نتنياهو يحسم القرار في قضية وقف إطلاق النار في غزة ولبنان
القدس المحتلة – المواطن
نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” صباح اليوم الجمعة 1 نوفمبر 2024، تقريراً حول التطورات الأخيرة بشأن التوصل لاتفاقات وقف إطلاق النار في كل من لبنان وقطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن موجة التفاؤل بقرب الاتفاقات لم تستمر طويلاً، إذ أعقبها تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي صرح بأن “الوضع لا يزال يتطلب المزيد من القتال لتحقيق شروط أفضل لإسرائيل”.
وقد وضع نتنياهو شروطاً جديدة تتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، تضمنت الحفاظ على “حرية العمليات” للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، كجزء من أي تسوية لإنهاء الحرب. وأكد نتنياهو خلال اجتماعه مع المسؤولين الأميركيين آموس هوكستين وبريت ماكغورك، أنه يجب ضمان تنفيذ الاتفاق بشكل يتيح للإسرائيليين العودة إلى منازلهم بأمان.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، قد أعرب الأربعاء عن أمله في الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق نار مع إسرائيل خلال أيام، وذلك بعد تسريب مسودة اتفاق تفيد بهدنة لمدة 60 يوماً بين إسرائيل و”حزب الله”. كما وردت تقارير عن وثيقة مقترحة من واشنطن تفيد بانسحاب إسرائيلي من لبنان خلال الأسبوع الأول من الهدنة، إلا أن المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي شون سافيت، أشار إلى أن هذه المسودات لا تعكس المرحلة الحالية للمفاوضات.
كما ذكرت الصحيفة أن هناك إجماعاً في الأوساط الأمنية الإسرائيلية على أن الحرب على غزة ولبنان قد حققت أهدافها، لا سيما مع اغتيال أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لـ”حماس” يحيى السنوار، إضافة إلى تدمير قدرات عسكرية هامة للتنظيمين. ولفتت التسريبات إلى أن الجيش وضع آليات للحفاظ على أمن إسرائيل من الممكن أن تدعمها اتفاقيات رسمية، ولكن القرار النهائي في يد القيادة السياسية.
وأبدى ضباط في الجيش الإسرائيلي قلقهم إزاء نوايا نتنياهو، إذ نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن ضابط قوله إن “نتنياهو يبدو وكأنه يهدف إلى كسب الوقت فقط، وهو ما قد يقود إلى حرب استنزاف”.
وصرح المحلل العسكري يوسي يهوشواع، بأن الجيش الإسرائيلي قد يضطر إلى تعميق العمليات العسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي مريح لإسرائيل، ما قد يدفع نحو إنشاء حزام أمني في الشمال.
وتشير المصادر إلى أن المبعوث الأميركي هوكستين يواجه صعوبة في العثور على مسؤول لبناني يقبل باتفاق يمنح إسرائيل حق العمليات العسكرية في لبنان. ومع ذلك، يُتوقع أن يحصل نتنياهو على دعم الرئيس الأميركي جو بايدن في حال خرق الاتفاق من الجانب اللبناني.
وفي ظل هذه المعطيات، تستمر إسرائيل في المطالبة بحرية العمل في لبنان وتوسيع صلاحيات “يونيفيل”، إلى جانب شرط تدمير “حزب الله” بنيته العسكرية في الجنوب وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني، في وقت تعتبر الحكومة الإسرائيلية صعوبة موافقة لبنان على هذه الشروط، ما أدى إلى تراجع الآمال في نجاح المفاوضات الراهنة.