أخــبـــــار

هآرتس تكشف تفاصيل جديدة عن عملية تحرير الأسرى وسبب تنفيذها بوضح النهار

القدس المحتلة – المواطن

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، صباح اليوم الأحد 09 يونيو 2004، تفاصيل جديدة عن عملية الجيش الإسرائيلي بتحرير أربع أسرى أمس من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ، وسبب تنفيذها في وضح النهار.

وأوضحت الصحيفة العبرية، أنه كانت هناك مناقشات تجري لإنقاذ الأسرى الأربعة منذ فترة ليست بالوجيزة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي تجنب إجراء مناورات برية في مخيم النصيرات حتى لا يشكل خطرا على حياتهم.

وأضافت، “كان هناك معلومات استخباراتية دقيقة حول مكان الأسيرة أرغماني ومن أكثر من مصدر ووصلت المعلومات عدة مرات.. ومنذ أسابيع قليلة وصلت معلومات حول أماكن الأسرى الثلاثة الآخرين الذين كانوا يتواجدون في شقق سكنية منفصلة”.

وتابعت هآرتس، “تم تطوير الخطة العملياتية وممارستها بشكل مكثف بالاعتماد على وسائل تكنولوجية وجمع معلومات استخباراتية واسعة النطاق”.

وبخصوص سبب تنفيذ العملية في وضح النهار، أفادت الصحيفة العبرية، أن الهدف كان مفاجأة حماس ، مضيفة، “الجنود نفذوا العملية باحتراف كبير بتعليمات قيادية عليا من قيادات لهم علاقة بعمل الوحدات الخاصة سابقا مثل رئيس الأركان هاليفي وكذلك رئيس الشاباك”.

وادّعت أن إعلان القسام حول مقتل أسرى آخرين يأتي في إطار الحرب النفسية التي تخوضها حماس ولا يوجد ما يثبت وجود أسرى آخرين في المكان. وفق قولها.

وزادت، “الاحتفالات بعودة 4 أسرى من غزة أمس تظهر مدى حالة الاكتئاب التي نعيشها .. العملية شكلت نجاحا باهرا لكن لو فشلت لكان الثمن كان يمكن أن يكون أثقل بكثير وكل هذا يثبت مدى حتمية التوصل إلى اتفاق الآن حتى على حساب إنهاء الحرب”.

وأضافت في تقريرها، “بقي 120 أسيرا لدى حماس والتقديرات تشير أن نصفهم على قيد الحياة .. 7 أعيدوا في عمليات عسكرية حتى أمس و110 في صفقة إنسانية .. وتم في اللحظة الأخيرة إلغاء عدد لا بأس به من عمليات الإنقاذ التي اعتمدت على معلومات استخباراتية دقيقة لأن خطر قيام المسلحين بقتلهم يفوق احتمال خروجهم أحياء”.

ونوهت هآرتس إلى أن تحرير الأمس لم يحدث أي تغيير استراتيجي، فإسرائيل لا تزال عالقة في وحل غزة، بلا أفق سياسي، بلا خطط لليوم التالي للحرب.

وحول رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، تقول الصحيفة أنه جاء بالأمس إلى مستشفى شيبا والتقى المحررين وعوائلهم، بينما سابقا تجاهل من أفرج عنهم بصفقة الهدنة الإنسانية، ولم يكلف نفسه عناء الاتصال ببعضهم ولا بعوائل أسرى قتلوا.

وأضافت، “نتنياهو هو من اتخذ قرار العملية ولو فشلت لما رأيناه على شاشات التلفاز ولا حتى سمعنا أنه اتصل بعوائل الأسرى”.

وأشارت إلى أن نتنياهو تعرض أمس لانتقادات حادة من باقي أهالي الأسرى، حيث قال والد مجندة اختطفت من ناحل عوز: “أنا سعيد لعودة الأسرى لكن متأثر جدا بما قام به نتنياهو كان يجب أن يتصل بنا على الأقل”.

وقالت إن هناك خوف الآن من أن الفرحة التي عاشها الإسرائيليون أمس أن لا تتكرر في حال لم يتم التوصل لصفقة جدية سريعا.

“ما جرى لا يبشر بتغيير استراتيجي”
وأوضحت صحيفة هآرتس في تقريرها، أن ما جرى أمس لا يبشر بتغيير استراتيجي في صورة الحرب، مضيفة، “من المرجح أن تقوم حماس الآن بتشديد حراستها على باقي الأسرى، وستحاول استخلاص الدروس من الخروقات التي شاب نظامها الدفاعي ومن غير الواقعي توقع إمكانية إطلاق سراح باقي الأسرى بنفس الطريقة”.

وختمت بالقول، “الأسرى ظهروا أمس وبدوا بحالة جيدة وكان يتم التعامل معهم بشكل جيد .. لكن لا يعرف مصير من تبقى من الأسرى خاصة من هم تحت الأنفاق وهؤلاء ليس لديهم كل الوقت لانتظار عمليات مماثلة .. إسرائيل ليست قريبة من النصر الكامل في قطاع غزة، ومن المرجح أن عودة عدد كبير من المختطفين لن تتم إلا في إطار صفقة تتطلب تنازلات كبيرة”.

زر الذهاب إلى الأعلى