ليست جديدة، وهذا واضح للجميع.

تشير “المنظومة الأمنية” منذ سنوات إلى أن هذا هدف رئيسي لدى التنظيمات، في ضوء فهمها لأهمية التهديد الصاروخي وحقيقة أن إخوانهم في غزة ولبنان ينجحون في ادخال ملايين المستوطنين “الإسرائيليين” في الملاجئ.

في الشهر الماضي، خلال عملية “الدرع والسهم”، قال رئيس “الشاباك” رونين بار، إن خلية كانت تصنع صواريخ في جنين من أجل إطلاقها باتجاه كيان الاحتلال قد تم إحباطها، مضيفا “ليس لدينا نية لتحويل العفولة هدفا للنيران، وأشار بار في ذلك الوقت إلى أن طارق عز الدين، أحد قادة الجهاد الإسلامي الذي استشهد في العملية في غزة كان مسؤولاً عن تمويل النشاطات.

الخلية أو المجموعة التي يتحدث عنها رئيس “الشاباك” اعتقلت في نيسان / أبريل، خلال عملية لجيش العدو في وضح النهار في مخيم جنين للاجئين.

يعتبر إنتاج الصواريخ في الضفة الغربية أولوية قصوى لدى استخبارات جيش العدو، فمنذ بداية الانتفاضة الثانية حاول الفلسطينيون عدة مرات تصنيع وإطلاق صواريخ باتجاه “إسرائيل”، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، في هذه المرحلة الحديث يدور عن صواريخ بدائية، منتجة محليًا، ولا يمكن أن تشكل تهديدًا حقيقيًا للمستوطنين في “الكيان”.

وهكذا، من بين أمور أخرى، في عام 2006، على سبيل المثال، ادعى الفلسطينيون أنهم أطلقوا صواريخ من شمال الضفة الغربية باتجاه “إسرائيل” في حالتين مختلفتين، وزعم جيش الاحتلال في حينها أنه لم يكن على علم بأي محاولات لإطلاق صواريخ، وإذا تم إجراء مثل هذه المحاولة فلن ينطلق الصاروخ، وفي عام 2008، قالت مجموعات من الجناح العسكري لفتح أن رجالها أطلقوا صاروخًا على مستوطنة “شكيد” شمال جنين، لكن جيش العدو لم يؤكد صحة النبأ.

كفار سابا والعفولة مهددتان

إن إنتاج الصواريخ ليس علم صواريخ، وفي النهاية إذا بذلت المنظمات الفلسطينية في الضفة الغربية جهد كاف، ولم توقفها “إسرائيل”، فسيكون بمقدورها الحصول على المعرفة اللازمة، لكن هذا يتطلب وقتا، ويكفي أن نذكر أن قطاع غزة استغرق عدة سنوات للوصول إلى القدرات الصاروخية التي يمتلكها، لكن أي شخص يعرف القليل عن “خريطة إسرائيل” والضفة الغربية يمكنه أن يفهم أهمية الصواريخ في الضفة الغربية.

المسافات بين مدن الضفة الغربية ومراكز المدن الكبرى في كيان العدو قصيرة جدا، قلقيلية و”كفار سابا” على سبيل المثال قريبتان جدًا من بعضهما البعض، وكذلك العفولة وجنين، في الضفة الغربية على عكس غزة هناك حاجة إلى صواريخ أبسط واقصر مدى لوضع جميع سكان وسط الكيان في الملاجئ، وقد لا يقل تأثيرها عن استخدام حزام ناسف كبير.

المسافة أقل أهمية من مبدأ التهديد

سيناريو الرعب هذا لا يزال بعيد المنال، لأنه حتى هذا الوقت يتمتع جيش الاحتلال على ما يبدو بحرية العمل الكاملة في الضفة الغربية، وفي كل ليلة تدخل “القوات” المدن والقرى ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين لاعتقال المطلوبين ومصادرة الأسلحة، لكن ما من شك في أن إطلاق صاروخ أمس، حتى لو كان على مدى 100 أو 150 مترًا فقط، يقرب الكيان خطوة أخرى من عملية برية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية، في إطارها ستنتقل القوات بين المنازل ومصادرة الأسلحة وتدمير معامل المتفجرات واعتقال المطلوبين.

ترجمة الهدهد

زر الذهاب إلى الأعلى